إقفال مصلّى جامعة الحريري مخالف للقانون

تالا الحريري

انتشرت أخيراً معلومات عن إقفال رئيس جامعة رفيق الحريري مكرم سويدان المصلّى الموجود في حرم الجامعة، مما أثار غضب أغلبية الطلاب الذين تقدم 180 طالباً منهم بعريضة لسويدان الذي تجاهلها وتمسك بقراره.

وقد صدر بيان عن المحاميين محمد زياد الجعفيل والشيخ محمد أسد صفصوف أكد تجاهل سويدان لعريضة الـ180 طالباً ومذكراً بالمادة التاسعة من الدستور اللبناني التي تنص على: “حرية الاعتقاد مطلقة، والدولة بتأديتها فروض الإجلال لله تعالى تحترم جميع الأديان والمذاهب، وتكفل حريّة إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها، على أن لا يكون في ذلك إخلال بالنظام العام”. كما تضمن البيان نص المادة 18 من ميثاق الاعلان العالمي لحقوق الانسان أنه “لكل إنسان الحق في حرية الفكر والوجدان والدين…”، ودعا الجامعة إلى العودة عن قرارها غير القانوني وغير الدستوري والذي يتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة.

سويدان: رسالة رفيق الحريري هي لكل اللبنانيين

وأكد رئيس جامعة رفيق الحريري مكرم سويدان لـ”لبنان الكبير” أنّ “المصلى ملغى منذ أكثر من سنة ونصف السنة، فهذا الموضوع ليس جديداً لكن البعض عاد وأثاره من جديد مثل كل هذه القضايا في البلد”.

وأضاف: “في العام الماضي، كان لدينا 900 طالب، هذا العام أصبح لدينا 1100 طالب. لدينا طلاب من جميع الاديان، وقد طالبوا أيضاً بأمكنة لهم للعبادة، لكن لا يمكنني تخصيص مكان للجميع. لا يمكنني أن أنشئ مصلى للطائفة السنية وحسينية للطائفة الشيعية وكنيسة للمسيحيين وغيرها من الأديان كالدروز أو اليهود”.

وعن عدم التزامه بحرية المعتقد، قال سويدان: “أنا لم أمنع أحداً من الصلاة فليجدوا مكاناً في الجامعة ليصلوا فيه. لدينا مخطط في المستقبل، هناك مساحة سننشئ فيها غرفة للصلاة (pray room) لجميع الاديان وليس لدين واحد فقط والذي يرغب يمكنه أن يتوجه اليها في أي وقت”.

وأوضح سويدان: “أصبح لدينا عدد أكثر مما كان عليه في السابق. أريد أن أساوي بين جميع الأديان، وحلمي منذ دخلت الجامعة أن يكون هناك مساواة بين جميع الاديان. لا يمكنني أن أعطي لجهة ولا أعطي لجهة أخرى، لا أريد طابع الجامعة أن يبرز بطابع ديني واحد”.

وختم: “رسالة رفيق الحريري هي لكل اللبنانيين بغض النظر عن الدين أو التوجه السياسي، وتالياً الجامعة للجميع”.

قرار الإلغاء جديد ويتنافى مع القانون

أمّا المحامي الشيخ محمد أسد صفصوف، فقال: “الجامعة مقفلة منذ سنة ونصف السنة بسبب كورونا والمصلى مقفل معها، لكن قرار الإلغاء عمره بضعة أيام، فالمصلى مفتوح منذ عام 2009. ليس مطلوباً أن يتحول المصلى الى مسجد، وأساساً الغرفة صغيرة جدّاً وهي دقيقتان أو ثلاث يقوم بها الطالب بالعبادة وهذا كل الموضوع”.

وأضاف: “نحن على تواصل دائم مع الطلاب ومع أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة. والمشكلة في موقع الجامعة أنّه معزول عن باقي المنطقة، فمن أين يحضر الطالب البنزين حتى ينتقل من مكان لآخر؟ وظيفة الادارة تأمين الراحة للطلاب وأن لا نكبّدهم مصاريف وجهوداً إضافية. ونحن مع الطلاب بغض النظر عن دينهم، فالرئيس كان متشدداً ومتمسكاً كثيراً برأيه”.

وتابع: “طريقة رد البروفيسور على الطلاب استفزتني مضموناً وأسلوباً، فكلامه ليس قانونياً ويتنافى مع الدستور اللبناني ومع ميثاق الأمم المتحدة ومع القانون 285 لجهة التعليم الجامعي المادة 16 التي تقول إن حرية تعبير الرأي هي جزء من حقوق الطلاب. وهذا ما جعلني أتحرك وسأكمل به للأخير، فلم يوكلني أحد سوى ضميري وواجبي الوطني. لا يناسبني أن يكون لدينا جامعة على الأراضي اللبنانية تغيّر هوية لبنان لأن هوية لبنان هي واجب دستوري. واليوم رئيس الجامعة هو سفير للعلم والفكر والثقافة ووظيفته تنوير عقول الناس ورفع سقف الانفتاح”.

وأكد المحامي محمد زياد الجعفيل على كلام زميله المحامي صفصوف، إذ قال إنّ “المصلى موجود منذ نشأة الجامعة، ونفى ما قاله رئيس الجامعة أنّ المصلى ملغى منذ سنة ونصف السنة”.

وأكمل: “جاء جواب المدير صاعقاً وغير متزن وغير مستند الى أي نصوص. أنا وزميلي بادرنا الى توجيه كتاب وارساله عبر البريد. ونحن غير موكلين من أحد لكننا نهتم بالشأن العام وبالتأكيد سنتابع الأمر حتى النهاية”.

القرارات وفقاً للنموذج الأميركي

قال أحد الطلاب المتخرجين في الجامعة والذي قضى سنوات فيها: “أساساً في كل لبنان لم يكن هناك حضور منذ سنة ونصف السنة، لكن قرار الالغاء جديد. الطلاب عادوا الى الجامعة حضورياً في 13 أيلول”.

وتابع: “كنا نصلي في المصلى بشكل طبيعي، ولم يكن له تأثير في أحد بتاتاً، وكان للسنة والشيعة وحتى اذا أراد أحد من ديانة أخرى القيام بطقوس عبادته لم يكن أحد يمانع. رئيس الجامعة دائماً يتبع النموذج الأميركي ونموذج الجامعة الأميركية، فأي قرار يصدر عن الجامعة الأميركية ويُنفّذ، يعتمده الرئيس بعد ذلك. حتّى إنّه تم تغيير سكن الطلاب، فبعدما كان سكن الشبان منفصلاً عن سكن الشابات، اليوم أصبحت الغرف مقابلة لبعضها”. وختم: “هناك تواصل مع مكتب الرئيس الحريري لمتابعة الموضوع”.

شارك المقال