“أوميكرون” حتماً… بانتظار الاختبارات العملية

تالا الحريري

سلالة فيروس كورونا ما زالت مستمرة وتتكاثر في إنتاجها لمتحورات جديدة. فبعد “ألفا” و”دلتا”، ظهر “أوميكرون”، وقد رصد في نحو 13 دولة حتى الآن وبدأ الخوف يظهر على ملامح تلك الدول، على الرغم من نسبة التلقيح العالية فيها. فما هو متحور “أوميكرون”؟

بحسب معلومات منظمة الصحة العالمية، “لم يتضح بعد إذا ما كان متحور “أوميكرون” أكثر قابلية للانتقال، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الاصابة به تسبب مرضاً أكثر خطورة مقارنةً بالعدوى بمتغيرات أخرى، بما في ذلك “دلتا”. فالبيانات الأولية تشير الى أن هناك معدلات متزايدة من الاستشفاء في جنوب أفريقيا، ولكن قد يكون هذا بسبب زيادة الأعداد الاجمالية للأشخاص الذين يصابون بالعدوى، وليس نتيجة لعدوى محددة بأوميكرون.

ولا توجد معلومات حالياً تشير الى انّ الأعراض المرتبطة بـ”أوميكرون” تختلف عن تلك الموجودة في المتغيرات الأخرى. وبالنسبة للاصابات الاولية المبلغ عنها، فكانت للأفراد الأصغر سنّاً الذين يميلون الى الاصابة بمرض أكثر اعتدالاً، لكن فهم مستوى شدة متغير “أوميكرون” سيستغرق أياماً الى عدّة أسابيع”.

عراجي: الفيروس ليس له حدود

يقول رئيس اللجنة الصحية النيابية الدكتور عاصم عراجي لـ”لبنان الكبير”: “لا يوجد دولة في العالم محمية من دخول متحور “أوميكرون” اليها، فقد أصبح هناك طائرات وقطارات ورحلات والعالم أصبح صغيراً. ما يعني أنّ الفيروس ينتقل بشكل أسرع بين الدول وليس له حدود. يبدو أنّ “أوميكرون” كان منتشراً سابقاً واكتُشف الآن، ويبدو أنّه منتشر في أكثر من الدول التي ذُكرت”.

ويضيف: “صحيح ليس لدينا رحلات مباشرة مع جنوب أفريقيا، ولكن هناك الكثير ممن يزورونها وقد أصبح المتحور موجوداً في فرنسا وايطاليا ودول أخرى، أي أن التركيز لم يعد على جنوب أفريقيا فقط. ويجب أخذ الاجراءات الوقائية اللازمة، فكلّما التزمنا بها كانت الاصابات أقل”.

وانتشرت أخبار بأنّه من المتوقع اصابة الناس الملقحة أيضاً، وبهذا الخصوص يفيد عراجي: “العلماء يقومون بالدراسة بشكل سريع، ولغاية الآن لم تصدر أي دراسات، لأنّ منظمة الصحة العالمية والوكالات الأوروبية والبريطانية ومراكز المختبرات العالمية ما زالت تعمل. ولنرى اذا كان هذا المتحور يتهرّب من اللقاح أم لا، وحتى اذا تهرّب ممكن أن يعطي مناعة بـنسبة 50-60% يعني يبقى الفرد محمياً قليلاً. فمن الممكن أن اللقاح يحمي إلى حد معين ويمنع الناس من الدخول الى العناية”.

ويختم عراجي: “سننتظر العلم والمختبرات، كلها دراسات علمية ولا يمكن توقع النتائج”.

الصحة العالمية تشجّع على الاختبارات

يفيد مصدر من منظمة الصحة العالمية لـ”لبنان الكبير” بأنّ “جنوب أفريقيا أبلغت لأول مرة عن حالات “أوميكرون” الى منظمة الصحة العالمية في 24 تشرين الثاني 2021، وذكر باحثون من جنوب أفريقيا حالة مؤكدة في عينة تم جمعها في 9 تشرين الثاني. ومن الدول التي أبلغت المنظمة: أستراليا، بلجيكا، بوتسوانا، الدنمارك، إسرائيل، ايطاليا، المملكة المتحدة، الصين (منطقة هونغ كونغ الادارية الخاصة)، الجمهورية التشيكية. فيما عدّة دول أخرى أبلغت عن حالات مشتبه فيها أو مؤكدة، وننتظر إخطاراً رسمياً بشأنها وGISAID. فيما تشجّع منظمة الصحة العالمية الدول على الاختبارات والعلاجات واللقاحات”.

ويتداول السؤال حول الوقت أو الحالة التي ستنصح فيها منظمة الصحة العالمية مقدمي اللقاحات، مثل فايزر وموديرنا بتعديل لقاحها من أجل التعامل بشكل أفضل مع متغير أوميكرون، فتؤكد المنظمة أنّها “تعمل مع شركاء تقنيين لفهم التأثير المحتمل لهذا البديل في تدابيرنا المضادة الحالية، بما في ذلك اللقاحات. في الأيام المقبلة، تنظّم منظمة الصحة العالمية اجتماعاً لتنسيق ومواءمة البحث العالمي حول هذا الموضوع. وبالتوازي مع ذلك، تجتمع مجموعتنا الاستشارية الفنية بشأن تكوين لقاح COVID-19 لمناقشة البيانات المتاحة والدراسات التي تحتاج الى تحديد أولوياتها لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن أداء اللقاح وتكوينه. وستقوم المنظمة بإبلاغ النتائج الجديدة من خلال المنصة. ومن المهم تسليط الضوء على أن اللقاحات تظل حاسمة للحد من الأمراض الشديدة والوفاة”.

شارك المقال