حتى “المسنّون” مكشوفون في خريفهم

آية المصري
آية المصري

يحظى المسنّ في غالبية دول العالم بضمان شيخوخة تحفظ كرامته وتحميه من خلال خدمات وتسهيلات في مجالات الرعاية الصحية والاجتماعية وذلك لتلبية الاحتياجات الآنية، إلى تخطيط الخدمات المستقبلية. كما يتم تطوير الخدمات في المجتمع ضمن منظومة مع ملاءمة لقيم احترام وكرامة الإنسان، العدالة، التضامن الاجتماعي وقيم مهنة العمل الاجتماعي.

أما في لبنان فبدلا من تحصيل حقوق المسنين وضمان معيشتهم بشكل يليق بهم في أيام خريفهم، هم مهددون اليوم بسبب الأزمة الاقتصادية، التي تطالهم كما طالت كل القطاعات في البلد. مستشفى “دار العجزة الاسلامية” التي تقدم الإيواء والرعاية لمئات المرضى النزلاء المقيمين، وآلاف غيرهم عبر العيادات الخارجية، تنتظر اليوم من يتكرم عليها ببضعة ليترات من المازوت كي تستطيع الاستمرار، عدا عن ازمة الدواء التي تعصف بها منذ بداية الأزمة.

وفي هذا الإطار، اعتبر مدير مستشفى دار العجزة الإسلامية أسامة شقير ان “معظم دور العجزة تعاني في ظل الأزمات المسيطرة على لبنان، وأزمة المازوت لا تزال عالقة حتى هذه اللحظة، إذ إن الكمية الموجودة لا تكفي 10 أيام، من دون أن نتمكن من إيجاد الحل المناسب”.

وأضاف: “أصبحت هذه الأزمات المتوالية الحديث اليومي لكل مواطن ومسؤول والأمر أصبح مقتصرا على المتابعة اليومية. في المقابل، هناك بعض المؤسسات العسكرية التي ساعدت دار العجزة وزودتها بالمحروقات، كالمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، والأمن العام، إضافة الى المتبرعين الذين نلجأ اليهم في الأزمات”.

“دار العجزة جمعية عمرها 70 سنة”، تابع شقير، و”الدولة اذا صح التعبير لا دور لها، والكلفة التي تدفعها وزارة الصحة على المريض او المسن داخل الدار لا تغطي 4% من الكلفة اليومية، المساعدة صفر مع العلم ان هناك العديد من الوعود التي قطعوها وبقيت مجرد وعود”.

وأوضح: “الدولة على ما يبدو اتكلت على الجمعيات لكن لا يمكننا البقاء على هذه الوتيرة، فالبدل اليومي للمسن الذي تدفعه الدولة هو 26 ألف ليرة ماذا يمكن أن يؤمن؟ وماذا عن الخدمات الطبية والغذائية وغيرها؟ نتأمل خيراً من وزير الصحة الجديد الدكتور فراس الأبيض، الآتي من خلفية تشهد بإنجازاته وعمله، وقد عاش واقعنا من قبل”.

أما رئيس قسم أمراض كبار السن الدكتور نبيل نجا فلفت إلى “أن الأزمة صعبة على المستويات كافة في الموضوع الصحي وفي الوسائل التشخيصية والأدوية، ففي بداية الأزمة كان هناك نقص في معدات المختبرات والأدوات، مما جعلنا في بعض الأحيان نخفف من العلاجات والمكملات الغذائية كالكالسيوم لفترة معينة”.

وأضاف: “لكن سياسة الدار المتبعة منذ سنوات قلصت حدة الإنهيار لان المخزون دائما يغطي شهرين وهذا خفّف من وطأة الأزمة، ناهيك بالتوجه الى الجمعيات الدولية التي ساعدتنا حتى اليوم، اضافة الى المبادرات الفردية”.

لبنان اليوم في ظل حكومة جديدة نالت الثقة بـ85 صوتا ويتحتم عليها الإلتفات الى القطاعات المهمشة مثل دور العجزة خصوصاً ان رئيسها يملك عدة جمعيات رعائية واجتماعية وهو ليس بعيداً من معاناة ومطالب المؤسسات المماثلة، فليبدأ العمل على القوانين التي تضمن للمسنين حقوقهم والمعيشة الكريمة.

شارك المقال