fbpx

المولد النبوي في طرابلس: فرصة للفرح رغم الصعوبات

إسراء ديب
إسراء ديب
تابعنا على الواتساب

أمضى الطرابلسيون يومهم في الاحتفال بذكرى المولد النبويّ الشريف وسط أجواء مليئة بالفرح والبهجة على الرّغم من الصعوبات المعيشية التي تُرافق هذه المرحلة الصعبة في لبنان، إذ اعتاد أهالي طرابلس في هذه المناسبة إحياء الذكرى بطقوس باتت تقليداً سنويًا تعبيرًا عن السرور في أجواء إيمانية تبث الطمأنينة والبهجة في قلوبهم.

جلسات مدح وأذكار في أجواء روحانية، مراكز تضع مجموعة من الأناشيد الدينية العربية والأجنبية لا سيما تلك التي تمدح النبيّ، زينة من أعلام وإضاءة خضراء في الشوارع والأحياء المختلفة مع مسيرات كشفية تلف المدينة، توزيع مأكولات معروفة وحلوى… كلّها طقوس تتميّز بها مدينة طرابلس التي لا تتخلّى عن هذه الممارسات الطيبة التي تعني لأهلها الكثير. وعلى اختلاف طرق التعبير عن هذه المناسبة، فهي تُولي أهميّة كبرى لاستذكار الأحاديث الدينية والسيرة النبوية في مناسبة سارّة تجمع الكبار والصغار على ضرورة إحيائها سنويًا بحضور حشد من الأهالي.

ومهما مرّت الفيحاء بمراحل قاسية اقتصاديًا، سياسيًا، اجتماعيًا وأمنيًا… لكنّها تُحاول قدر الإمكان التمسّك بهذه الطقوس التي يلتزم بإحيائها الكثير من الجمعيات المختلفة والهيئات الدينية بالاشتراك مع أهالي المدينة الذين تُبهرهم الفرحة المرافقة لهذا اليوم الذي لا يُعدّ “عيدًا” عند المسلمين الذين لا يعترفون “شرعًا” إلّا بعيديّ الفطر والأضحى المبارك، لكنّها تُعدّ “ذكرى” سنوية على الرّغم من عدم إجماع العلماء المسلمين منذ ذلك الوقت على تحديد موعد ولادة النبيّ محمّد الذين اتفقوا على أنّه ولد في شهر ربيع الأوّل بحسب التقويم الهجريّ لكن من دون تحديد اليوم الذي اختلفوا فيه أيضًا. أمّا المسلمون في كلّ بقاع الأرض فيُحيون هذه الذكرى بالموعد عينه سنويًا، وهو يعود إلى تقليد راسخ اجتماعيًا بين النّاس جميعًا.

صعوبات والدعم مستمرّ

عاماً تلو عام، ينتظر الكثير من المحتاجين في طرابلس وغيرها من المدن والقرى هذه الذكرى بسبب المساعدات والدعم الخيريّ الذي يحصلون منه على مساعدات غذائية ومالية لا يُمكن الإغفال عن أهمّيتها بالنسبة إليهم، لكن بعد ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية على أنواعها منها اللحوم والدواجن، الألبان والأجبان وغيرها… شهدت بالفعل هذه المساعدات تراجعًا واضحًا بسبب عدم قدرة بعض الجمعيات على استخدام اللحوم في المأكولات الشعبية التي كانت سائدة في هذه المناسبة نظرًا لارتفاع أثمانها أبرزها: القمحية بالدجاج أو باللحمة، المناسف المختلفة…، كما تراجعت صناعة الحلويات كالرز بالحليب، والمهلبية وغيرهما من الحلويات التي كانت تُثير بهجة كلّ من يحصل عليها، مع ارتفاع ثمن كلّ مادّة من هذه المأكولات أو الحلويات المستخدمة.

كما ليست خافية عدم قدرة بعض الأحياء الشعبية الطرابلسية على تأمين التيّار الكهربائي من أجل إنارة الزينة من جهة، أو وضع الأناشيد من جهة ثانية، كما انتظرت بعض المناطق الأخرى التيّار الكهربائي الرسمي من أجل تشغيل هذه الأناشيد التي لم تستمر طويلًا أيضًا، ممّا أثار استياء الكثير من المواطنين الذين اعتادوا مسبقًا سماع الأناشيد منذ الصباح الباكر وصولًا إلى الظهر باستمرار.

من هنا، يقول جمال نجم، أحد المسؤولين في جمعية المشاريع الإسلامية التي تُشارك سنويًا في إحياءالذكرى في أحياء عدّة محلّيًا لـ”لبنان الكبير”: “نحتفل بهذه الذكرى عبر وضع الزينة وتوزيع المأكولات بين المناطق المختلفة، ولا نتوقّف عن إحياء هذه المناسبة على الرّغم من الصعوبات مهما كان نوعها، وفعلًا اشتدّت الأزمات المختلفة لكن دائمًا ما يقوم بعض الأطراف (كالمغتربين مثلًا الذين يُساهمون في مساعدة كلّ من يقوم بأعمال خيرية وغيرها) بدعم هذه المناسبة التي يهتم بها الشعب عمومًا”، مشيراً إلى أنّ هذا العام لم يتمّ توزيع اللحوم كما جرت العادة، مع الاكتفاء بتوزيع الرز واللبن بين الكثير من الأحياء تماشيًا مع الأزمة الاقتصادية التي انعكست مباشرة على نوعية الاحتفالات هذا العام.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال