ربطة الخبز تحلّق عالياً مجدّدا!

آية المصري
آية المصري

أزمات تلو الأخرى، الغلاء المستشري يزداد يوما بعد يوم والأسعار تتغير وفقا لسعر صرف الدولار في السوق السوداء. ومع ارتفاع الأسعار استغنى اللبناني عن الكثير من أصناف المأكولات، فغابت اللحوم البيضاء والحمراء عن سُفرة المواطن فيما دخلت الخضار السوق السوداء. إذا لا مفر من الإنهيارات خاصة في ظل تقاضي معظم أفراد الشعب رواتبه بالليرة اللبنانية. أسعار الخبز سجلت أيضا ارتفاعا مستمرا فيما حجم الربطة في تقلص مستمر، وبات المواطن يستيقظ كل أسبوع مع تغيير في الاسعار في القطاعات كافة.

وبعدما كانت ربطة الخبر متوافرة لجميع طبقات المجتمع ومعيلة للفقير دخلت البورصة وبات سعرها يتراوح ما بين 7 آلاف و8 آلاف ليرة. فهل باستطاعة اللبناني تحمل أعباء زيادة سعرها؟ خاصة بعدما تم تداول العديد من الاخبار عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عن ارتفاع سعر ربطة الخبز الاثنين المقبل وبلوغه عتبة 11 الف ليرة. وما رأي الجهات النقابية المختصة وأصحاب الأفران؟ وهل سيتمكن المواطن من شرائها الأسبوع المقبل؟

أشارت مصادر نقابية مطّلعة لموقع “لبنان الكبير” الى انه “من البديهي رفع سعر ربطة الخبز مجددا خلال الأسبوع المقبل خاصة مع الارتفاع الخيالي الذي نشهده في سعر صرف الدولار وبعد تخطيه عتبة 30 ألفا، وبالتالي كل هذا الارتفاع يؤدي الى ارتفاع اسعار المواد الأولية على جميع الأفران والمخابز”.

وحول المعلومات المتداولة عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المتعلقة ببلوغ سعر الربطة الواحدة 11 الف ليرة، أكدت هذه المصادر ان “هذا السعر مبالغ به وكل ما يقال وينشر ويذاع عار عن الصحة. وبالتالي ارتفاع سعر ربطة الخبز سنشهده الاسبوع المقبل لكن هذا الارتفاع لن يتعدى الالف ليرة”.

الأوضاع لم تعد تحتمل

واعتبر صاحب أفران ومخابز متعددة الفروع ان “الأوضاع لم تعد تحتمل نتيجة إرتباط كل القطاعات بالفريش دولار، وكل المواد الأولية مسعّرة وتدفع بالفريش اي نشتري كل شيء بالدولار ونبيعه بالليرة اللبنانية. وبالتالي هذا يعد خسارة، ولم يعد الربح هدفنا لكن الاستمرارية تبقى الأولوية خاصة اننا كأفران متواجدون في السوق اللبنانية منذ العديد من السنوات”.

وأضاف: “طبعا قلبنا على المواطن وخاصة ذوي الدخل المحدود، فبعدما كانت الربطة 1500 ليرة اصبحت اليوم 8 آلاف ليرة وهذا كفر، لكن كل هذا تتحمل مسؤوليته الجهات المعنية وليس نحن اصحاب المصالح. لدينا العديد من المبالغ التي ندفعها شهريا والمتعلقة باشتراك المولدات والآلات، برواتب العمال، وفي حال تعطل اي آلة لا يمكننا اصلاحها سوى بواسطة الفريش دولار. اذا الاعباء في تزايد مستمر علينا والذي يساعدنا هو تنوع الأصناف (كالكعك على مختلف انواعه، البرويش وخبزة جوز الهند، الخبز الافرنجي، الحلويات…) التي باستطاعتنا رفع اسعارها اكثر من ربطة الخبز لانها لا تُعد من الاساسيات بل نوعا من الكماليات والذي يريد شراءها يكون قادرا على ذلك”.

لم تعد لقمة الفقير

بالنسبة لأحمد الناطور في احد المباني، قال: “لم يعد بإمكاننا الإستمرار بالوتيرة عينها نتيجة الغلاء الذي نشهده يوميا، فالخبز والبطاطا كنا نعتبرهما سندنا اليومي وهذا السند غاب هذا العام. عائلتي مؤلفة من ثلاثة أولاد وزوجتي وأختها لا يمكنني وصف ما نعيشه من أزمات، راتبي مليون ليرة لا أدفع إيجار الغرفتين لكوني ناطور البناية لكنني بحاجة إلى ربطتي خبز كحد أدنى يوميا اي 500 الف ليرة شهريا فقط للخبز. فماذا عن المصاريف الاخرى؟ ألا يحق لاولادي الذهاب الى المدارس والتعلم؟ ألا يحق لنا تناول الدجاج مرة شهريا؟ نعم هذه جريمة في حقنا وفي حال ارتفع سعر ربطة الخبز مجددا فانا أمام كارثة حقيقية لا يمكنني تجاوزها”.

أما يوسف العامل في احد المتاجر فطرح العديد من التساؤلات: “أين الدولة والجهات المعنية؟ لماذا هم غير مكترثين بمن إنتخبهم؟ اين العدالة؟ ايعقل ان نعيش كل هذه الأزمات وما من معيل يقف الى جانبنا؟”.

واضاف يوسف: “لم أتخيل يوما ان اعيش كل هذه الأحداث، راتبي يصل الى مليوني ليرة ولدي عائلة صغيرة مؤلفة من زوجتي وولدي البالغ ست سنوات. في السابق، كنا نحتاج الى ربطتي خبز يوميا اي 90 ألفا شهريا، اما اليوم فأصبحنا ايضا نوفر الخبز ويقتصر الامر على ربطة خبز واحدة يومية اي 240 الف ليرة شهريا، وفي حال ارتفع سعر الربطة أكثر لا نعلم ما يمكننا فعله”.

اذا في ظل هذا الواقع المرير، هذه عينة صغيرة من معاناة الناس، لكن لنفترض ان هناك عائلة مؤلفة من 8 او 10 أفراد فكيف ستؤمن قوتها اليومي؟ وكيف ستؤمن الخبز اساس العيش؟

شارك المقال