الجسر عبر “غراند انترفيو”: الرئيس الشهيد كان خشبة الخلاص!

آية المصري
آية المصري

أكد عضو كتلة “المستقبل” النائب سمير الجسر لموقع “لبنان الكبير”، أن “الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان عراباً للطائف وخشبة الخلاص، فالطائف أوجد توازنات مهمة ووضعنا على سلّة إصلاحات كبيرة، ولكن للأسف لم يطبق، بل طبقوا جزءاً منه وهذا الجزء يتم التلاعب فيه بطريقة خاطئة جداً حتى يومنا هذا، وكل الأزمات والمشكلات المهيمنة علينا اليوم نتيجة عدم تطبيق الدستور والقانون”، مشدداً على أن “الرئيس الشهيد كان منفتحاً وغير طائفي والعالم كله يدرك أنه على المستوى الشخصي والعام كان لا يفرق بين اللبنانيين، بحيث كان يعمل لكل المناطق من دون استثناء، وعبارته الشهيرة كانت “نحنا وقفنا العد”، والتي للأسف فسرها البعض بطريقة خاطئة”.

وذكر الجسر بأن “الملايين من اللبنانيين قصدوا ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وكانوا من جميع الطوائف والمذاهب، وكل هذا لا يحدث الا للرجل الذي آمن به كل الشعب اللبناني. الرئيس الشهيد كان صاحب قرار وسريع الحلول، وبعيداً من النظريات كان رجل عمل وفعل وإنجازات، تسلم البلد خلال فترة صعبة جداً ومدمرة، ومن عايش فترة حكمه دهش من عمله. كانت لديه جملة يرددها على مسامعنا في أصعب المراحل “لا يصح الا الصحيح”.

ظروف سعد الحريري أصعب

وقال: “رفيق الحريري كان حالة استثنائية بكل ما للكلمة من معنى، حالة إستثنائية بفكره وبنشاطه، وبقدرته على حل المشكلات، عاش الكثير من الحروب والأزمات، وتمكن من إعادة لبنان الى الخارطة الدولية. ونجله الرئيس سعد الدين الحريري تعرض أيضاً للكثير من المؤامرات، والظروف التي عاشها كانت أصعب من ظروف الرئيس الشهيد: أولاً أتى الى الحياة السياسية قبل اكتساب الخبرات اللازمة، وفي ظرف إستثنائي وصعب حين استشهد والده. صحيح أنه عاش ائتلافاً جماهيرياً في تلك الفترة ولكن كانت هناك حرب مضادة من الجانب السوري من جهة، ومن ورثة النظام السوري من جهة أخرى. وعندما باشر العمل السياسي بدأت سلسلة من الاغتيالات، وليس سهلاً العمل السياسي في فترة الاغتيالات، وما تعرض له الرئيس سعد الحريري لم يتعرض له الرئيس الشهيد”.

وأشار الجسر الى أن “أوجه الشبه بين الرئيسين عديدة منها الصدق، الوطنية، العيش المشترك والتعددية. والرئيس سعد الحريري لمس في فترة من الفترات وجود محاولات لخلق فتنة مذهبية في لبنان وكان دائماً يقول الا الفتنة السنية – الشيعية. ومن هنا دخل الى عملية الحوار مع حزب الله وكان محصوراً بعنوانين تنفيس الاحتقان المذهبي من جهة، وتسهيل عملية انتخابات رئاسة الجمهورية من جهة أخرى”.

العلاقات السياسية لا تبنى بالكلام

وعن إمكان اعادة ترميم علاقات لبنان الدولية والعربية وتوثيقها، قال الجسر: “العلاقات السياسية لا تبنى بالكلام انما بالتعامل، ولبنان كان متميزاً في المنطقة بعلاقاته الدولية والعربية. والمؤسف أن علاقاتنا في الآونة الأخيرة دمرت وتأذت كثيراً، نتيجة حرب اليمن والتدخل فيها، ونتيجة الخلايا الارهابية المتواجدة في أكثر من بلد، بحيث يجب ألا نتدخل في هذه المشكلات. فالدول العربية مجالنا الحيوي على مختلف الصعد، وأثناء كل أزماتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لم يتخل عنا العرب لحظة واحدة. للأسف لم نعد من أولويات الغرب ولا من أولويات العرب وهذا محزن جداً”.

أضاف: “اليوم نعلم كيف بدأت الأزمة لكن المشكلة الأكبر أننا لا نعلم كيف ومتى تنتهي، والوضع الذي وصلنا اليه مؤسف جداً، فالدولة منهارة، والمؤسسات والادارات عاجزة، والمحاكم أيضاً معطلة… أجل، انها حالة مأساوية. وأقول لللبنانيين يجب ألا نفقد الأمل، وبالامكان أن نستعيد لبنان وأيامه الجميلة لكننا سنمر في ظروف صعبة جداً كي نصل الى المشهد الجميل. وللخروج من مأزقنا يجب أن نشهد تدابير صعبة جداً، والتعاون والصبر سيعجلان من عملية الخروج من المصيبة، وكثيرة هي الدول التي مرت بالعديد من الأزمات”.

الصبر على أمل العودة القريبة

وتوجه الى الشارع السني ومؤيدي تيار “المستقبل” بالقول: “صبراً جميلاً، صحيح أن الرئيس سعد الحريري علق عمله السياسي ولكنه لم ينسحب من الحياة السياسية”.

وعما كان ليقوله الرئيس الشهيد رفيق الحريري لو كان حاضراً بيننا اليوم، لنجله الرئيس سعد الحريري، أجاب الجسر: “كان سيقول له: أنت يا دولة الرئيس في قلوبنا وعقولنا، أنت قمت بالواجب ولا يمكننا التحدث بكل شيء، نعلم مدى صبرك وماذا واجهت ونعلم أنك استخدمت كل الوسائل المتاحة، الظروف لم تسمح ولكن عسى أن يكون المانع خيراً، على أمل العودة القريبة لقيادة المسيرة بشكل أفضل من أي مرحلة. نعلم أنك قمت بمراجعة خلال الأشهر الأربعة الماضية وعرضت علينا مراجعة لكل العمل السياسي. أنت وعدت بصياغة رؤية جديدة ونحن بانتظار صيغة هذه الرؤية لنكمل مسيرة رفيق الحريري”.

شارك المقال