تصوير المساعدات والموائد في رمضان

راما الجراح

أكدت الأستاذة في علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية الدكتورة عبادة كسر أن “علم الاجتماع بالنسبة إلى المحتاجين والفقراء على ثلاثة مستويات، أولاً منظومة القيم الاجتماعية والدينية، فنحن أمام شهر فضيل، ثانياً المستوى الإقتصادي والاجتماعي والسياسي، والمستوى الثالث يكمن في حضورها على السوشيال ميديا. وفي ظل الوضع الصعب في لبنان وغياب دولة الرعاية والكفالة الاجتماعية، لا شك في أن هذا الأمر ستنتج عنه مبادرات شبابية للمساعدة، ولكن النقطة الأساسية أن لا يكون هدفها استغلال حاجات الناس، ففي غالبية الأحيان هناك فهم خاطئ لحقوق الإنسان يقوم على أساس حفظ كرامة الفئة المحتاجة، وهذا ما كنت أعنيه في المستوى الأول الذي ذكرته بالنسبة الى منظومة القيم الإجتماعية والدينية”.

وقالت في برنامج” منحكي لنحلها” عبر موقع “لبنان الكبير”: “المجتمعات تقوم على ثقافة التكافل والتعاضد الإجتماعي، وهذه الظاهرة صحية وسليمة، وفي رمضان عند ارتباطها بالقيم الدينية القائمة على تهذيب النفس والأخلاق من خلال الإحسان، الصدقة، الزكاة، وغيرها، على أن تكون محكومة بالكتمان والقيمة الأساسية هي الحفاظ على كرامة الناس. الفقر لعين، وعندما تضبح الناس مرهونة للحاجة والفقر يصبح كل شيء مستباحاً بالنسبة اليهم. فالواقع الاجتماعي والإاتصادي في لبنان يحتاج إلى خطة سياسية لتحسين هذه الأوضاع الصعبة، اذ أن الطبقة التي كانت فقيرة أصبحت اليوم دون مستوى الفقر، والطبقة الوسطى في المجتمع لم تعد موجودة، وارتفاع نسبة المحتاجين لم يعد مفاجئاً أبداً، ونحن أمام ظاهرة ستوصلنا إلى انحلال مجتمع كامل”.

ورأت كسر أن “مفهوم الدولة والمواطن تغير، وتحول اللبناني من مواطن منتج إلى مواطن يطلب الاغاثة والمساعدة لأنه يريد العيش بكرامة، ومقومات الحياة في هذا البلد غير موجودة إلا من خلال الإغاثة، وللأسف أصبحت الناس تنتظر المساعدة بتصوير وبلا تصوير. وبرأيي أنه تم العمل عن قصد لإشغال الناس بتأمين قوت يومهم، وهناك تراكم للنهب بصورة منظمة وبالتالي هذا المواطن أصبح إنساناً يستغيث.”

أما بالنسبة الى السوشيال ميديا، فاعتبرت كسر أنه “فضاء ننقل عليه تفاصيل حياتنا، فهو مباح وليست عليه قيود، وبالتالي مُستخدم السوشيال ميديا هو المسؤول عن وضع حد للمحتوى الذي سيُنشر، ومن الضروري إستخدامه بكل وعي وخصوصاً في الأمور التي تتعلق بحاجة الناس”.

بدورها، أكدت الشيف والمدونة بلقيس عثمان أن “الخير واجب على كل إنسان، وعلى صفحاتي على السوشيال ميديا أعرض عدد التبرعات والمساعدات بكل فخر، وهناك تفاعل كبير من المؤثرين على هذا الموضوع وأصبحوا يقومون بالعمل نفسه، والغيرة في عمل الخير هي خير كبير”. وقالت: “برأيي تصوير الناس المحتاجة لا ينفع بشيء ولا يدل على شيء، ومرة واحدة في كل مسيرتي المهنية قمت بتصوير منزل أحد المحتاجين بعدما صُدمت لشدة الفقر الذي يعيشه ولكن من دون تصوير الوجوه. في السنة الماضية استطعت مساعدة ٥ آلاف عائلة، ولكن هذا العام وبسبب صعوبة الأوضاع سأستهدف حوالي ٥٠٠ عائلة من خلال صندوق وضعته منذ فصل الصيف الماضي للعائلات المحتاجة”.

وأوضحت أن “هناك بعض البلوغرز يعتاشون على الاعلانات التي يقومون بتصويرها، وفي شهر رمضان هناك عدد كبير من المطاعم تحتاج إلى عرض سُفر رمضان، الزينة، واجتماع الأهل، وغيرها من الأجواء الرمضانية، وبرأيي في هذه الحالة لا يمكن أن نحكم في هذا الموضوع، وبكل أسف ظاهرة التصوير عموماً موجودة بنسب كبيرة على السوشيال ميديا”.

ورأت المدونة وطالبة الاعلام جنى سويد أن “السوشيال ميديا عموماً اليوم أصبح تأثيرها السلبي يطغى على إيجابيات هذا العالم الافتراضي، وفي شهر رمضان المبارك هناك طرق مختلفة لتصوير هذا العمل، ولا يمكن تصوير وجوه الناس من دون موافقتها من جهة، ومن جهة أخرى نستطيع تصويرهم بطرق وزوايا مختلفة، من خلفهم مثلاً، أو حتى أيديهم، من دون إظهار وجوههم أو وجوه الأطفال. وهناك حالات استثنائية، فبعض المتبرعين يشترط التصوير للمصداقية ولير بعينه أن المساعدات تصل بالصورة الصحيحة، ولكن كل هذه الأمور بحدود وغالباً تكون بيننا وبين المتبرع ولا ننشرها على السوشيال ميديا، وبموافقة الناس أولاً”.

شارك المقال