الدولار يتحكّم بموسم التزلج… والمراكز في حيرة

تالا الحريري

مع أول عاصفة تضرب لبنان سرعان ما ترتدي الطبيعة غطاءها الأبيض، ذلك الغطاء الذي يجذب المغتربين والعرب والاجانب من مختلف أنحاء العالم، خصوصا هواة التزلج الذين يسارعون الى المنتجعات والفنادق والمطاعم ومراكز التزلج الموجودة في أعالي جبالنا. علما أن أبعد مركز تزلج لا يبعد أكثر من ساعة واحدة عن العاصمة، والسياحة تنشط في فصل الشتاء لكثرة مراكز التزلج وشهرتها لما تقدّمه من خدمات ورياضة وترفيه. فمن قال أنّ السياحة في فصل الصيف فقط؟ وفي حين كانت مراكز التزلج ومناطقها تعج بسكان لبنان في المواسم الماضية، إلا انها ستشهد هدوءاً تامّاً هذه السنة. فما وضع هذه المراكز وكيف ستكون الأسعار والدولار على تحليقه؟

سلامة: اتكالنا الأكبر على المغتربين والوافدين

يفيد رئيس بلدية كفرذبيان بسام سلامة لـ”لبنان الكبير” بأنّ “المنطقة أي كفرذبيان هي محرك السياحة الشتوية في لبنان، فهناك اقتصاد كبير يعمل من حولها، منها الأفران والفنادق ومراكز التزلج ومواقف السيارات وغيرها الكثير، حتى أنّها تشكّل عامل جذب للناس من الخارج، خاصّة الوافدين عبر مطار رفيق الحريري الدولي الذين يحتاجون الى 30-40 دقيقة فقط للوصول وممارسة الـSki”.

ويضيف: “كنّا قديماً وسنبقى المنطقة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتميز بالسياحة الشتوية والتزلج، لكن نظراً للظروف الاقتصادية أكيد هناك شريحة كبيرة من اللبنانيين ستتأثر، وستخف زياراتهم إلى المنطقة هذا الموسم وذلك بسبب غلاء المازوت والمواصلات”.

ويشير الى أن “اتكالنا الاكبر على المغتربين والوافدين من الخارج وعلى الناس الذين يملكون قدرة شرائية حتى يساعدوا طبقات أخرى، فهناك ناس بانتظار هذا الموسم حتى تعمل. ونحن بانتظار السيّاح بعد أن تهدأ الأوضاع. هذه السياحة تُنعش الاقتصاد لأنها ميزة لبنان خاصة في فصل الشتاء وفي هذه المنطقة”.

مقارنةً بأسعار السنة الماضية، يقول سلامة: “السنة الماضية لم نتأثر بارتفاع الدولار لأنّ مصاريف المازوت والمواصلات كانت لا تزال على سعر الـ1500 ليرة، ربّما زادت أسعار الـTickets قليلاً لكنّها بقيت ضمن المعقول. هذه السنة سترتفع الأسعار بالطبع ومن الممكن أن تصبح ما بين الـ400 و900 ألف ليرة حسب الموقع والمنطقة”.

بخصوص فيروس كورونا، يوضح سلامة: “السنة الماضية كانت الجائحة في عزّها وتم اتخاذ تدابير قاسية في المنطقة. نحن البلدية واللجنة الوطنية لإدارة الأزمة كنّا مراقبين. هذه السنة هناك أيضاً إصابات مرتفعة لكن اللقاح يحمي وبالطبع سنشدد التدابير الوقائية، لكن لن يكون الوضع بحجم خوف السنة الماضية. والهم الأكبر هو بالطبع الهم الاقتصادي، فالمشكلة الاقتصادية تلقي بكاهلها علينا بالنسبة للجرافات وتأمين المازوت وتأمين الطرقات للناس. وممكن أن نبادر الى تأمين باصات للناس حتى نخفف عبء المواصلات والزحمة”.

ويضيف: “هذه السنة السيئة ستدفعنا ربما لاتخاذ تدابير نوفّر فيها على المتزلجين، عبر التواصل مع الشركات التي قد تقدم عروضا حتى نسهّل على الناس. ومن الممكن أن تقدم وزارة السياحة Package بالتنسيق مع طيران الشرق الاوسط لتخفيض سعر بطاقات السفر للقادمين من الدول العربية والدول الأخرى”.

ويختم سلامة: “مبدئياً العمل السياحي في هذه الظروف هو عمل مقاوم، ونحن نعمل في أقسى ظروف اقتصادية مرّت على لبنان، لذلك المطلوب تضافر الجهود والمحافظة على استقرار سعر صرف الدولار حتى يثبت الاقتصاد ولا يتأثر بصعوده أو هبوطه. يجب ان يتم التنسيق بيننا وأن نشدد على المقومات القوية التي نملكها في لبنان ونستفيد منها حتى النهاية”.

كيروز: مراكز التزلج لن تفتح 7 أيام

من جهته، يقول رئيس بلدية بشرّي فريدي كيروز لـ”لبنان الكبير”: “جميع الشركات ما زالت غير قادرة على التسعير حتى الآن. فسعر المازوت يرتفع يوماً بعد يوم، وهناك توجّه لبعض مراكز التزلج أن لا تفتح 7 أيام في الأسبوع، ممكن أن تفتح نهاية الأسبوع فقط. واذا أجبرتهم الدولة على التسعير بالليرة اللبنانية، فهذه مشكلة أمّا اذا سمحت لهم وزارة السياحة بالتسعير بالدولار، فسيخف العبء عليهم”.

ويضيف: “بطبيعة الحال هناك خسائر كبيرة على اصحاب مراكز التزلج، فإذا كان هناك متزلج أو مئة سيتم تشغيل المولد الكهربائي في الحالتين، والمصروف والعبء هما عينهما. اليوم الوضع الاجتماعي والاقتصادي للناس صعب جدّاً، فحتى يصل المواطن الى مركز التزلج هو بحاجة الى 300-400 ألف بنزين، هذا غير سعر Ticket وإيجار الـSki”.

وعن المغتربين، يقول كيروز: “يا ريت يأتي المغتربون، نتمنى ان يأتوا حتى نعوّض الخسارة، فبالنسبة لهم الكلفة ستكون زهيدة لأنّهم يدفعون بالفريش دولار لكن على اللبناني ستكون عكس ذلك”.

ويختم كيروز: “في منطقة بشري مراكز التزلج ستقوم بمبادرة تجاه أهل المدينة، ولنرى اذا كنّا نستطيع الوصول الى حل ما حتى نشجّع الناس على التزلج”.

المصاريف ستكون أكبر من المداخيل

إدارة مركز Cedars Ski Resort-Arz أوضحت: “حتى اليوم ليس لدينا فكرة كيف سنسعّر، كنا نأخذ سابقاً 40$ في أيام نهاية الأسبوع (السبت-الأحد) أي 60 ألف ليرة لبنانية و30$ في أيام الأسبوع أي 45 ألف ليرة. أمّا اليوم اذا سعرّنا 40$ فلن يأتي أحد للتزلج. كل الاغراض نشتريها من الخارج وندفعها بالفريش دولار، لذلك لدينا مشكلة كبيرة في التسعير ولا يمكن أن نسعّر للمغترب على الدولار وللبناني على الليرة”.

ويستطرد: “حسب الدراسات التي قمنا بها بخصوص العمل ربحُنا يراوح ما بين 40 و50%، ولذلك نقوم بجهد حتى لا نكون خاسرين. اليوم نحن لا نريد أن نربح لكن لا نريد أن نخسر أيضاً ونصل الى الإقفال. حتى الآن ما زلنا نقول أنّنا سنفتح، لكن اذا واجهنا مشاكل عديدة سنعتذر، فالمصاريف ستكون أكبر من المداخيل”.

شارك المقال