كورونا: هل تصدّر الهند متغيرات قاتلة للعالم؟

حسناء بو حرفوش

ما زال الوضع في الهند يحتل صدارة التغطيات العالمية مع استفحال الموجة الثانية من وباء كورونا والأعباء التي تثقل كاهل القطاع الصحي في البلاد. في ما يأتي قراءات من صحيفتي “وول ستريت جورنال” و”نيويورك تايمز” الأميركيتين حول التحذيرات من متغيرات جديدة وفتاكة بشكل محتمل للفيروس، ومحاولة الحكومة الهندية التعتيم على بعض المنشورات حول المستجدات بحجة عدم إثارة الرعب في صفوف الناس.

يحذّر تقرير لـ”وول ستريت جورنال”، من أن الهند “تختبر موجة كورونا الأكثر شراسة وفتكاً حتى الساعة، حيث ينتشر الفيروس كالنار في الهشيم. الأمر الذي يعزز القلق حول ظهور متحور جديد. وبحسب مدير مركز البيولوجيا الخلوية والجزيئية في حيدر أباد، راكيش ميشرا الذي يعمل على تسلسل الجينوم الفيروسي لعينات كورونا، يتمحور القلق بشكل رئيسي من ظهور المزيد من المتغيرات الأكثر فتكاً إذا تُرك كورونا دون رادع”. ويشارك ميشرا تخوّفه: “لا أريد حتى أن أتخيل ظهور متغير أكثر سوءًا وضرراً!”.

ويذكّر المقال بـ”الارتفاع المرعب للموجة الجديدة من الفيروس الذي ضرب أمة يزيد عدد سكانها عن 1.3 مليار نسمة بعد تخفيف القيود ودخول متغيرات جديدة محتملة على الساحة. الهند في قبضة موجة ضربت بسرعة وشراسة أكثر من أي وقت مضى منذ أكثر من عام. لقد أثقل كاهل المستشفيات الحكومية في نيودلهي والتي تعاني من نقص مزمن في التمويل حتى أصبح تأمين سرير في مستشفى خاص إنجازاً شبه مستحيل”.

أرض خصبة لمتغيرات تهدد العالم؟

“ويهدد تفشي الوباء الذي سجل أرقاماً قياسية، بحسب المقال، بتوسيع نطاق الوباء نفسه، ما يؤدي إلى ارتفاع الأعداد في جميع أنحاء العالم إلى مستويات عالية جديدة وخلق تجمع فيروسي هائل قد يشكل بذاته أرضًا خصبة لطفرات جديدة وخطيرة محتملة. ويتزامن الارتفاع المرعب في الأرقام بالهند مع انتشار المتغيرات شديدة العدوى الآن في جميع أنحاء العالم والتي من شأنها أن تضاعف المشكلة”.

“وقد حددت متغيرات جديدة للفيروس في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا والبرازيل، بالإضافة إلى متحور يرصد للمرة الأولى في الهند. ولا تبشر موجة فيروس كورونا في الهند بأي تراجع، مع تسجيل ارقام قياسية بشكل يومي لعدد الإصابات المؤكدة بين السكان، ولوحظ أعلى الأرقام يوم الخميس مع الإعلان عن أكثر من 314 ألف إصابة وهو عدد ينذر بأكبر قفزة للعدد في العالم في يوم واحد”.

الهند تأمر بإلغاء منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي

بدورها، سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية الضوء على قرار الهند ” إلغاء بعض المنشورات الهامة على مواقع التواصل الاحتماعي مع احتدام تفشي المرض. واستهدفت هذه الخطوة منصات “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام”، مثيرة جدلاً حول حرية التعبير، وسط أزمة سياسية وصحية عامة تعصف بالبلاد.

وفي المقال، “أمرت الحكومة الهندية “فيسبوك” و”إنستغرام” و”تويتر” بإزالة العشرات من المنشورات التي تنتقد طريقة تعاملها مع الوباء في ظل الموجة الثانية المدمرة التي تجتاح البلاد ونقص الأوكسجين الإضافي. ويتعلق الأمر بنحو 100 منشور تضمن انتقادات من سياسيين معارضين، ودعوات تطالب رئيس وزراء الهند ناريندرا دامودارداس مودي بالاستقالة. وتذرعت الحكومة بأن المنشورات قد تثير الذعر وبأن الصور قد تستخدم خارج سياقها، ما قد يعرقل الجهود المبذولة لمكافحة الوباء. وامتثلت الشركات المعنية للطلب الحكومي في الوقت الحالي، بشكل جزئي عن طريق إخفاء المنشورات على صفحات مستخدمي المواقع داخل الهند. وفي الماضي، أعادت الشركات نشر بعض المحتوى بعد التأكد من عدم مخالفته للقوانين”.

“ويتزامن هذا القرار، بحسب الصحيفة، مع تطور الأزمة الصحية في الهند إلى أزمة سياسية، ما يمهد لمزيد من الصراع بين منصات وسائل التواصل الاجتماعي الأميركية وحكومة مودي حول هوية من يقرر أو لا ما يصلح للنشر على الإنترنت”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً