تسمم الدم يسبب داء السكري… كيف نحمي أنفسنا؟

تالا الحريري

تتخوف غالبية الناس من مرض السكري لما هو معروف عنه ببتر الأعضاء السفلية والتسبب بالعمى أو الفشل الكلوي وغيره. وهناك قسم كبير من الناس لا يزال غير مدرك لكيفية التعامل الصحيح مع هذا المرض والنمط الواجب اتباعه.

في حلقة من برنامج “صحة dose “، أشارت اختصاصية الغدد الصماء والسكري الدكتورة روان صعب لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ “السكري مرض قديم، تبين في كتابة فرعونية منذ العام 1550 قبل الميلاد بوصف لمريض على الأرجح أن يكون مصاباً بداء السكري. المشكلة الأساسية في هذا المرض أنّ السكر في الدم يبقى بكميات عالية جداً والجسم غير قادر على التخلص منه أو استهلاكه”.

وقالت: “هناك ١١ سبباً لمشكلة السكري لكن نحن نسهلها على المريض ونخبره عن ٨ أسباب نحن ندركها طبياً. من المهم أن ندرك الميزان بين الانسولين (الهرمون المسؤول على تدخيل السكري داخل الخلايا) والغلوكوز (الذي يستخرج من الأكل من بينه الحلويات والفواكه والسكر) ولا يجب أن ننسى أن النشويات تتحول الى سكر في نهاية المطاف. عندما لا يكون هناك تناسق بين الانسولين والسكر هذا من الممكن أن يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم ما نسميه داء السكري”.

وأوضحت صعب أن “السكري الذي ينتج عن lifestyle معين يسمى بالسكري من النوع الثاني ويكون لديه استعداد عائلي أي وراثة أو في حالات أخرى من لديه سمنة مفرطة أو طريقة نظام أكل غير طبيعي أو قلّة الحركة”، لافتةً إلى أنّ هناك “ثلاث طرق للتشخيص عالمياً، أولها فحص السكر على الريق بعد ١٠ – ١٢ ساعة صيام، فمن ليس لديه سكري يجب أن يكون السكر على الريق عنده أقل من ١٠٠ ملغ/ ديسيلتر، اذا كان بين ١٠٠ و١٢٥ فهذه مرحلة ما قبل السكري، وعندما يكون السكر ١٢٦ وما فوق مرتين عند الفحص على الريق فهذا يدل على التشخيص بمرض السكري. الطريقة الثانية هي السكر في الدم الذي يبقى ساعتين بعد وجبة الطعام، من المفروض أن يكون أقل من ١٤٠ملغ، اذا كان بين ١٤٠ – ١٩٩ ملغ/ديسيلتر فهذه مرحلة ما قبل السكري وفوق ٢٠٠ ملغ يسمى سكري. أخيراً نتكلم عن المخزون أو التراكمي يعني كمية السكر في الدم في آخر ٣ أشهر الرقم الطبيعي هو أقل من ٥.٧٪؜”.

أمّا بالنسبة الى الأعراض فتشمل بحسب صعب “العطش، جفاف في الفم، تبول زائد خصوصاً أثناء الليل، خسارة الوزن، مشكلات في النظر. وفي حالات السكري التي تحتاج الى الانسولين هناك حالات طارئة تحتاج الى دخول المستشفى والعناية الفائقة. ومنذ العام ٢٠١٩ حتى اليوم في مرض السكري الشرعي هناك في حالات معينة شفاء نوع ما منه وليس شفاء تاماً”.

وعن أنواع السكري، أكدت صعب أن “أنواع السكر تختلف، فهناك سكر يعد أفضل من غيره وهو السكر البطيء الذي يأخذ وقتاً أكثر ليبقى داخل الدم، وهناك السكر الموجود في الأكل ما يسبب داء أكثر من غيره. أشهر الأنواع هو السكري من النوع الأول أي السكري عند الأطفال ويكون بسبب عامل مناعي والعلاج يكون بالانسولين، والحالة نفسها يمكن أن تظهر في عمر أكبر وهذا بسبب وجود مضادات في الجسم ضد الخلايا التي تفرز الانسولين في البنكرياس. والنوع الأكثر انتشاراً هو النوع الثاني والأكثر وراثياً وترد فيه ٨ أسباب أهمها مقاومة من الجسم ضد فعل الانسولين”.

وبالحديث عن سكري الحمل، قالت صعب: “هذا النوع يمكن أن يبرز عند الحمل فقط وقد يذهب بعده، وهناك حالة ثانية وتكون من النوع الثاني. هناك مخاطر على الأم بسبب السكري أثناء الحمل لأنّها يمكن أن تصاب بسكري من النوع الثاني بعد وقت اذا لم تهتم بنفسها، واذا ولد الطفل وأمه لديها سكري حمل فلديه خطر الولادة بوزن ٤ كيلو وبالتالي لن تكون هناك مياه كافية في الرئتين مما يسبب مشكلات. وفي حال بقي السكر عالياً في الدم عند الأم فان جسم الجنين يفرز انسولين وقد يكون لديه هبوط في السكري عند الولادة. نحن نطلب على مدار ٢٤ أسبوعاً من الحمل القيام بفحص الماء والسكري”.

ونبّهت صعب على أنّ “المضاعفات نوعان، الأول يصيب الشرايين الدقيقة الموجودة في شبكة العين، مصفاة الكلى وأطراف الرجلين. اذا حدثت مشكلة في هذه الشرايين فالشخص معرض للاصابة بمشكلات في شبكة العين، غسيل كلى أو بتر الأعضاء السفلية. كما أنّ السبب الأساس لبتر الأعضاء في الرجلين هو السكري. وهناك الشرايين المتوسطة والأكبر التي تنتج عنها ذبحات قلبية وجلطات في الدماغ”.

بالنسبة الى حقن الانسولين، قالت: “هناك الانسولين البطيء ويعمل ٢٤ ساعة في النهار، والأنواع الموجودة تعمل بين ١٦ – ٣٦ ساعة التي تحقن مرة في النهار لتغطي السكر ما بين وجبات الأكل، والانسولين السريع الذي يغطي الارتفاع في السكر الذي يأتي بعد وجبات الأكل. اذا كان الشخص يتناول ٣ وجبات في النهار فيحتاج الى ٣ حقن انسولين سريع وحقنة انسولين بطيء. وهناك الانسولين المخلوط أي متوسط سريع أو سريع جداً حسب نوع السكر”.

وبحسب صعب، فان طرق الحماية أو الوقاية تكمن في “الانتباه الى نمط العيش والنظام الغذائي، ومن لديه استعداد وراثي عليه القيام بفحص مبكر، إلى جانب الحركة فنحن ننصح بـ ١٥٠ دقيقة مشي سريع أو هرولة، والابتعاد عن التدخين وشرب الكحول بطريقة مفرطة، والنوم على الأقل ٦ – ٧ ساعات”.

وتزامناً مع شهر رمضان، قدمت صعب نصيحة الى مرضى السكري “بزيارة الطبيب المختص للقيام بالتحاليل اللازمة ونقرر ما اذا كان يستطيع الصوم أم لا وذلك حسب المخزون والأدوية والاشتراكات لديه. هناك أشخاص لا يجب أن يصوموا خصوصاً من يحصلون على الانسولين”.

شارك المقال