المزيد من الأمطار ستُنهي شحّ المياه الكسروانية!

آية المصري
آية المصري

أزمة تلو الأخرى، فما يكاد المواطن اللبناني يخرج من مشاكله الحياتية والمعيشية حتى تخلق له أزمة جديدة، فإلى جانب انقطاع الكهرباء ومع أزمة المحروقات وارتفاع اسعارها وارتفاع سعر صرف الدولار، تأثرت قطاعات عدة وخلقت مشاكل لم تكن في الحسبان.

ومنذ شهر تقريباً، وأهالي منطقة كسروان يعانون شحاً في المياه، مما أجبرهم على طلب صهاريج المياه بشكل متواصل، فالمياه من الصعب غيابها عن المنازل لأنها العنصر الأهم في الحياة اليومية. من هنا جملة تساؤلات تُطرح، فما أسباب شح المياه؟ وهل هذه الأزمة ستستمر؟ وماذا عن الحلول؟ 

استمرار الأمطار سيُنهي الأزمة

وأكدت مصادر خاصة تابعة لمصلحة مياه “بيروت وجبل لبنان” أنه “في حال استمرار تساقط الأمطار لمدة 48 ساعة أخرى، ستعود الأوضاع الى طبيعتها وستنتهي الأزمة بشكل كامل، كما ستصبح هناك وفرة في المياه والسد سيعود ويكون في خدمة الجميع، والتواصل دائم مع مختلف المناطق اللبنانية”.

بالنسبة إلى سدّ شبروح، فأشارت المصادر إلى أنّ “الشح يكون لفترة شهر واحد (خلال تشرين الثاني إجمالاً) ونستبدل النقص في مياه شبروح بالمياه الجوفية، وهذا العام لم تتساقط الأمطار بالكمية المعتادة وبقي الوضع هكذا 8 أشهر (من شهر نيسان الماضي)، مما أثر سلباً، إضافة إلى أنّ المياه الجوفية التي نعتمد عليها بسبب عدم وجود الكهرباء ومادة المازوت ساهمت في تفاقم الأزمة بشكل أكبر لأن الآبار الجوفية بحاجة إلى كهرباء 24/24 أو إلى مازوت كافٍ لتعمل الآبار. وهذه العوامل الثلاثة؛ الشح في تساقط الأمطار وعدم وجود كهرباء وقلة مادة المازوت، ساهمت في خلق أزمة جديدة في كل أرجاء وسط منطقة كسروان وأعاليها”.

ولفتت المصادر إلى أنّ “هناك مناطق كانت تُزوّد بالمياه مرتين في الأسبوع بدلاً من 6 ساعات يومياً. واليوم، لدينا أمل في حال استمرار تساقط الأمطار بانتهاء المشكلة أواخر الأسبوع، وتعود التغذية إلى ساحل كسروان ووسطه وأعالي كسروان. ونحن نراهن على التحسن السريع، لكن الأزمة لن تبقى بهذه الحدّية التي شهدناها خلال الشهر الماضي ولم تعد كميات المياه الى تراجع ونقص، بل إلى وفرة”. 

موسم مختلف وغابت الأمطار!

وأوضح مختار منطقة كفرذبيان وسيم مهنا لموقع “لبنان الكبير” أنّ “كل كسروان تقريباً وقسماً من أعالي المتن الشمالي يرتوون من مياه سدّ شبروح التي توزعها مصلحة بيروت وجبل لبنان. هذا السدّ يتسع لـ9 ملايين متر مكعب بينها 8 ملايين تأتي من منطقة كفرذبيان من نبع اللبن الذي يغذّي سدّ شبروح بموسم الفيضانات تقريباً كل العام، نبع اللبن محوّل الى السد باستثناء الفترة الواقعة ما بين حزيران وأيلول. وخلال الأيام العادية تتساقط الأمطار في فصل الخريف أي مع بدء شهر أيلول وتبقى لشهر أيار تقريباً”.

ولفت مهنا إلى أنّ “هذا العام، كان الوضع مختلفاً ولم نشهد تساقط الأمطار كالسابق. ومنذ شهر نيسان، توقفت الأمطار وهذا الانقطاع انعكس سلباً، لأنّ المخزون في سدّ شبروح انتهى. وكنا نعتبر أنّ الوضع سيكون مختلفاً في أيلول وان الينابيع الشتوية ستبدأ ونحوّل نبع اللبن ويبقى السد ممتلئاً بالمياه، لكن الأوضاع كانت معاكسة مما أثّر سلباً في مخزون السد الذي يتغذّى طبيعياً من نبع اللبن ومن الينابيع الشتوية الموجودة داخله. وهذه الينابيع توقفت عن الإنتاج ونحن بحاجة إلى هطول أكبر كمية ممكنة من الأمطار بشكل متواصل ليعود السد ويمتلئ طبيعياً”.

وتابع: “خلال اليومين الماضيين تساقطت الأمطار ونتوقع أن تتحسن الأمور أكثر فأكثر في حال بقي تساقطها متواصلاً. والتواصل دائمٌ مع مصلحة مياه بيروت وجبل لبنان، وهم على علم بالموضوع ولديهم مسؤولون على الأرض، لكن في حال غياب المياه، لا يمكنهم القيام بشيء”.

من الواضح أنّ المواطن لم يعد يحتمل المزيد من الأزمات، ومن الواضح أنّ العدالة الإلهية ستنقذ هذا الشعب في القريب العاجل، فلتتساقط الأمطار ولتأتِ الخيرات فتفرج كل الأزمات ونرتاح.

شارك المقال