تخوف من استرازينكا…ما السبب؟

جنى غلاييني

لبنان في خضم جائحة كورونا. اللقاحات تجعله يرى بارقة أمل، بعدما عانى من وضع يرثى له. ومع المرحلة الأولى من عمليّة تلقّي المواطنين اللبنانيين لقاحات “فايزر” و”إسترازينكا” و”موديرنا”، انخفض عدّاد إصابات كورونا. وبالرغم من عدم توفّراللقاحات بكميّة كبيرة، هل سيضطر المواطن اللبناني أخذ جرعة واحدة فقط؟ وهل ما يشاع عن لقاح “إسترازنيكا” صحيح؟

   يقول رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي لموقع لبنان الكبير “إنّ خوف اللبنانيين من عدم وجود جرعة ثانية هو خوف غير مبرّر، لأنّ اللقاحات تأتي بشكل دوريّ كل أسبوع، أي أنّ كلّ شيء مدروس”. وفي السياق يوضّح ما إذا كان هناك ضرورة لجرعة ثالثة قائلاً: “إنّ المختبرات الأميركية (FDA )، (CDC)، وHDO)) تؤكّد ضرورة أخذ جرعة ثالثة حتى الآن، إذ يخضع هذا الاحتمال لدراسات تلك المختبرات، وهي تحدّد ما إذا كانت جرعتان من اللقاح كافية أم لا”.

   هناك نقص عالمي في اللّقاحات، إذ تقوم 10 دول غنية منها أميركا وأوروبا بأخذ 75% من اللقاحات، والـ25% المتبقّية توزّع على 190 دولة حول العالم، هذا ما سبّب نقصاً بكميات اللقاح الكافية لمعظم دول العالم. ويخمّن عراجي أنّ من شهر حزيران المقبل قد يستقبل لبنان شحنات لقاحات بعدد أكبر، وذلك نتيجة مشارفة الدول الغنية على انتهاء تلقيح سكّانها والإفراج عن الكميّات المتبقية.

 ويؤكّد الدكتور عراجي أنّ عمليّة التلقيح في لبنان تسير بشكل عادلٍ حتى الآن، ويؤكد حجز 7 ملايين و500 ألف جرعة من لقاح كورونا، لافتاً إلى أنّ لبنان يحتاج إلى 10 ملايين جرعة لتحقيق المناعة المجتمعيّة. مضيفاً أنّ القطاعات الخاصّة تقوم باستيراد اللقاحات. وفي السياق يفيد أنّ عملية التلقيح في لبنان قد تحتاج وقتاً، متوقّعاً انتهاءها مع نهاية العام الحالي.

   إنّ ظهور سلالة كورونا الهنديّة، تسبب حالة من الرّعب والقلق في أنحاء العالم، وخصوصاً في لبنان، إذ إن حدوده مفتوحة جواًّ وبحراً ومن الضروري اتخاذ التدابير اللازمة، وأشار عراجي إلى أن “هناك احتمالاً كبيراً بوصول السلالة الهندية إلى لبنان وانتشارها من جديد لنشهد ارتفاعاً مخيفاً في عدد الحالات المصابة بفيروس متحّور وشديد الخطورة، لذا يجب على المعنيين في مطار رفيق الحريري الدولي أخذ تدابير متشدّدة جداً، وكذلك في ما يخص الحدود البحريّة”.

      ويصف الدكتور عراجي مرحلة التلقيح بأنّها “بطيئة”، ويعزو السبب إلى الكمية القليلة من اللّقاحات التي تصل إلى لبنان، لافتًا إلى وجود بوادر ايجابيّة لشهري أيار وحزيران، وذلك بوصول حوالي 900 ألف جرعة من لقاح “فايزر” و 500 ألف جرعة من لقاح “استرازينكا”.

 وعن أمل عودة اللّبنانيين إلى حياتهم الطبيعيّة في صيف هذا العام، علّق عراجي بالقول: “يمكن العودة، لكن ضمن تدابير وقائيّة”. مشدّداً على ضرورة التباعد الاجتماعي.

    وفي سؤال عن وجود دراسات تشير الى أن مناعة البعض تجاه فيروس كورونا تعود الى نوعية فئة الدم، يجيب “لا تزال تلك الدراسات غير ثابتة حتى الآن”.

     وعما إذا كانت اللقاحات آمنة أم لا، يجيب عراجي: “هناك لقاحات آمنة مثل “فايزر” و”موديرنا”، ولم تظهر أي مضاعفات الى الآن، ما عدا ألم في الرأس وحرارة خفيفة، ووجع في الكتف”. ولكن لقاح “استرازينكا” و”جونسون” كانت لهما آثار جانبيّة كجلطات دمويّة خفيفة جداً بالنسبة لعدد كبير من الملقحين بهما، بيد أنّ لا وجود لتداعيات خطيرة من لقاح “استرازنيكا” أو غيره.

سمح قانون تنظيم الإستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا (211)، للقطاعات الخاصّة باستيراد اللّقاحات، وتحديداً اللّقاح الروسي “سبوتنيك”، ولفت عراجي إلى أنّه غير مسموح للصيدليّات حتى الآن بالتلقيح، إذ إن اللّقاح يجب أن يصل إلى لبنان بطريقة طبيّة ولوجستيّة. وفي المقابل حذّرت نقابة الصيادلة من محاولة أي صيدلية بيع أي لقاح مضاد للكورونا.

   وأشار عراجي إلى ضرورة فحص المناعة كل أسبوعين من بعد أخد الجرعة الثانية من لقاح كورونا، وذلك لمراقبة إلى أي مدى يمكن أن تدوم المناعة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً