الأعشاب بديل الدواء… والعطار “بي” الفقير!

آية المصري
آية المصري

“الحاجة أم الإختراع”، من يقرأها سيعتقد انها مجرد مقولة مكتوبة لكنها صارت شعار المرحلة بالنسبة للبناني. ففي ظل الغلاء المستشري ومع رفع الدعم عن الأدوية في الصيدليات، عاد المواطن إلى “دفاتره القديمة” لإيجاد بديل عن الدواء خاصة في ظل البرد القارس والعواصف المهيمنة على المناطق الجبلية كافة.

عدنا إلى زمن الأجداد والعطارين، فقبل تطور العصر وتقدم الانسان في المجال الطبي والإستشفائي كان الأهالي يستخدمون الأعشاب والنباتات لمداواة أنفسهم. واليوم نشهد عودة إلى اللطب العربي وإقبالا على هذا القطاع في منطقة بعلبك – الهرمل. فما واقع هذه المحلات اليوم؟ وما هي الأعشاب والنباتات التي تطلب بكثافة؟ وهل الأسعار ارتفعت عن السنوات السابقة؟

الطلب في تزايد مستمر

اعتبر احد العطارين في سوق بعلبك انه “مع بدء فصل الشتاء يزداد الطلب على معظم الاعشاب والنباتات، واهالي بعلبك يفضلون احتساء الشراب الدافئ والمفيد. لكن الوضع تبدل هذا العام بعد ظهور فيروس كورونا وبعد ازمة الدواء إذ تضاعف الطلب. الزهورات اصناف متعددة ونحن من نشكلها ومن نصنع الخلطة اذا صح التعبير، هناك خلطات للرشح واخرى للرئة وكل صنف محدد لمرض ما، فمثلا علبة الزهورات التي تصنع 30 ابريقا بات سعرها 35 الفا، والصنف الوطني غير المستورد لم يرتفع سعره بشكل كبير لكن نبتة البابونج المستوردة من مصر يُدفع سعرها بالدولار وبعدما كان سعر الوقية الفين ليرة صار سعرها اليوم 50 الفا”.

واشار الى ان “نبتة البابونج تعد الأغلى في علبة الزهورات، والباقي كالقصعين، الميرمية، الزوفا، اللوز… كلها متوفرة باللبناني. اما بالنسبة للشاي الاسود والاخضر مثلا فقد إنخفض الطلب عليهما نتيجة ارتباط سعرهما بالدولار الاميركي وليس بالليرة اللبنانية، والزبائن بحجة ارتفاع سعر الشاي يفضلون الزهورات هذا العام أكثر نتيجة سعره المنخفض من جهة، ونتيجة فوائده الصحية من جهة أخرى”.

عطار آخر في بعلبك، قال: “الاوضاع في تغير مستمر في كل القطاعات خاصة في ظل الغلاء المهيمن علينا، الحمد لله أوضاعنا ما زالت أفضل من غيرنا، رب ضارة نافعة فبعد أزمة إنقطاع الأدوية ورفع الدعم عنها باتت الزبائن تقصدنا أكثر من اي فترة سابقة. فالزهورات مطلوبة بشكل كثيف ونبيع في اليوم الواحد أكثر من أربعين كيسا نتيجة سعره المنخفض، كما اصبح الطلب على النباتات المستخدمة لمرض السكري كالحنظل وشلش الرباس في تزايد مستمر وسعرهما ما زال على اللبناني لأنه لا يتم إستيرادهما. اما زجاجات زيت اللوز، والورد وغيرهما المستخدمة للبشرة فبات سعر زجاجة الـ30 مل (ml) دولارا ونصف ولم نعد نشتري كميات كبيرة منها نتيجة انخفاض الطلب عليها ويقتصر الأمر على وجود زجاجة او إثنتين كل شهرين”. 

العطار الحل الأضمن والأوفر

وقالت ربّة المنزل سهام ان “اللجوء الى العطار الحل الأضمن والأفضل، إذ لم يعد بإستطاعتي دخول الصيدليات والمعيب ان الدواء سعره دخل السوق السوداء وبالتالي نخاف من المرض ونحاول قدر إستطاعتنا تناول وشرب الفيتامينات الطبيعية كي تزيد من مناعتنا الجسدية بحيث لا نلجأ الى الطبيب ولا الى غيره. كل أسبوع أقصد العطار وأشتري كمية من النباتات والأعشاب التي تفيد الجسم وتبعد عنا الرشح وغيره، في السابق كنا نشتري الزنجبيل الطبيعي وهذه العادة زالت مع ارتفاع سعره، ونلجأ الى أكياس الزهورات التي تضم العديد من الاصناف وسعرها لا يتجاوز 35 ألفا”.

وأشار حسين الى انه “يقصد هذه المحلات مع بداية كل شهر ويقوم بشراء كميات متعددة من النباتات المفيدة على مختلف الصعد. كما انه يقصد هذه المحلات لشراء نبتة الحنظل لوالده الذي يعاني من مرض السكري وكل هذه الأمور تساهم في تخفيف حدة الوطأة نوعا ما”.

اختلفت الأوضاع عن السابق وبات المواطن يخاف من المرض، ويلجأ الى كافة البدائل التي تساعده على تخفيف وطأته وتبعد عنه شر المرض وشر فواتير الدواء والمستشفيات.

شارك المقال