تهديدٌ من مناصري ميقاتي إلى ثوار طرابلس!؟

إسراء ديب
إسراء ديب

لا يجتمع اثنان في طرابلس إلّا ويكون الحديث عن الحكومة الحالية ثالثهما، فمن يرأس هذه الحكومة التي يراها الطرابلسيون بأنّها أضافت المزيد من الويلات عليهم هو ابن المدينة الرئيس نجيب ميقاتي، وكان هو “الأعلم” بكمّ التحدّيات الهائلة التي ستواجهها عند الموافقة على تشكيلها في عهدٍ رئاسيّ لم يترك شيئًا إلّا وأفسده.

في الواقع، يرى معظم الطرابلسيين أنّ هذه الحكومة لم تأتِ إلّا لتنفيذ قرارات وأجندات سياسية واقتصادية محدّدة مسبقًا، ولإعطائها “الصبغة” الدستورية الشرعية تمّت الموافقة على تشكيلها، مما أدخل اللبنانيين جميعهم في نفقٍ مظلم جديد على الأصعدة كافّة، وجعلهم في حال “انصياع تام” لقرارات حكومية كان آخرها الارتفاع الجنونيّ في أسعار الأدوية مع الارتفاع المستمرّ في أسعار المحروقات والمواد الغذائية، في ظلّ عجزها عن إقرار كلّ ما هو مرتبط برفع رواتب الموظفين التي باتت معدومة ولا تكفي حتّى لشراء قارورة غاز وتعبئة الوقود في السيارة.

من هنا، يُخطّط عدد من الثوار والناشطين في مدينة طرابلس إلى التجمّع أمام قصر ميقاتي في الميناء، لإقامة شعائر صلاة الجمعة أمام القصر، ولإعلان احتجاجهم في الوقت عينه على كلّ ما صدر عن هذه الحكومة من قرارات و”إنجازات” اقتصادية وسياسية، وذلك من خلال إرسالهم دعوات ورسائل متنوّعة في مواقع التواصل الاجتماعي تمهيدًا لحصول هذا التجمّع ظهر الغد. 

تهديد “ميقاتيين” ضدّ الثوار؟

يُؤكّد عدد من الثوار أنّه بعد نشر الدعوات التنظيمية للتجمّع، عمد عدد من مناصري الرئيس ميقاتي إلى تهديدهم في حال أرادوا القيام بهذه الخطوة أمام قصر ميقاتي.

ويقول أحد الثوار لـ “لبنان الكبير”: “قلنا منذ البداية أنّنا نريد التظاهر أمام القصر تنديدًا بالحكومة التي أضرّت بمصالحنا لا ضدّ الرئيس ميقاتي بشخصه، ورغم التهديدات الكبيرة التي تلقّياها، فهي لن تُثنينا عن التظاهر والتمسّك بحقوقنا ولا يجرؤ أيّ منهم على التعدّي علينا، لأنّ الجيش والقوى الأمنية سيقومان بحمايتنا بلا أدنى شكّ”.

ويُضيف: “نُؤكّد أنّ كلّ وعودهم كانت كاذبة، فللطرابلسيون حقوق نريدها بخاصّة بعد رفع الدعم عن الدواء والحليب… وبالتالي إنّ كلّ هذه القرارات أوصلتنا جميعًا إلى الهاوية، وهي جريمة كبيرة بحقّ الشعب اللبناني”.

وبحسب المعلومات، فإنّ الثوار “يتعرّضون لضغط كبير بسبب الاتصالات الكثيفة التي يتلقّاها عدد من المعنيين والوجهاء في المدينة مع عددٍ من رجال الدّين، لحثّ المتظاهرين على عدم التصعيد يوم الجمعة، مع إطلاق بعض الوعود المرتبطة بالموقوفين لخفض مستوى التوتر الشعبيّ”. كما تُشير المعطيات إلى أنّ الثوار “ما زالوا يتشاورون في ما بينهم لمعرفة مصير التحرّك، فإمّا اللجوء إلى الشارع أو التراجع عن التحرّك موقتًا بسبب كمّية الاتصالات والضغوط التي تُؤجّل كلّ الخطوات الاحتجاجية في الوقت الحالي”.

يُمكن التأكيد، أنّ هذا التجمّع لا يُعدّ الأوّل من نوعه أمام قصر ميقاتي، إذ لم يشهد أيّ من المحتجين سابقًا (ومهما تعدّدت أسباب وجودهم أمامه) على تهديدات من مناصري الرئيس ميقاتي، وبالتالي فإنّ التجمّع الذي شهدته الميناء منذ أيّام، كان مرتبطًا باللبنانيين المحتجزين في تركيا بعد هجرتهم بطريقة غير شرعية من الميناء إلى إيطاليا، لكن لم يتمّ الحديث عن حصول أيّ تهديدٍ من أيّ من المناصرين. 

مقرّبون من ميقاتي: لا تهديد ولا من يحزنون

من جهته، يُؤكّد أحد المقرّبين من ميقاتي أنّ الحديث عن وجود تهديدات من مناصري ميقاتي هو عار من الصحة وغير منطقيّ على الإطلاق. ويقول لـ “لبنان الكبير”: “إنّ الرئيس ميقاتي منشغل حاليًا بحجم المشاكل والأزمات التي ترزح البلاد تحت وطأتها وبحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقه، ولن يُمانع أبدًا حصول احتجاجات أو تظاهرات سلمية قريبة من منزله”.

ويُضيف: “في حال صدر عن بعض المناصرين كلام غير مسؤول من الجهة السياسية أو الاجتماعية فهو لا يُمثل تيّار العزم أو ميقاتي، لأنّ الرئيس لن يقبل العنف بأيّ شكلٍ من الأشكال ولا يسمح لأحد مناصريه الاعتداء على الآخرين، وبالتالي قد يُمثّل هذا الكلام الشخص الذي قاله ليس أكثر”.

شارك المقال