ساحات الميلاد تغيب في مناطق وتزدهر في أخرى

جنى غلاييني

اقتربت أعياد نهاية العام وخصوصاً عيد الميلاد المجيد، واللبنانيون بعيدون كل البعد عن التحضيرات له. فكيف لهم أن يستعدوا وهم فاقدون بهجة العيد وعاجزون عن تأمين لقمة عيشهم، وإذا لم تزيَّن المنازل “ما تضلّوا بالبيت، زوروا ساحات العيد”، لكن عن أيّ ساحات نتحدّث؟

بيروت

العاصمة بيروت، المعروفة بصاحبة “الطنة والرنة” في كل عيد ميلاد مجيد، تخلت هذا العام عن نشر أجواء البهجة والفرحة، لكنها مصرّة على محاولة إعادة إحياء العيد في شوارع المدينة. ويقول عضو مجلس بلدية بيروت المهندس محمد سعيد فتحة لـ”لبنان الكبير”: “من المفترض حالياً أنّ تعمل البلدية على وضع شجرة ميلاد السنة الفائتة بالاتفاق مع مصنّعي الشجرة بنقلها وتركيبها وفق مبلغ محدد، لكن الأمور متوترة بعض الشيء، وعلى أي حال سيقام اجتماع للبلدية الأسبوع المقبل لمعرفة المزيد عما إذا كانت زينة الميلاد ستشمل معظم شوارع بيروت أم ستقتصر فقط على بعضها”.

ساحة الشهداء التي اعتاد اللبنانيون قصدها في كل ليالي الميلاد والاعياد، أصبحت خطاً أحمر ممنوع التزيين فيها بحسب فتحة الذي يؤكّد أنّ “الثوّار سيطروا عليها وأبلغونا برسالة تهديدية أنه في حال وضعت بلدية بيروت شجرة الميلاد في الساحة سيقومون بتكسيرها، فما بالك بأسواق بيروت المدمرة والأشبه بـمدينة الأشباح”. 

جونية

وجونية التي اعتادت إقامة حفلاتها ونشاطاتها في كل مناسبة، أصبحت تتردد في تحضيراتها هذه السنة لعيد الميلاد المجيد، إذ يفيد نائب رئيس بلدية جونية روي الهوا أنّ “البلدية لم تتخذ قرارها بعد بشأن ما إذا كانت ستُزيّن شوارع جونية بحلة الميلاد”. ويلفت إلى أنّ “البلدية ستعقد جلسة الأسبوع المقبل لدراسة ميزانيتها والكلفة التي تتطلبها الزينة، لأن سعر صرف الدولار أصبح يشكّل عائقاً أمامنا، وفي حال عدم تمكن البلدية من تأمين زينة جديدة ستضطر الى وضع زينة السنة الفائتة”. 

جبيل

أما جبيل، المدينة التي لا تعرف النوم في الأعياد، فتعود لترتدي حلة العيد هذه السنة منيرةً سماءها بأضواء أشجارها ومهلّلةً باستعراضاتها الموسيقية والفنية. ويقول نائب رئيس بلدية جبيل رالف صليبا إنّ “ليالي الميلاد المجيد ستشهد على أجمل شجرة ميلادية يبلغ ارتفاعها 35 متراً محاطةً بـ”فكرة جديدة” ستكون مفاجأة ولأول مرّة ستُنفّذ في جبيل وستوضع في ساحة ميشال سليمان، إلى جانب الانشطة الترفيهية والاستعراضات البهلوانية والفنية والألعاب النارية التي ستمتد الى السوق العتيق خلال شهر كامل، بالإضافة الى الكثير من المفاجآت الميلادية المنتظرة”. 

كفرذبيان

كفرذبيان، بلدة كل الفصول، تخلّت عن تزيين شوارعها هذا العام بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها اللبنانيون، ويشير رئيس بلدية كفرذبيان بسام سلام إلى أنّ “الميلاد يحل علينا بثقل الأزمة الاقتصادية، وزينة العيد أصبحت كلفتها عالية جدّاً مما يجعل البلدية في حالة عجز، لذا نفضّل عدم صرف أموال البلدية على الزينة، بل مساعدة المواطنين على شراء المازوت للتدفئة وغيرها”. ويقول إنّه “حتى لو وجدت ميزانية كافية عند البلدية، من غير الطبيعي أن نتصرّف خارج المزاج العام المسيطر على لبنان، والبلدية تعمل على تزيين شجرة ميلاد السنة الماضية”. 

زغرتا

زغرتا ليست بعيدة كثيراً عن أجواء العيد هذا العام، وهي تستعد لإقامة قرية ميلادية بحسب رئيس بلديتها أنطونيو فرنجية وذلك “بفضل التبرعات التي تصل الى البلدية وهي ستزيّن شوارع زغرتا والتحضير لقرية الميلاد، ولكن ستوضع شجرة ميلاد السنة الماضية مع تغييب للألعاب النارية وللنشاطات والاستعراضات باستثناء عرض مسرحيتين ضمن أيام العيد”. 

البترون

البترون ستعيش الميلاد هذا العام بشكل مختلف ومميز، إذ أطلقت “لجنة الميلاد” التي تضم ممثلين عن بلديتها وجمعية تجارها وقضائها ولجنة مهرجانات البترون الدولية مشروع “البترون عاصمة الميلاد” لهذه السنة، وذلك من خلال التحضيرات لها لتتضمّن سلسلة من الانشطة المتنوعة ومنها الترفيهية للأطفال وعروض مسرحية، كما ستحتضن أسواقها القديمة وباحات كنائسها “سوق الميلاد” الذي سيربط معالم البترون الدينية ببعضها، وستمتد أجواء الأعياد في البترون بدءاً من عيد الميلاد المجيد حتّى ليلة رأس السنة.

اللافت في الأمر، أنّه تم إطلاق مبادرة جديدة لإعادة الحياة الى الأشجار المتفحمة التي احترقت جراء الحرائق التي اجتاحت معظم المناطق اللبنانية وذلك عبر استعمالها في زينة الأعياد في الأسواق القديمة لمدينة البترون بعد تنظيفها ورشها لإضفاء أجواء العيد على شوارع الأسواق التاريخية بمشهد مميز.

شارك المقال