“لبنان الكبير” ينشر كل ما نحتاج إلى معرفته عن “أوميكرون”

ليندا مشلب
ليندا مشلب

لأن جائحة كورونا وسلالاتها المتحورة هي الشغل الشاغل، ولأن اسئلة عديدة ندور في دوامتها لمعرفة المزيد عن خطورة هذا الفيروس واللقاحات المضادة له، حملنا بعضها والاهم الى احد اهم الاطباء العاملين في هذا المجال. يقول البروفسور في الجهاز التنفسي والعناية الفائقة في مركز‏ “Cleveland Ohio USA” ورئيس جمعية اطباء الامراض الصدرية الاميركية في ولاية اوهايو ونائب رئيس الجمعية الطبية اللبنانية الدولية في الولايات المتحدة، الطبيب فرنسوا أبي فاضل، إن العالم يأمل حاليا من خلال مراقبة انتشار “اوميكرون” ان يكون المتحور الذي يكتب نهاية جائحة كورونا. فمعلوم ان المتحور يكون سريع الانتشار ويرفع نسبة العدوى وهذا ما حصل عندما انتقل كورونا من ووهان تحور الى “الفا” في بريطانيا لكن هذين الفيروسين صغرا لتحل مكانهما الـdelta والآن نحن امام الـomicron الذي اخذ مكان الاثنين وهو اكثر انتشاراً واصبح ملك المتحورات، لكن هذا لا يعني ان الفيروس عندما يتحور يصبح اقسى او اشد فتكا، صحيح ان دلتا كان اكثر قساوة لكن المعلومات الاولية ترجح ان يكون اوميكرون اخف وبالتالي نكون امام بداية خلاص البشرية عندما يأتي متحور يأكل ما سبقه من المتحورات وينتشر بسرعة وبفعالية اقل لينتهي برشح خفيف ربما. لكن الخطر أين؟ ان لا تصيب توقعاتنا وان يتحول اوميكرون الى اكثر اذية فيؤذي البشرية بشكل كامل.

اوميكرون لا يزال في بداياته ولا معلومات كاملة حوله والدراسات ليست كافية لتحدد هذا الامر بانتظار اسبوعين او ثلاثة حيث من المرجح ان تنضج الدراسات حوله وتعطي صورة اولية عنه، لكن المعلومات الاولية بحسب الـCDC وما توافر من معلومات data من جنوب افريقيا انه سريع الانتشار اكثر من الـdelta بكثير ويسبب عوارض اخف (يتم حالياً تأكيد هذا الامر) فربما يكون السبب انه يصيب الشباب وليس كبار العمر وبالتالي الشباب مناعتهم اقوى، والاهم ان اللقاح ذات فعالية عليه ولكن بشكل اخف.

وهنا كشف ابي فاضل ان آخر المعلومات التي توافرت من شركة “فايزر” تؤكد ان الجرعة الثالثة Booster shot تحمي من اوميكرون ومن يصاب به يتجنب المستشفى والعناية الفائقة… خصوصاً ان المتحور الجديد ولد في جسم انسان مريض بالسيدا ومناعته ضعيفة جدا ولم يتلقّ اللقاح فظل يتحور في جسمه 32 مرة بشكل غير مسبوق، لذلك علينا ان نكتسب حماية ضده عبر اللقاحات… اما اذا كان الافضل اخذ اللقاح الثالث حالياً او انتظار التعديل يقول البروفيسور ابي فاضل: “يجب ان لا ننتظر ابدا لان اللقاح يشكل مناعة ضد اجزاء من هذا الفيروس تخف فعاليته بعد 6 الى 8 اشهر، لذلك فإن العالم يتجه الى اعتماد اللقاح سنوياً لتحفيز المناعة بشكل مستمر وحسب دراسات الـCDC (central for decease control) فإن اللقاح يعطي مناعة اكثر من الاصابة بحد ذاتها لان التجاوب المناعي يختلف من شخص الى آخر.

ويضيف: “في اوائل انتشار كورونا والاصابة بالفيروس كانت التوصية بإجراء الطعم بعد ثلاثة اشهر لان الشخص يعتبر محمياً من اي اصابة جديدة باول تسعين يوما بعدها تخف هذه الحماية تدريجيا وبالتالي اوصت المنظمات الصحية في بداية حملات اللقاحات ان الاولوية لمن لم يصب بكورونا لمنحه مناعة مكتسبة من اللقاح لكن حاليا في الولايات المتحدة ودول العالم اصبح باستطاعة اي انسان ان يأخذ اللقاح بعد التهاب الكورونا بمدة قصيرة شرط ان لا يكون قد احتاج الى اجسام مضادة في العلاج monoclonal antibodies او بلاسما النقاهة convalescence plasma التي يتم اعتمادها في اول اعراض كورونا منعاً لتطور الاصابة فيدخل هذا العلاج بدم المريض ويحميه من الكورونا لمدة 90 يوما لذلك يجب ان ينتظروا هذه المدة حتى لا يؤثر هذا العلاج في فعالية اللقاح. وبحسب آخر الدراسات ايضا، فإن الجرعة الثالثة ترفع نسبة المناعة في الجسم ويمكن اخذها من لقاح مختلف وهذا ما يعرف بالـmixing match booster vaccine اي خلط الجرعات الثالثة من طعم مختلف وهذا الامر اثبت فعاليته ويترك للشخص الحرية باختيار نوع اللقاح الذي يريد تدعيم نفسه فيه بحسب توصيات الCDC … وفي ما خص العلاجات، فإن الـmolnupiravir لا يزال معتمداً بقوة بعد اخذه تصريح الطوارئ من FDA والذي يخفض بنسبة ثلاثين في المئة من خطر الاستشفاء والوفاة وممكن ان يساعد المريض في اول مراحل الاصابة بالاضافة الى المضادات الحيوية والبلاسما، اما المراحل المتقدمة فيصبح المريض بحاجة الى علاج الكورتيزون (dexamerhazone) الذي يعتبر الاكثر فعالية على التخفيف من وطأة المرض وينقذ حياة الاشخاص، علما ان هناك اشخاصا يتقدمون بهذا المرض على الرغم من هذا العلاج وينتهون على التنفس الاصطناعي ولا يزال هناك ادوية تستخدم في المستشفيات مثل الـremdisivir والـbaricitinib والـanti -inflammatoire.

ويختم البروفسور ابي فاضل بتقديم نصيحة الى لبنان بأن يرفعوا من نسبة التلقيح التي لا تزال برأيه متدنية فهي لم تتجاوز الـ35 في المئة والا فالمخاوف كبيرة جدا على لبنان في فصل الشتاء لئلا تخرج الامور عن نطاق السيطرة.

شارك المقال