الذكاء الاصطناعي بديلاً للإنسان؟

راما الجراح

هل سنصل إلى يوم لا نحتاج فيه إلى الأطباء؟ ومتى ستسير سيارة ذاتية القيادة على الطرق؟ وهل ستستولي الروبوتات الذكية على وظائفنا؟ يحقق الذكاء الاصطناعي قفزاتٍ سريعة، وهناك حديث عن تطورات جديدة يمكن أن تغير الحياة على كوكبنا بصورة جوهرية.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحدث ثورةً في كل جوانب حياتنا اليومية، العمل، التنقل، الطب، الاقتصاد وحتى الإتصالات.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟ وما هي قدراته الفعلية؟ ما الذي سيتغير وما الذي سيبقى محض خيال؟ وهل فعلاً نتجه نحو الواقع المرير الذي تنعدم فيه الخصوصية مع مراقبة كاملة؟

في هذا الاطار، أوضح الاعلامي والباحث في الذكاء الاصطناعي أمين أبو يحيى ضمن برنامج “منحكي لنحلها” عبر موقع “لبنان الكبير”، أن “هناك نسبة كبيرة مهتمة بالتطور الذي يحصل، وهذا الموضوع ليس جديداً فالهاتف الذي نحمله يمكن اعتباره ذكاءً اصطناعياً، وهو ليس روبوت كما يعتقد البعض، بل يخدم الانسان إذا استخدم بالطريقة الصحيحة. وكل التطور الذي شهدناه اليوم من chatgpt 1 وصولاً إلى chatgpt4 هو البداية والمستقبل أمامنا، ولكن يمكن أن نصل إلى مرحلة مخيفة في حال لم تتم مراعاة مَن يستخدم هذه الأدوات، لأن هناك أناساً يمكن أن يستخدموه لأعمال إجرامية كمن يسأل كيف يمكن صناعة قنبلة في المنزل وغيرها”.

وقال: “يستخدم الـ chatgpt المعلومات الموجودة على الانترنت، بمعنى نحن نقوم بتلقينه ماذا يفعل أي المبرمجون لـ (Open AI)، الموضوع خطير جداً من هذه الناحية لدرجة أن الـ chatgpt يمكن أن يعطيني جواباً من كتاب موجود على أونلاين، وتكون الأجوبة عادة مرتبطة بطريقة صياغة السؤال، ولكن بالمختصر هو لا يفعله وحده حتى الآن، ولكن في المستقبل لا نعلم كيف سيتطور. وفي النهاية نحن ليست لدينا خصوصية بصورة مطلقة، والذكاء الاصطناعي سيعزز اختراق الخصوصيات”.

أما المتخصص في الاعلام الرقمي حسين زيد فرأى أن “تطور وسائل التواصل الاجتماعي وبعدها الذكاء الاصطناعي طبيعي للمعرفة البشرية، واليوم نحن أمام العهد الثالث للانترنت، وعادة كل ما هو جديد يحارب ويكون هناك تخوف عند الناس منه، ولكن كما تماشينا مع الراديو والتلفاز، وبعدها وسائل التواصل الاجتماعي، يمكننا أيضاً التماشي مع الذكاء الاصطناعي، ولا شك في أن له إيجابياته وسلبياته، سينقذ حياة الناس من جهة، وهناك أناس ستخسر وظائفها من جهة أخرى. والذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون متحيزاً وبالتالي اذا أعطيناه أسئلة متحيزة فسيعطينا أجوبة متحيزة أيضاً”.

أضاف: “كما في الثورة الصناعية خسرت نسبة كبيرة من الناس وظائفها، كذلك اليوم نحن أمام ثورة صناعية جديدة إذا صح التعبير وطبعاً ستخسر فئة من الناس وظائفها. مثلاً هناك أمور تحتاج إلى سرعة، دقة، وجمع كميات هائلة من المعلومات في وقت قصير حتى يمكن إنجازها مع موظفين عدة، ولكن الـ chatgpt يمكن أن ينجزها وحده بأقل كلفة، وفي وقت أسرع، وهناك نكون قادرين على الاستغناء عن الانسان إلا في أمور ليست مبرمجة على الذكاء الاصطناعي. من أكثر الوظائف التي سيؤثر عليها الذكاء الاصطناعي، الكتابة، هندسة الديكور، المحاسبة، الإدارة، وكل شيء يمكن لآلة أن تفعله، ونحن مقبلون على مرحلة نفتقد فيها المصداقية، وبنسب خداع أعلى من الآن، وأدعو النظام التعليمي إلى التصالح مع وجود الذكاء الاصطناعي والافادة منه، وأن نهيئ الطلاب لكيفية استعماله لتقوية الكفاءة عندهم”.

شارك المقال