تألُّق الطرابلسي عبد الله حايك في الألعاب القتالية

إسراء ديب
إسراء ديب

لم يُهزم الشاب عبد الله حايك ابن مدينة طرابلس، في بطولة “Arabian combats sports” المعروفة باسم ACS 2، وهي منظمة رياضية قتالية عربية نظمت الحدث وكانت كبادرة أمل بالنسبة إلى الطامحين لهذه المسيرة الرياضية، على الرّغم من العراقيل التي قد يُواجهها أيّ رياضيّ لبنانيّ، يحاول تطوير مواهبه القتالية في ظلّ الأزمات المختلفة التي تُخيّم على البلاد.

إنّ المباراة التي نقلت مباشرة عبر الـ”أل.بي.سي.آي”، كانت احترافية وفيها الكثير من أجواء الحماسة والمنافسة العالية، وتطلّبت من عبد الله كما من منافسه الذي يصفه بأنّه كان “مخضرمًا” الكثير من الجهد والتعب.

عبد الله الذي يبلغ 23 عامًا، تمكّن من إسقاط خصمه أرضًا بالضربة القاضية، وسط فرحة كبيرة من الداعمين له في المدينة وأهالي منطقته الذين رحبّوا به بعد عودته إليها بالزغاريد، والمفرقعات النارية وبزفة شعبية حُمل خلالها عبد الله على الأكتاف، تعبيرًا عن البهجة التي رسمها بين أبناء منطقته الشعبية.

إنّ احتراف عبد الله أشهر الرياضات القتالية منذ صغره، لم يكن رغبة فردية أو صدفة عشوائية، بل هو من الفنون المتوارثة لدى آل الحايك في منطقة القبّة، لا سيما أنّ والده عمر هو من درّبه وما زال يدرّب الكثير من الشبان في نادي الحزام الأسود المعروف بقدرته على تدريب هذه الطاقات بمستوى عالٍ من الجاهزية القتالية. 

حايك: مكسب رزق مع عراقيل معروفة

بدأ حايك التدريبات على الفنون القتالية منذ صغره، وبعد انخراطه في هذه المباراة مع المنظمة التي يرأسها وليد عجاج ويُديرها رياض الرطل، لم يكن يستهدف الفوز فيها فحسب، بل كان يُريد أن تكون على قدر كبير من القوّة والدقة مما قد يُؤمّن له تطوير عمله في السنوات المقبلة، بخاصّة أنّ عبد الله يتدرّب ويُدرّب أيضًا كبارًا وصغارًا في نوادٍ عدّة ويكسب من هذه المهنة.

وعن العراقيل التي كان قد واجهها عبد الله، يقول لـ”لبنان الكبير”: “إنّ تراجع الحال المادية مع تراجع الداعمين أو ما يُسمّى بالـ “Sponsors” يُعدّ من أبرز الصعوبات التي يُواجهها أيّ لاعب لبناني، فهو يحتاج دعمًا ماديًّا كبيرًا ليتمكّن من حصد النجاح المرتقب”.

وإذ يُشدّد على دعم جمعية “راحمون” له ماديًا، فضلًا عن مساهمة المهندس جوزف أبو يونس من أفريقيا (كان سابقًا في النادي)، يُؤكّد أنّ وزارة الشباب والرياضة لم تُقدّم أيّ نوع من المساعدات له أو لغيره من اللاعبين سواء أكانت مساعدات مادّية أم معنوية، معتبرًا أنّها تُهمل في أغلب الأحيان القدرات الرياضية محلّيًا.

ولا يُخفي عبد الله وجود بعض نقاط الضعف لديه التي يُدركها جيّدًا، مؤكّدًا رغبته الشديدة في التركيز عليها في الفترة المقبلة كيّ يتمكّن من تخطيها ودعم مدينته التي يراها أنّها تحتاج فعلًا إلى بطولات تُدخلها إلى أجواء مبهجة بعيدة كلّ البعد عن الكبت والغضب الشعبيين.

أمّا عن والده، فيقول: “لقد كان مدرّبًا صارمًا ولا يقوم بالتمييز بيني وبين المتدرّبين الآخرين، ولا يتعامل معي سرًا وعلانية إلّا كما يُعامل الآخرين، وفي الحقيقة كنت أخشى من تدريباته وأتمنّى الهروب منها لأنّها قاسية ودقيقة، لكنّه كان السبب الحقيقي في فوزي لأنّه تمكّن من تغيير خطّة اللعب مع منافسي مما أدّى إلى نجاحي على الرّغم من كلّ التوتر الذي عشناه جميعًا…”.

وأخيرًا، يتمنى عبد الله على بعض العائلات التركيز على المواهب التي تُرصد لدى أطفالهم ليتدرّبوا عليها منذ الصغر، لا سيما الفنون القتالية بدءًا من الكاراتيه التي تُعدّ مدرسة كاملة تزيد من مستوى تركيزهم، مما يُساهم في تحسين مستواهم التربويّ، وتُبعدهم عن المخدّرات أو شرب الكحول والتدخين، كما تبعدهم عن الإدمان على الهواتف والوسائل التكنولوجية ممّا يُعيطهم القدرة على تحسين مستوى ثقتهم بنفسهم وقوّتهم الجسدية، العقلية، والعاطفية.

شارك المقال