“أوميكرون” يخيف العالم وعودة محتملة للحجر

حسناء بو حرفوش

كيف يتفاعل العالم مع متحوّر كورونا الجديد؟ من الولايات المتحدة الأميركية إلى الشرق الأوسط وأوروبا، يقف العالم فريسة لخوف جديد يعرف باسم متحور “أوميكرون” وقد يهدد بإغلاق أبواب العالم مجدداً. في الولايات المتحدة الأميركية، حمل إعلان الرئيس جو بايدن عن قيود السفر إلى جنوب أفريقيا وسبع دول أفريقية أخرى، أي على القادمين من خارج الولايات المتحدة، في ظل الكلام عن متحور كورونا الجديد الذي صنفته منظمة الصحة العالمية (WHO) كمثير للقلق، رسالتين غاية في الأهمية للشعب الأميركي: بالنسبة لأولئك الذين حصلوا على اللقاح بجرعتيه، لا بد من الحصول على جرعة معززة بمجرد توافر الأهلية لذلك، أما بالنسبة إلى أولئك الذين لم يطعّموا بالكامل بعد، لا بد من الحصول على اللقاح في أقرب وقت ممكن.

ما هو “أوميكرون”؟

“أوميكرون” هو المتحور الخامس الذي حددته منظمة الصحة العالمية وصنفته كمتحور مثير للقلق. اكتشف للمرة الأولى في الأسابيع الأخيرة في جنوب أفريقيا، التي شهدت ارتفاعًا هائلاً في حالات الإصابة بفيروس كورونا. وهناك نحو 30 طفرة في بروتين ارتفاع الفيروس، ويخشى العلماء من أن بعضها قد يسهل انتقاله. ومع ذلك، لا يعرف العلماء حتى الآن ما إذا كان “أوميكرون” في الواقع أكثر قابلية للانتقال وللعدوى أم أنه أكثر خطورة. وأدت المخاوف بشأن المتحور الجديد إلى ترنح الأسواق المالية الجمعة ورفعت سعر النفط بمقدار 10 دولارات للبرميل الواحد.

وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن فهم المتحور الجديد قد يستغرق أسابيع بالتزامن مع التحذير من قيود السفر. وأعيد فرض هذه القيود على الفور في أماكن من بينها بريطانيا والاتحاد الأوروبي وكندا والولايات المتحدة. وفرضت دول أخرى، مثل الهند واليابان و(إسرائيل) وتركيا وسويسرا والإمارات العربية المتحدة، بعض أشكال قيود السفر بحسب وكالات الأنباء العالمية. وحذر بعض علماء الأوبئة من أن الأوان ربما قد فات على هذه الخطوة. وقد سجل العثور على “أوميكرون” بالفعل في بلجيكا وبوتسوانا و(إسرائيل) وهونغ كونغ. وفي البداية، ثبتت إصابة العشرات من الركاب الذين هبطوا في هولندا خلال رحلات جوية من جنوب أفريقيا بفيروس كورونا.

أما في هولندا، فباشرت السلطات الصحية عزل المسافرين الذين أتت نتيجة اختبارهم إيجابية وحجرهم في أحد الفنادق، وهي تركز على البحث في أسرع وقت ممكن عن أي دليل على وجود المتحور الجديد (…) وتسببت قيود السفر ومتطلبات الحجر الصحي في سويسرا في رد فعل على انتشار “أوميكرون” في إرجاء منظمة التجارة العالمية لاجتماعها الذي يعقد مرة كل سنتين، والذي كان من المقرر أن يبدأ الثلاثاء، مع الإشارة إلى أن أحد البنود الرئيسية على جدول أعماله يركز بشكل مفترض على دراسة تحسين فرص توافر لقاحات كورونا. وشددت الإدارة العامة للمنظمة على أن الأولوية هي صحة وسلامة جميع المشاركين في المؤتمر الوزاري الثاني عشر، من وزراء ومندوبين وممثلي المجتمع المدني.

بالتزامن، أعربت بعض السلطات عن أملها أن يتيح الاكتشاف المبكر للمتحور الجديد، إلى جانب القيود الجديدة، بفاعلية أكبر بكثير مقارنة بالاستجابة الأولية التي سجلت مع ظهور متحور “دلتا”، إذ استغرق الأمر أسابيع عدة في الموجة الرهيبة التي عصفت بالهند قبل أن تتضح الصورة، وحينها كان “دلتا” قد انتشر بالفعل في العديد من الأماكن في العالم، وكان الوقت قد فات لفعل أي شيء حيال ذلك. وفي المقلب الآخر، وصفت حكومة جنوب أفريقيا قيود السفر بـ”المستعجلة” وعبرت عن مخاوفها من تأثيرها في عالم الأعمال وفي القطاع السياحي في القارة الأفريقية التي خرجت بالكاد من القائمة الحمراء بعد حجر دام أكثر من من 18 شهرًا. أما الشعور السائد فهو أن أفريقيا كأنما تواجه “العقاب” بسبب البحث الذي أجراه علماؤها حول “أوميكرون”.

وبحسب المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب افريقيا، يمكن التباعد الاجتماعي واستخدام الأقنعة أن يساعد في مكافحة الفيروس، لكن الشكوك تحوم حول مدى فعالية حظر السفر. وهذا ما يؤيده العجز عن احتواء الانتشار الأولي للفيروس الأصلي، وانتشار جميع المتحورات اللاحقة على مستوى العالم (…) وبدلا من ذلك، قد يساعد تطعيم المزيد من السكان في منع أشد الحالات والوفيات خطورة. وحصل ما يقرب من 35% من السكان البالغين في جنوب أفريقيا، وهو رقم أقل بكثير من الرقم المستهدف البالغ 70%. كما أن الأرقام أقل في معظم أنحاء القارة الأفريقية.

وحذر الخبراء من أن عدم المساواة في نسب توزيع اللقاحات من شأنها أن تخلق أرضا خصبة لطفرات الفيروس. ويدور الحديث في أوروبا الآن وفي أميركا الشمالية، على وجه الخصوص حول اللقاحات المعززة والجرعات الثالثة، بينما نعلم الآن من منظمة الصحة العالمية أن أقل من 10% من البلدان الأفريقية ستحقق أهدافها المرسومة للقاح لهذا العام. وهذا ليس أكثر من مجرد مظهر حزين للغاية لعدم المساواة في اللقاحات العالمية. ويبقى الخوف أنه في حال عدم وجود لقاحات، قد تلوح العودة إلى الحجر والإغلاق في الأفق.

أخيراً، وفي ظل نسب التطعيم المتواضعة نسبياً في لبنان، ينصحكم “لبنان الكبير” دائما بالعودة إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية والتقيد بتوجيهات الجهات المخولة من أجل ضمان وقاية أفضل من الفيروس وحماية المحيطين بكم.

المصدر: voa news

شارك المقال