المكياج رهينة “الفريش دولار”… والأسعار صادمة!

آية المصري
آية المصري

أزمات ما بعدها أزمات، أسعار خيالية تضرب كافة القطاعات، وشعب عاجز عن تأمين كل ما يُطلب من الناحية المادية لكن يبقى “للضرورة أحكام”. ففي ظل الغلاء المستشري انعكست الأزمة الاقتصادية على قطاع أدوات التجميل وخبرائها، فبعدما كانت كل أسعار المستحضرات التجميلية مقبولة الى حد ما باتت اليوم تسعر على “الفريش دولار” ومن لا يملك الفريش لا يمكنه شراؤها. وفي حال وجود حفلة ما او زفاف او اي مناسبة إجتماعية تتطلب وضع المكياج، النساء ترفضن الحضور او تفضلن وضع المكياج بانفسهن. فلماذا لم تعد تلجأ النساء والفتيات الى خبراء التجميل؟ وهل الطلب عليهم في تراجع مستمر؟ وماذا عن المشاكل التي تعترض خبراء التجميل؟ وهل الاسعار ارتفعت بشكل هستيري؟ 

الأسعار منطقية جداً!

أكدت خبيرة التجميل فوزية مهدي انه “منذ بداية الأزمة الاقتصادية لم يكن لدي النية او القرار برفع الأسعار، وكانت الاسعار مناسبة لجميع فئات المجتمع وكان هدفي خدمة وتزيين جميع الفتيات والنساء، لكن في ظل الغلاء المستشري اضطررت إلى رفع الاسعار والذي يعمل ضمن مهنتنا يدرك جيدا انها منطقية الى حد كبير، وكل المستحضرات التجميلية بالفريش دولار. اضافة الى ان أسعار المستحضرات التابعة للشركات العالمية والمهمة تغيرت وارتفعت 4 أضعاف على اللبناني. وهناك مواد اسعارها اكثر بكثير من التسعيرة التي نطلبها فمثلا الرموش التي نضعها من النوعية المتوسطة تتجاوز الستين الفا”.

ولفتت مهدي الى ان “هناك فئة من الزبائن تتقبل التسعيرة الجديدة والنسبة الاكبر تعتبر الاسعار خيالية وغير منطقية، مع العلم اننا نعمل اليوم فقط لتأمين مبالغ نستطيع من خلالها شراء المستحضرات من جديد. في السابق كان الربح كبيرا لكن اليوم كل الربح الذي احصل عليه لا يكفيني لشراء بضاعة جديدة. شخصيا انا اعمل لانها هوايتي التي اعشقها ولدي شغف بابراز جمال اي فتاة تقصدني”.

وأضافت: “خلال فترة معينة كنت اخسر الكثير من المال خاصة مع التقلبات اليومية في السوق السوداء، مما دفعني الى الاتجاه نحو تسعيرة الفريش دولار كي اتمكن من مواكبة اسعار البضاعة وضمان عدم خسارتي المادية. نشتري الكثير من الماركات والنوعيات المهمة وغيرها فمثلا علبة الفاونديشن (Foundation) لا تستخدم لجميع الزبائن، فلكل بشرة نوع محدد ولون معين، وعندما نتبضع نشتري كميات كبيرة من المواد والمستحضرات. ناهيك عن المرطِّبات والكريم لتهيئة البشرة قبل وضع المكياج وسعر الكريم يبدأ من 40 دولارا ويصل الى 150 دولارا ولا يمكنني الاستغناء عنها لاننا بذلك نؤذي بشرة الفتاة”.

وختمت: “في السابق كنت املك فرصة اختيار نوعية مرطبات البشرة التي احبها والتي احب التعامل بها، لكن هذه الفرصة زالت لسببين، الاول لان الماركات والنوعيات لم تعد متوافرة كالسابق، وثانيا نتيجة ارتباطها بالدولار، وبذلك اصبح الاختيار متعلقا بالسعر المناسب. اما في المكياج فلم أخفف النوعية والجودة لان جودتها تعطيني النتيجة التي اريدها”. 

الطلب في تراجع مستمر

واعتبرت نسرين ان “الأوضاع في تغير مستمر نتيجة الانهيار الحاصل في البلد، ولم يعد بإمكاني العناية ببشرتي نتيجة الغلاء، فـ”سيروم” الوجه بالدولار أيضا. لكنني اعتبر انه من الطبيعي رفع الأسعار عند خبراء التجميل لاننا عاجزين عن شراء علبة بالدولار وهم يشترون كل البضاعة بواسطة الدولار، ناهيك عن المدة الزمنية التي تستغرق لوضع المكياج. من حقهم رفع اسعارهم وعلى العاجز أو غير المقتدر ألا يقصدهم”.

وبالنسبة لزينة قالت: “من الوقاحة طلب هذه الأسعار الخيالية، فخبراء التجميل بات الطمع مهيمنا عليهم. وعندما تطلب مكياجا بسيطا جدا وتدفع 500 الف ويبقى لمدة 4 ساعات هذا كفر، نعلم ان كل القطاعات تنهار يوما بعد يوم ونعلم ان الاسعار جميعها باتت بالدولار، لكن أيعقل 500 الف لوضع مستحضرات تجميل؟ كان لدي زفاف لأحد أقربائي وفضلت وضع كل شيء بنفسي وبهذا وفرت المبلغ”.

من الواضح ان تداعيات وإنعكاسات الأزمة الاقتصادية والمعيشية تهدد الجميع، المواطن على حق من جهة، وأصحاب المصالح لا يمكنها البيع والخسارة من جهة أخرى. والتكاليف تسعر وتباع على “الفريش دولار”، اللوم الأكبر على الجهات المعنية العاجزة عن مساعدة وتخفيف حدة الوطأة على شعبها.

شارك المقال