أسترازينيكا: في ميزان الجلطة والصحة

حسناء بو حرفوش

انعكس مسار لقاح “أسترازينيكا” (AstraZeneca ) مع الإعلان عن استخدامه في عدد من البلدان. ونقلت مواقع إلكترونية كندية أن “اللقاح بات متاحاً للمقيمين الأصغر سنًا. ويمكن للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا أو أكثر البدء في تلقي جرعاتهم في حوالي 1400 صيدلية في جميع أنحاء مقاطعة أونتاريو، في وقت تخطى الطلب العرض بالفعل”.

ويأتي هذا الإعلان بعد حالة من عدم اليقين والشكوك التي أحاطت باللقاح المعروف باسم Vaxzevria، وتحديداً في ما يتعلق بمعاناة بعض الأشخاص ممن تلقوا اللقاح في حالات نادرة، من تجلطات في الدم. وركّز موقع “CBC News” الكندي على “استخدام لقاح أسترازينيكا مع ملامسة حالات كورونا والاستشفاء مستويات قياسية في مقاطعات مثل أونتاريو، فأخذ الجسم الطبي من أطباء وصيادلة بالضغط لاستخدام جرعات اللقاح التي علقت بسبب القيود العمرية، وذلك لأن فوائد اللقاح تفوق مخاطره”.

وأعلن الموقع عن “التوصية بإرشادات جديدة لاستخدام أسترازينيكا للفئات العمرية الأصغر في كندا”. أما في فرنسا، فتستمر “محاولات لطمأنة الناس بأن المخاطر ضئيلة”.

ونقل موقع “nature.com” العلمي المتخصص أن “المخاوف المتعلقة بالسلامة تؤخر استخدام لقاحين من لقاحات كورونا، هي أسترازينيكا وجونسون اند جونسون”. ولفت إلى أن قرار تعليق اللقاح يترك “تأثيراً عالمياً. وعلى الرغم من أن الباحثين والمنظمين يؤكدون أن فوائد اللقاحات تفوق المخاطر، فإن العديد من البلدان تقصر استخدام لقاح أسترازينيكا على فئات عمرية معينة”.

هذا وخلصت دراسة أعاد موقع “medrxiv.org ” المتخصص بعلوم الصحة نشرها بعد أن نشرت منذ نحو أسبوع، إلى “أن جرعة واحدة من لقاح فايزر أو لقاح أسترازينيكا، فعالة في الحد من مخاطر الاختبار الإيجابي لكورونا حتى 60 يومًا لجميع الفئات العمرية للبالغين والمجموعات العرقية في المملكة المتحدة”. ولم تسطّر الدراسة “فرقاً في الفعالية حتى 28 يومًا بين لقاح أكسفورد/أسترازينيكا وفايزر”.

ووفقا لموقع “nature.com”فإن “العلماء يتسابقون للتحقيق في الأسباب وراء هذه التجلطات في ظل قدر هائل من الارتباك. وينبع بعض هذا الالتباس من الحاجة الملحة إلى التصرف بسرعة على أساس بيانات العالم الواقعي الفوضوية وغير الكاملة والمتقلبة. في الوقت الذي يضطر فيه المنظمون إلى اتخاذ قرارات، لا يزال العلماء يتسابقون للتحقيق في اضطراب التخثر النادر وصلته باللقاحات”.

“وتتميز الجلطات التي ربطت مبدئيًا بلقاحي أسترازينيكا وجونسون إند جونسون بخصائص معينة: فهي تحدث في أجزاء غير عادية من الجسم، مثل الدماغ أو البطن، وتقترن بمستويات منخفضة من الصفائح الدموية، وهي أجزاء من الخلايا تساعد على تخثر الدم. وفي الوقت الحالي، لا يعرف الباحثون أي مكون داخل اللقاحات يمكن أن يتسبب في الاستجابة المناعية غير المرغوب فيها”.

بدوره، سلط الموقع العلمي الفرنسي sante.journaldesfemmes الضوء على البلدان التي علّق فيها استخدام لقاح استرازينيكا، وهي: “الدنمارك (تعليق دائم من 14 نيسان) وهولندا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا لمن تقل أعمارهم عن 60 عامًا والسويد وفنلندا لمن هم أقل من 65 عامًا وكندا وفرنسا وبلجيكا لمن هم تحت سن 55. كما علق في المملكة المتحدة لمن هم أقل من 30 عامًا”. ولحظ الموقع أن “اللقاح غير مصرح به بعد في الولايات المتحدة”.

الإذاعة السويدية قالت: “في الوقت الحالي، ثمة توصية بضرورة عدم تطعيم الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا بلقاح أسترازينيكا. وكتبت وكالة الصحة العامة السويدية أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا والذين تلقوا جرعة من Vaxzevria يجب أن يحصلوا بدلاً من ذلك على جرعة ثانية من لقاح موديرنا.”

أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فانقسام في الآراء بين من “يرفض بشكل قاطع المخاطرة بهذا اللقاح” ومن يشارك “سعادته لإيجاد بديل بغياب المخزون الكافي من فايزر أو غيره”، وسط تأكيد على “أن نسبة الفائدة تبقى أعلى من المخاطر ويفضل الحصول على اللقاح إذا كان عمرك يزيد عن 40 عامًا”.

هذا وأكدت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي “اقتناعها الشديد بأن فوائد لقاح أسترازينيكا تفوق المخاطر”، ولفتت إلى أنه “لا يوجد مؤشر” على أن اللقاح يسبب جلطات دموية. كما أعادت التأكيد نقلاً عن “رئيسة وكالة الأدوية الأوروبية، إيمير كوك، على تمسك الاتحاد بقراره بالموافقة على اللقاح”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً