الشتاء على الأبواب… وأهالي الإقليم غير مستعدين!

احمد ترو
احمد ترو

في كل عام عند انتهاء فصل الصيف وقبل بدء فصل الشتاء، يُطلق أهالي إقليم الخروب استعدادهم لاستقبال هذا الفصل كسائر اللبنانيين الذين تقع بيوتهم في المناطق المرتفعة، عبر تخزين كميات من الحطب والمازوت تكفيهم طوال فصل الشتاء.

الشتاء على الأبواب وأهالي الإقليم خائفون من البرد القارس الذي سيحل عليهم، لكونهم غير جاهزين لاستقباله، على عكس السنوات الماضية، نظراً لعدم توافر المقومات الأساسية للتدفئة، فالمواد اللازمة لوسائل التدفئة أسعارها تحلق، كمادة المازوت التي يبلغ سعر صفيحتها 209 آلاف ليرة ومع رفع الدعم الكلي عن المحروقات قد تصل إلى حدود الـ600 ألف ليرة، الأمر الذي يعني أن البيت الواحد يحتاج إلى أكثر من 20 مليون ليرة لتفادي شدة البرد. والحطب أيضاً لا يختلف عن المازوت إذ صار سعر الطن الواحد نحو المليون ليرة.

إذاً فصل الشتاء سيكون وقعه قاسياً على أهالي الإقليم، وبخاصة على الأطفال منهم، فأجسادهم أضعف من أن تحتمل قساوة البرد.

ملك: لا يستهان بالصقيع في منطقتنا

يقول مختار بلدة كترمايا إبراهيم ملك لـ”لبنان الكبير”: “بالتأكيد هذه أصعب مرحلة نواجهها هذه الفترة، لأن أغلبية الناس غير قادرة على شراء المازوت والغاز بسبب جنون الأسعار، وما يزيد الأمر سوءاً غياب التغذية الكهربائية في معظم الأوقات عن بيوت الناس، وتالياً على المعنيين في هذه المنطقة أن يسعوا لتأمين التدفئة لأبناء المنطقة بخاصة أن الأطفال بحاجة إلى تدفئة، إذ لا يستهان أبدا بالصقيع الذي يصيب منطقتنا، وهذه الفترة يجب أن يصب تركيز جميع المعنيين على حل هذه الأزمة”.

ويضيف: “هناك قرى عديدة في الإقليم، والدعم الحقيقي يجب أن يأتي من طريق الكبار في المنطقة مثل النواب والوزير الجديد ابن الإقليم، وعلى الجمعيات المساهمة في توزيع المازوت بين العائلات الأشد فقراً”.

ويختم ملك: “إذا لا يوجد اي تحضيرات في الإقليم للوقاية من شدة البرد الذي سيحل على أبنائه خلال الأيام المقبلة، والناس حتى اللحظة ينتظرون حلحلة هذا الأمر، فكبيرهم مخزّن في بيته صفيحتان من المازوت لا يشعلان الصوبيا لأكثر من أسبوع”.

مساعدات لأهالي الجبل

في هذا السياق، يقول مختار بلدة دميت عصام بوضرغام: “بصراحة الوضع بائس، فالأشخاص الذين يتواجد الحطب في أرزاقهم يهون الوضع عليهم، أما من يريد شراء الحطب فسيكون الوضع صعباً جدا عليه، وبالنسبة للمازوت نعول على أصحاب الأيادي البيضاء. وبالتالي هناك بعض الناس يأتيهم مساعدات من بعض الفاعليات والأحزاب، أما الفقراء فمداخيلهم لا تسمح لهم بتأمين التدفئة ولو لنهار واحد”.

ويضيف: “لا يوجد اي شيء ملموس لكنني سمعت من أحزاب ورجال مسؤولين أنهم سيؤمنون قدرا من المازوت لبعض الأهالي، وممكن ألا تقتصر المساعدات على أتباع الأحزاب فقط، والأمر يقف عند مسؤولي شؤون البلدات في الإقليم فهم المعنيون بانصاف الأهالي، لأن رئيس الحزب لا يدرك من هم أتباعه، وسمعت من بعض الأشخاص ايضاً أن هناك لوائح بأسماء المحتاجين قيد التحضير لتأمين المازوت لهم”.

ويستطرد: “في منطقتنا المساعدات تقدم من وئام وهاب والحزب الاشتراكي، ووردني من مصادر مقربة من وهاب، أن هناك مساعدات مازوت ستقدم لأهالي الجبل، وكذلك من الحزب الاشتراكي اما غير ذلك فلا أعرف لكن من الممكن أن تظهر جمعيات إنسانية خالية من الحزبية”.

ويختم: “بالتأكيد ستوزع المساعدات بحسب الوجود السياسي لهذه الأحزاب، وطبعاً هناك مصالح انتخابية من ورائها، لكن يجب ان لا نحذف الأمر الإنساني لديهم ونظلمهم”.

الحجار قادر على تأمين المادة

يقول النائب عن منطقة الشوف وابن الاقليم محمد الحجار: ” أنا قادر على تأمين مادة المازوت كما فعلت في الفترة الماضية عندما كان هناك شح في توفير هذه المادة سواء بالنسبة لمولدات الأحياء أو آبار المياه في القرى وبلدات الإقليم، أما ثمن المادة فأنا لا أستطيع أن أدفع ثمنه”.

ويضيف: “لا أعرف إذا كان الحزب الإشتراكي سيؤمن مادة المازوت للناس، كما لا أعلم إذا كان تيار المستقبل سيؤمنها ايضا”.

وأكد أنه “لا يوجد أي تعاون بين نواب المنطقة، فكل حزب يعمل بحسب منهجيته لمساعدة الناس”.

شارك المقال