انطلاق العام الدراسي… دونه طباعة الكتب!

نور فياض
نور فياض

بيت بلا كتب جسد بلا روح، فما رأيكم لو كان هذا البيت هو المدرسة الرسمية وهي ليست بخالية بل مكتظة بالأطفال الذين فضّل أهاليهم هجرة المدارس الخاصة بسبب الكلفة الباهظة ولجأوا إلى الرسمية لتتناسب مع ظروفهم الاقتصادية الطارئة من دون تقدير الصعوبات التي سيواجهونها. ومن المقرر أن تفتح المدارس الرسمية أبوابها في 11 تشرين الأول المقبل إذ ستستقبل أولادها من دون كتب بسبب التأخر في طباعتها.

يقول رئيس المركز التربوي للبحوث والإنماء جورج نهرا لـ”لبنان الكبير” إنّ “من مهام المركز التربوي تلزيم الكتب وطباعتها وتوزيعها بين المدارس والمكتبات”. ويضيف: “في غضون أيام ستُوقّع الاتفاقية مع الفائزين بالمناقصة وتلزَّم الشركات الفائزة طباعة الكتب. صحيح أنّ الطلاب سوف يتأخرون أسبوعاً أو أكثر لتسلم كتبهم، لكنهم بإمكانهم تحميل تطبيق “إي-بوك” الذي يحتوي على كل المنهاج والذي يتم تحميله مرة وحيدة عبر الإنترنت ثمّ يستعمل أوفلاين (من دون انترنت)، وهذا حل موقت لحين توقيع المناقصة وطباعة الكتب”. ويختم نهرا: “نشكر الله ونحمده أنه على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان إلا أنّنا ما زلنا نجد حلولاً لمشاكلنا. ونشكر اليونيسف على تأمينها المازوت للمدارس الرسمية وتحملها كل التكاليف المتعلقة بالكتب”.

وفي السياق عينه، يؤكد عضو نقابة الناشرين والمكتبات حسن خليل لـ”لبنان الكبير” أنّ “الدولة لم تلزّم الكتب لدور النشر أو المطابع لذلك لا وجود لها في المكتبات حتى إشعار آخر، إضافة لعدم توافر الدولار وأوراق الـ”A4″ التي يتم شراؤها بهذه العملة الصعبة، مشيراً الى أنّ المدارس الرسمية والمكتبات تنتظر إقرار الاتفاقية بين الدولة واليونيسف التي ستقدّم الكتب مجاناً لكافة المدارس الرسمية.”

أما عن الطباعة فيقول خليل: “هذا الأمر رهن تحديد توقيت المناقصة وإقرار الاتفاقية بين وزارة التربية واليونيسف، ثم تتم عملية الطبع التي ستستغرق وقتا لا باس به. ومن المؤكّد أنّ بداية العام الدراسي في الموعد المقرر ستكون مليئة بالطلاب من دون كتبهم.”

وهذا ما يؤكده مصدر مطّلع في وزارة التربية أنّ التمويل قد تأمّن والكتب الورقية بانتظار المناقصة، مشيراً إلى أن الهبة التي حصلت عليها الوزارة سيستفيد منها القطاع التعليمي برمته وليس جهة محددة، ولافتاً إلى أن عدم توافر الكتب حالياً لن يؤثر سلباً في دراسة الطلاب لأنّه كما يعلم الجميع المدارس الرسمية كافة مجهّزة بشاشات ولابتوب لكل صف يمكن استعمالها بدلاً من الكتب لشرح الدروس.

وحول أعداد الطلاب الكبيرة، ينفي المصدر “صدور إحصاءات دقيقة لهذه السنة إذ ليس باستطاعتنا تنبّؤ الارقام، صحيح أنّ أقساط المدارس الخاصة مرتفعة، لكن البعض يمكن أن يبقي اولاده فيها نظراً لقربها، وبسبب كلفة الباصات الباهظة في المدارس الرسمية التي قد تكون بعيدة والتي تراوح ما بين 500 ألف ومليون ليرة لبنانية أو أكثر، فيوفّر الاهالي بذلك كلفة الباص المدرسي. لذلك، يجب انتظار المركز التربوي ونتيجة المناقصة لمعرفة العدد المؤكّد ومصير الكتب الرسمية”.

في كل بداية للموسم الدراسي، يتبيّن التقصير وغياب الاهتمام بالمدارس الرسمية والمتضرر الأكبر هم الطلاب الذين لا يعرفون ما ينتظرهم، فتارة الأساتذة يتوقفون عن التعليم بحجة مطالبهم، وتارة لا تتوافر كتب لمتابعة علمهم. فإلى متى سيبقى طلاب المدارس الرسمية “كبش محرقة” هذا القطاع؟ ومتى سيأتي الوزير الذي سينجز ويؤمّن لوازم القطاع الرسمي قبل بدء العام الدراسي؟!

شارك المقال