بين اللوحات البيضاء والحمراء.. سائق يكافح للاستمرار

جنى غلاييني

منصة النقل “بولت” (BOLT) أصبحت باب رزق لعددٍ كبير من اللبنانيين الذين يملكون سيارات خاصة بعد أن يسجلوها في تطبيق “بولت درايفر” (BOLT DRIVER) ويعملون عليها كسائقي تاكسي. وهي تعتبر الآن مصدر رزق أولياً بالنسبة إلى اللبناني العاطل عن العمل أو مصدر رزق ثانياً خصوصاً أن راتبه من عمله الثابت لم يعد يكفيه، فيما يشكو السائقون العموميون من الذين يعتبرونهم دخلاء على مهنتهم وبالتالي يقفون حاجزاً أمام مصدر رزقهم خصوصاً أنّ لديهم لوحات عمومية مرخّصة من الدولة ويدفعون الضرائب المتوجّبة عليهم، في حين أنّ لا فرع لشركة “بولت” في لبنان مما يعني أنّ الأرباح التي يكسبها سائقو “بولت” بسياراتهم الخاصة تذهب كلها لهم، هذا ما دفع السائقين العموميين إلى تهديد هؤلاء بالضرب وتكسير سياراتهم في حال تم رصدهم.

وفي هذا الخصوص، يقول رئيس اتحادات النقل البري بسام طليس لـ”لبنان الكبير”: “التهديد شيء مرفوض ولا نقبل به، لكن السماح لشركة “بولت” بإعطاء الصلاحية لسائقي سيارات خاصّة هي مخالفة للقانون اللبناني، وهذا الموضوع حُوّل الى كل من وزير الداخلية ووزير الاتصالات ووزير الأشغال العامة والنقل والجهات المعنية بالأمر”.

ويضيف: “من غير المقبول على شركة “بولت” أن تقبل سيارات خاصّة، بل يجب عليها أن توظّف السيارات العمومية فقط، خصوصاً أنّ قانون السير اللبناني يخوّل السيارات ذات اللوحات الحمراء بالعمل كوسائل نقل عام”. ويستطرد: “يجب على الدولة أن تتحرّك فوراً، وعلى الشرطة أن توقف السيارات الخاصة التي تعمل ضمن تطبيق “بولت” وإلاّ سيصطدم المواطن بأخيه المواطن، وبرأيي أنه من الطبيعي أن يعترض السائق العمومي على ذلك”.

ويلفت طليس إلى أنّه “في حال أصبح هناك فرع لشركة “بولت” في لبنان سنمنعها من إعطاء تراخيص نقل عام للسيارات الخاصة، ونحن تقدمنا بدعوى للقضاء في هذا الموضوع”.

ويعبّر السائق العمومي ناجي.ح. عن هذه الحال: “نعاني نحن كسائقين عموميين من الكثير من المشاكل، خصوصاً بعد ارتفاع صفيحة البنزين التي أدّت الى رفع بدل النقل، إذ إنّ نسبة مستخدمي النقل العام انخفضت الى النصف وبات من الصعب جدّاً الاتّكال على هذه المهنة لتأمين المصروف المعيشي ولتصليح الأعطال التي من الممكن أن تطرأ على السيارة”.

ويضيف: “لطالما كنا ننادي ونطالب الدولة بوضع حد للسائقين غير العموميين وغير المرخصين الذين يعملون على الخط وبطريقة غير قانونية ويسرقون الركّاب من أمامنا، وما زاد في الطين بلّة هو ما نشهده حاليّاً من ظهور شركات نقل لا نعرف عنها شيئاً والتي هي أيضا تقطع موارد رزقنا، وهي دخيلة على مهنتنا، وكأنّه لا يكفينا اللي فينا”.

أما سائق سيارة خاصة من خلال تطبيق “بولت”، فيقول: “إننا نعمل سائقين في هذه الشركة لأننا نعتبرها مصدرا آخر لتأمين لقمة عيشنا إذ أنّ وظيفة واحدة لم تعد تكفي”. ويتابع: “هناك تهديدات مستمرّة تطالني أنا وأخي وكل من أعرفهم من الذين يعملون ضمن هذا التطبيق بلوحات بيضاء، وبالفعل يقوم السائقون العموميون بضرب وتكسير كل من يتم رصده منا، لكن للتوضيح لهم أنّنا لا نعمل مثلما يعملون أي نوقف سياراتنا الخاصة للزبون المنتظر في الشارع ونسأله الى أين يريد الذهاب بل ننتظر الزبون ليطلب توصيلة عبر التطبيق ونذهب لإحضاره وتوصيله إلى حيث يريد أي أنه يتم استدعاؤنا كوسيلة نقل عبر تطبيق “بولت”، فنحن لم نعتدِ على مهنة أحد”.

شارك المقال