بائع الكعك في طرابلس… يدخل عالم الشهرة!

إسراء ديب
إسراء ديب

لا يخفي هيثم ضناوي، وهو بائع كعك في طرابلس سبب قيام جورج ديب وهو ناشط عبر منصّة “انستغرام” ومعروف باسم “دكتور فود”، بتصوير ونشر فيديو يتحدّث فيه عن “بخل” ضناوي في وضع الجبنة داخل الكعكة التي قد لا يزيد سعرها على 5 آلاف ليرة (وقد تصل إلى 7 آلاف ليرة في بسطات أخرى)، ممّا أثار موجة من الغضب وحملة واسعة تضامنت مع “العم” الذي واجه ديب بعفوية وتلقائية، قد لا يدركها “المتيّمون” بمرض إحداث الـ”ترند” أو “المزايدات” التي تزيد الطين بلة.

وتصدّرت ردود الفعل على الفيديو كما أسلوب “الدكتور” الذي كان لاذعًا، مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما منصّة “تويتر” التي طالب منها المتابعون إلغاء متابعة حساب ديب، أو القيام بالإبلاغ عن صفحته سعيًا إلى ضرب صاحب الحساب “بيدّ من حديد” قد تدفعه إلى الاعتذار ربما، أو إعلان ندمه على فعلته التي ارتكبت في وقتٍ يواجه فيه المواطنون جنون الأسعار والدولار وكلّ ما يمكن أن يُثقل كاهلهم. 

جورج والعناد!

لم يكتفِ ديب بالتعليقات السلبية التي رافقت الفيديو الذي نشره، بل عاد لينشر فيديو آخر عبر خاصّية “الستوري” ليتهكّم فيه على المتابعين، وليُؤكّد أمامهم أنّ حملتهم كانت سخيفة لأنّ عدد متابعيه قد ازداد بشكلٍ أكبر بعد نشر الفيديو والحملة.

لكن ما لا يدركه ديب الذي يملك حسابًا مرتبطا بالمأكولات وفيه ما يزيد عن 48 ألف متابع، أنّه بفيديو واحد قصير، تمكّن من نشر “كعكة” طرابلسية بسيطة دخلت عالم الشهرة بعد استهزاء وتنمّر طال صاحب البسطة والكعكة التي يأكل منها آلاف الطرابلسيين يوميًا مع كلّ من زار “الفيحاء” التي لم تكن يومًا إلّا مدينة مضيافة وكريمة مع كلّ من دخل إليها، بدءًا من ساحة النور (حيث يعمل ضناوي) والتي لا يمكن تجاوزها سيرًا أو بالسيارة، إلّا بعد شراء كعكة من البسطات المنتشرة في ساحة عرفت الكثير من الناس، لكنّها بالتأكيد لم تستقبل ولا تتقبّل يومًا كلّ متكبّر عنيد أساء لمواطن يسعى إلى مساعدة أهله وعائلته، وصولًا إلى كلّ منطقة وحيّ طرابلسيّ يرفض الإساءة التي تعرّض لها ضناوي. 

فرحة وغصّة

لم يكن يتوقّع “العم” أن يعود إلى بسطته كالمعتاد صباحًا في اليوم التالي، ليستقبله كلّ الناس والزبائن في الساحة بالأغاني والاحتفالات دعمًا له، ويقول لـ”لبنان الكبير”: “ردود فعل كلّ النّاس كانت رائعة ولم أكن أتوقعها لأنّني لم أخطئ بحقّه أبدًا، فالجميع استقبلني بالطبل والاحتفالات والأغاني التي شجعتني بعد كلّ ما تعرّضت له…”.

وبعد تداول بعض الأحاديث التي تشير إلى معرفته السابقة بجورج، يضيف ضنّاوي: “عندما صوّر الفيديو كانت المرّة الأولى أراه، لكن حين أراد تبرير فعلته قال أنّه يعرفني منذ 20 عامًا وهذا غير صحيح على الإطلاق، فأنا منذ 8 أعوام عملت على بسطة للكعك، لكن ومنذ 24 عامًا كنت أعمل في ساحة النور على بسطة للقهوة كنت قد قدّمتها لشقيقي ليعمل عليها”.

وعن ردّ فعله بعد الفيديو المتداول، يتابع: “فليسامحه الله، صحيح أنّ الأزمة الاقتصادية باتت صعبة وخانقة، لكن من المعروف أيضًا كيفية إعداد الكعكة الطرابلسية. أمّا ديب فبعد قيامه بطلب تحميص الكعكة جيّدًا، وبعد قيامه بالتحدّث كثيرًا خلال وضعها على النار، بدت أمام الجميع كأنّها ذائبة، فكان ردّ فعله سيئًا وجارحًا للغاية لأنّه أراد الانتقاد بلا رحمة، وسمح لنفسه بأن يكون ناصحًا بأسلوب غير لائق على الإطلاق، وفي كلّ الأحوال كانت ولا تزال هذه الكعكة لذيذة والحمدلله ازداد الإقبال على البسطة كثيرًا”.

شارك المقال