أوميكرون: تشاؤم وأعراض غير مألوفة لدى الأطفال

حسناء بو حرفوش

ترافق الإعلان عن هيمنة متحور أوميكرون الجديد على سلالات كورونا الأخرى، مع المزيد من التحذيرات والتحليلات المتشائمة، إذ ركزت إحدى القراءات على ضرورة العودة للإجراءات المعتمدة في بداية الجائحة، بينما سطّر مقال آخر تسبب أوميكرون بظهور أعراض “غير مألوفة” ومختلفة عما اعتاده الأهل لدى أطفالهم.

ووفقاً لمقابلة لأحد الأطباء في موقع صحيفة “مترو” (metro) البريطانية، “يجب على الآباء التفتيش عن أعراض مختلفة قليلاً مثل “الطفح الجلدي غير العادي” لأنه قد يكون علامة على إصابة الأطفال بكورونا، إضافة إلى أعراض أخرى للمتحور الجديد بين الفئات العمرية الأصغر والتي تشمل الشعور بالتعب والصداع وبفقدان الشهية (…) وبالتالي، يبدو أن الحالات المبكرة من أوميكرون تظهر بأعراض مختلفة قليلاً عن السلالات السابقة. فلطالما ظهر طفح جلدي غريب لدى مجموعة صغيرة من الأطفال لكن في حالة أوميكرون سجلت إصابة ما يصل إلى 15% من الأطفال بطفح جلدي غير عادي. لذلك بدأنا نتعلم المزيد عن الفيروس ونشرع بالبحث عنه”.

 

فترة مثيرة للقلق

وأشارت البيانات إلى أن نسب انتشار المتحور الجديد تتضاعف بسرعة كبيرة. ويقول الطبيب: “دعونا نأمل ألا يكون مميتا وأن نتمكن من التغلب عليه. نحن نعيش فترة مثيرة للقلق. وطوال مدة الوباء، أدرجت أعراض كورونا لدى الأطفال ضمن ثلاثة أعراض رئيسية قد تظهر أيضا لدى البالغين وهي درجة الحرارة المرتفعة والسعال الجديد والمستمر، أي السعال بشكل حاد ولأكثر من ساعة، أو 3 نوبات سعال أو أكثر في غضون 24 ساعة، وفقدان أو التغير في حاسة الشم أو التذوق، وهذا يعني عدم قدرة الأطفال على شم أو تذوق أي شيء، أو اختلاف رائحة أو طعم الأشياء عن المعتاد.

ومن المتوقع أن يحل أوميكرون مكان متحور دلتا باعتباره السلالة المهيمنة “في غضون أسابيع”، مع انتشار حالات أوميكرون بشكل أسرع من موجات الفيروس الأخرى. هذا بالإضافة إلى الدعوات لتوسيع قائمة الأعراض إذ أبلغ الأشخاص الذين تأكدت إصابتهم بكورونا عن عدد من الأمراض المختلفة، علما أن منظمة الصحة العالمية كانت قد قالت في السابق أنه لا توجد حاليًا معلومات تشير إلى أن أعراض أوميكرون تختلف عن أعراض متحورات كورونا الأخرى.

وأشارت البيانات المبكرة إلى أن السلالة الجديدة أكثر قابلية للانتقال لكنها أخف من متغير دلتا السائد في الفترة الأخيرة في كل أنحاء العالم. وتُعطى اللقاحات للأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين 12 و15 عامًا حول العالم على الرغم من انخفاض مخاطر الإصابة بأمراض خطيرة. وشهدت المملكة المتحدة ارتفاعا في عدد الحالات المسجلة والتي تنتشر بسرعة على الرغم من القواعد الجديدة المصممة لإبقاء المتحور خارج البلاد، مع الإشارة إلى تأكيد وزارة الصحة على أن أيا من حالات أوميكرون المتغيرة التي تم تحديدها حتى الآن لم تستدع دخول المستشفى (…) ومع ذلك، من السابق لأوانه افتراض أن أوميكرون في الأساس أقل حدة من دلتا”.

المزيد من التشاؤم

موقع مجلة “ساينس” (science) لم يخلُ أيضا من التشاؤم إذ نشر مقالا عن “قرائن غير مشجعة حول درجة السوء التي قد يسببها أوميكرون (…) إذ يبدو أن المتحور الجديد قد يتخطى المناعة كما تظهر علامات على أنه أكثر قابلية للانتقال (…) ويبحث العلماء عن أدلة غير مكتملة من جميع أنحاء العالم لفهم أوميكرون بشكل أفضل، وما قد يعنيه بالنسبة للمرحلة التالية من الوباء. وفي هذا السياق، يركز الباحثون على ثلاثة أسئلة رئيسية: هل يمكن لأوميكرون تخطي المناعة أو اللقاحات أو تجربة العدوى السابقة؟ كيف يمكن نقله؟ وما مدى خطورة المرض الذي يسببه؟

تتعلق أكثر القرائن صلابة حتى الآن بالسؤال الأول، والإجابات غير مطمئنة (…) إذ تشير إلى إمكانية تفادي الفيروس للدفاعات المناعية. وهذا ما قد تؤكده البيانات المبكرة من جنوب أفريقيا (…) إذ يفترض سيناريو أن الإصابة السابقة بكورونا لا توفر سوى نصف الحماية من المتحور الجديد، تماما كما هي الحال مع دلتا. مما قد يعني أن اللقاحات قد تكون أقل فعالية ضد أوميكرون أيضًا.

إذا صدق هذا الافتراض فهذا يعني أننا سنشهد مرض المزيد من الناس بشدة خلال فترة زمنية قصيرة، مما قد يفرض عبئًا إضافيًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية التي ترزح بالفعل تحت ضغوط شديدة، خصوصاً في الأماكن التي لم تتقدم فيها عملية التطعيم بالسرعة الكافية (…) ويركّز العلماء بشكل خاص على معرفة ما إذا كان الأشخاص الذين حصلوا على جرعة معززة يتمتعون بحماية أفضل. وفي غضون ذلك، تجهد البلدان لإبطاء انتشار المتغير، مع تحقيق القليل من النجاح (…) وهذا يعني ضرورة العودة إلى إجراءات الوقاية مثل ارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي والتطعيم والاختبار والعزل لأولئك الذين ثبتت إصابتهم”.

أخيراً، وفي ظل الانخفاض في نسب التطعيم في لبنان والأزمة التي يعاني منها القطاع الطبي من ضمن قطاعات أخرى، يحرص موقع “لبنان الكبير” الإلكتروني على تذكيركم بضرورة العودة إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية والتقيد بالضوابط العالمية وبالإجراءات التي تفرضها الجهات المعنية من أجل الحفاظ على سلامتكم وسلامة المحيطين بكم.

شارك المقال