التدفئة غائبة عن بعلبك… والمازوت “الإيراني” بروباغندا!

آية المصري
آية المصري

16 أيلول 2021، يوم لم يتوقعه الشعب اللبناني ولن ينساه، فمشاهد إختراق سيادة الدولة كان واضح المعالم. يومها تجمع الكثير من أهالي بعلبك والجوار، والمئات من مناصري “حزب الله” ابتهاجاً في دوار دورس. أجواء احتفالية لم تشهدها المنطقة من قبل، أعلام لـ “حزب الله” رفعت، اطلاق رصاص حي ومفرقعات نارية وقذائف ترحيباً بقافلات صهاريج المازوت “الإيراني”، والنساء أطلقن الزغاريد ونثرن الأرز والورد على الصهاريج.

أما الآن، ومع بداية البرد وتساقط الأمطار، بدأ أهالي بعلبك بالصراخ عالياً، والندم يحيطهم من كل الاتجاهات. فالفرح والابتهاج لم ينفعهما، لأن المازوت “الإيراني” لم يوزع بينهم، وانحصر توزيعه بين جهات معينة، أما سعره فحدث ولا حرج. والأهالي باتوا في منازلهم بلا تدفئة، عاجزين عن تأمين تنكة مازوت لعائلاتهم.

مصير أهالي بعلبك خلال فصل الشتاء مجهول، فكيف سيصمدون أمام البرد والعواصف الآتية؟ وهل سيشهد أهالي بعلبك على حلّ؟ وما رأي الأهالي والجهات المعنيين؟

لا مازوت مجانياً بعد الآن

وأشارت مصادر مطّلعة على آليات توزيع المازوت لموقع “لبنان الكبير” الى ان “المازوت الايراني الذي وزّع مجاناً كهبات من “حزب الله” بين المستشفيات ودور الأيتام والعجزة وآبار المياه التابعة للبلديات كي تروي الزرع”.

وأضافت: “أما بالنسبة للتدفئة فلا يوجد اي قرار رسمي حتى هذه اللحظة، لكن بالمبدأ لا يوجد اي توزيع مجاني آخر. اما المازوت شبه المجاني الذي يتم إعداده سيكون للجميعات الخيرية، بحيث ستدفع هذه الجمعيات المبالغ وسترسله بشكل مجاني للعائلات المنضوية تحتها”.

الأهالي: توقعنا توزيع المازوت مجاناً

واعتبر جواد ان “البرد في البقاع لا يوصف خلال فصل الشتاء، وفي بعلبك العواصف لا تغيب عنها، من أمطار وثلوج، والوضع مأساوي لأن سعر المازوت في ارتفاع مستمر، فبعدما كانت الصوبيا تمتلئ بعشرة آلاف في السابق اليوم 60 الفاً لن تكفيها. لسوء الحظ تأملنا خيراً بالمازوت الإيراني وتوقعنا ان الحزب سيساعدنا لكن لم يحصل شيء”.

أما علي، فيقول: “وقفنا متحمسين يومها، واعتقدنا اننا أول الناس التي ستحصل على المازوت، والتي ستؤمن التدفئة لعائلاتها خلال الشتاء القارس. كما اعتقدنا ان السعر سيكون ملائماً للطبقات المتوسطة والفقيرة، لكن تبيّن ان سعره 10% ناقص عن تنكة المازوت اللبناني الموجود في الأسواق. فمثلاً، سعر التنكة 280 الفاً الايراني بـ250، اذاً الفارق 30 الف ليرة لن تقدم ولن تؤخر، كل الذي حدث عبارة عن بروباغندا اعلامية، لانهم دخلوا ضمن كارتيلات المازوت وصاروا يحصلون على الربح، لا بل اصبحوا الشريك المضارب للدولة اللبنانية وطبعاً ليسوا بكاريتاس”.

بالنسبة إلى عبير، فهذا “جرم تقترفه الدولة اللبنانية بحق شعبها. لا يمكننا تأمين المحروقات، والاسعار ترتفع كل يوم، الغلاء المستشري يزداد، وبات كل شيء يحسب ويباع بالدولار، رواتبنا ما زالت بالليرة اللبنانية فلماذا نشتري كل شيء على سعر الدولار”؟ واعتبرت ان “ارتفاع سعر النفط عالميا انعكس تأثيره علينا، ولم نعد نتحمل المزيد من الأعباء. فاليوم، أول تساقط للأمطار شهدته منطقة بعلبك والبرد في البيوت، ما الحل للصمود هذا العام لا نعلم”.

مصطفى أكد ان “الأوضاع لا تحتمل، وهذه المنطقة تمتاز بسرعة رياحها وببردها خلال هذه الفترة، وبدأنا نشهد هذا، صحيح ان البنى التحتية جيّدة الى حد ما لدينا، لكن كيف سنؤمن التدفئة لا احد يعلم، مع العلم ان سعر الحطب في ارتفاع مستمر ولم يعد الحل المناسب او البديل عن المازوت. ثم اين المازوت الإيراني المفروض توفيره لأبناء منطقة بعلبك، وقفوا وأغلقوا الطرقات ترحيباً بالصهاريج، هل هذا ما نستحقه؟”.

إذاً، يبدو ان مصير البعلبكي تحمل الصعوبات خلال الأشهر الآتية، ويبدو ان “حزب الله” دائماً يضع أهالي بعلبك في صلب المعاناة بينما المساعدات التي تدخل المنطقة تذهب لمحظييه ولمصالحه الخاصة.

شارك المقال