الإنترنت مهدّد… والوزير يعِد بحلول بديلة!

تالا الحريري

غلاء المازوت وتوافره في الأسواق بالدولار، لم يؤثّرا في أصحاب المولدات فقط، إذ طالت هذه الأزمة قطاعاً حيويّاً مهمّاً أصبح يحتل جزءاً كبيراً من حياتنا، هو قطاع الاتصالات والإنترنت. فكيف يصبح لبنان لو غابت الاتصالات والإنترنت كلياً؟ وهل سيواجه المواطن اللبناني عقبة جديدة تصعّب عليه حياته؟

تم التداول إعلامياً بأنّه بعد عشرة أيّام قد يشهد لبنان انقطاعاً تامّاً للإنترنت إذا لم تُوزّع المنشآت النفطية المازوت بين أوجيرو، وMTC، وALFA، وذلك بسبب رفض مصرف لبنان تأمين الدولارات.

القرم: لن نسمح بالوصول إلى أزمة

وقال وزير الاتصالات جوني القرم لـ”لبنان الكبير” أنّ “ما يتم تداوله هو كلام إعلامي فقط ومبالغ فيه، ولن نسمح بالوصول إلى أزمة. فالبعض اعتبر أنّ المنشآت النفطية ستعطينا المازوت لعشرة أيام فقط، والبعض الآخر اعتبر أنّه مع توقف المنشآت عن تزويدنا بالمازوت، سيتوقف القطاع بعد فترة عشرة أيام، لكن كل هذا غير صحيح”.

وعن الخطوات المتّبعة لتدارك هذا الوضع في قطاع الاتصالات، قال: “مهما حصل، هناك دائماً حلول بديلة. المازوت سيصبح مكلفاً أكثر، لكنّ الحلول موجودة. نطالب مصرف لبنان بدعمنا في موضوع شراء المازوت من المنشآت النفطية بالليرة اللبنانية حتى لو على سعر السوق (سعر الصرف اليومي). ففي كل الدولة اللبنانية، لا آلية لشراء أي شيء بالدولار، مع العلم أنّ المازوت المتوافر في السوق أصبح بالدولار وهذه مشكلة أساسية يجب أن تُعالَج. يجب أن تكون هناك آلية في الدولة تسمح لنا بالشراء بالدولار إذا أُجبرنا على ذلك”.

وتابع: “وضعنا هذا الموضوع على جدول أعمال مجلس الوزراء في أول جلسة، لكن لم نجتمع بعد حتى نجد حلاً لها. ليست ثمة آلية والمازوت بالدولار، وإذا أردنا شراء المازوت بالدولار فيجب أن نجد وسيطاً، والوسيط لا يعمل مجاناً. هذا ليس منطقياً”.

وختم القرم: “نحن كقطاع، نصرف ما يُقارب الــ5 ملايين دولار على المازوت شهرياً. لا يمكن أن نرسل أحداً ليُصرّف 5 ملايين دولار ويضعها بحقيبة. هذا ليس منطقياً. كمؤسسة، مصرف لبنان هو قادر على تأمينها، فنحن لا نطالب بدعم فقط، بل أن تكون هناك آلية حتى نستطيع أن نصرّف”. 

كريدية: فاقد الشيء لا يعطيه

وأكد المدير العام لهيئة أوجيرو عماد كريدية لـ”لبنان الكبير” أنّ “وزير الطاقة وليد فياض أعطانا مهلة عشرة أيام ليأخذ منّا خلال هذه الفترة بالليرة اللبنانية، وبعد العشرة أيام سيأخذ بالدولار، وشركات الاتصالات أوجيرو، MTC، ALFA لا يمكنها الدفع بالدولار”.

وأضاف: “إذا لم تجد الحكومة حلاً بعد عشرة أيام بخصوص موضوع التعامل بالدولار أو قرار تسعير المازوت بالليرة اللبنانية، فنحن حتماً لن نتمكن من شراء المازوت، وبالتالي الانترنت والاتصالات ستتوقف. نحن غير قادرين على الشراء الدولار لأنّنا لا نملك أي غطاء قانوني لشرائه بخاصة دولار السوق السوداء، ولا يمكننا شراء المحروقات بالليرة اللبنانية”.

وعن اعتمادات مصرف لبنان، قال كريدية: “مصرف لبنان يحتاج إلى دولار حتى يفتح الاعتمادات، هذا الدولار يطلبه من المنشآت، والمنشآت تقبض منّا باللبناني ونحن كشركة اتصالات ليس لدينا خيار سوى الدفع بالليرة اللبنانية. وبالتالي المنشآت لا تقوم بتحويل أو شراء الدولار لأنّه لا يمكنها شراؤه من السوق السوداء، هذا كلّه مرتبط ببعضه. نحن بانتظار المعنيين سواء كان رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، وزير الاتصالات، أو أيّاً كان. لا يعنينا مَن سيتخذ القرار، لكن يجب أن يُتخذ حتى نستطيع العمل”.

وشدّد كريدية على أنّ “توقّف الاتصالات والانترنت سيكون سببه انتهاء آخر قطرة مازوت لدينا وليس احتجاجاً على الوضع، فنحن لا نسمح لأنفسنا أخلاقيّاً أن نحتج على المواطن اللبناني أو أن نلوي يده. فمنذ بداية الأزمة، ونحن نسعى بكل جهدنا ليلَ نهار لتأمين الخدمة لكل الناس، وليس وارداً لدينا إطلاقاً أن نحمّل المواطن أي مسؤولية، لكن فاقد الشيء لا يعطيه”.

شارك المقال