أندية الـ”GYM” صامدة رغم الأزمة

نور فياض
نور فياض

الاندية الرياضية المعروفة بالـ”GYM” باتت ظاهرة لافتة ومنتشرة، فالأزمة الاقتصادية أثّرت سلبا في قطاعات كثيرة، لكنها بالمقابل أنعشت أخرى، إذ اصبحت هذه الاندية ملاذا للعديد من الشباب وتحوّلت من نظام رياضي يحافظ على رشاقة الجسد الى متنفس لتفريغ الطاقة السلبية والضغوط النفسية المكتسبة من متاعب الحياة وهمومها.

واكّد نجم منتخب لبنان لكرة السلة وصاحب نادي “champs” فادي الخطيب لـ”لبنان الكبير” أنه “على الرغم من الأزمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان الا أنّ غالبية الاندية لم تتأثر كثيرا بتراجع عدد الروّاد، فهي ما زالت تستقطب الرياضيين بوتيرة عالية (غالبيتهم من الجنسية اللبنانية فالأزمة أدت الى غياب العنصر الأجنبي) مع العلم انّ الاشتراك ارتفع قليلا لكنه ما زال مقبولا وهو 25 دولارا”.

ويشدد الخطيب على أن “كلفة الاشتراك تُستوفى من الزبائن بالعملة اللبنانية وليس بالدولار، فالأهم للنادي الاستمرارية وان ينشر الرياضة الصحيحة بين روّاده كافة وهو فقط من يتحمّل الخسائر وكلفة التصليحات والخراب التي قد يتعرّض لها، فراحة الرياضي لها دائما الأولوية”.

ويضيف الخطيب: “يلجأ المواطن الى الاندية لتفريغ الطاقة السلبية المكتسبة من الأزمات التي يعاني منها بسبب ما آلت اليه الأوضاع في البلد، لكنه البعض قد يكون حمّل بعض التطبيقات الرياضية على الهاتف لمتابعة نشاطه بسبب عدم قدرته على الاشتراك بالاندية”.

جنوبا، يقول احد اصحاب الاندية الرياضية في مدينة صور انّ “الإقبال اصبح محصورا بذوي الطبقة الميسورة، فلا قدرة للطبقة المتوسطة او الفقيرة على الاشتراك بالنادي الذي تبلغ كلفته مليون ليرة الآن”. ويشير الى انّ هذا المبلغ سيتحوّل الى الدولار قريبا، ليتماشى مع متطلبات وأجهزة النادي التي تُشترى بالعملة الصعبة. ويؤكد ان “الازمة الاقتصادية تغلّبت على وباء كورونا الذي على الرغم من انتشاره السريع الا ان النادي كان حريصا على سلامة الرياضيين من خلال التدابير الوقائية التي لا يزال يطبّقها من حيث التعقيم اليومي ومنع استعمال مناشف الغير، فكل شخص مجبر على إحضار منشفته الخاصة، فالوضع الاقتصادي الذي يعصف بلبنان حرم الفقير من ممارسة الرياضة والحفاظ على جسمه وصحته. ولا يستبعد ان يكون الفقير قد حمّل على هاتفه التطبيقات الرياضية لمتابعة نظامه ونشاطه والحفاظ على ما اكتسبه خلال ارتياده النادي”.

تختلف الأسعار من نادٍ الى آخر، فعلى عكس الغلاء الذي تشهده مدينة صور، يؤكد مالك نادي “ار اند ار فيتنيس” عصام سكّر لـ”لبنان الكبير” ان “الاسعار في النادي في بلدة انصار قضاء النبطية وحتى في الاندية المجاورة، ارتفعت نسبة للقطاعات الأخرى، فالاشتراك لديه صحيح انه بالدولار، لكن تبلغ قيمته ١٠ دولارات فقط على مدى 26 يوما اي ما يساوي غذاء لشخصين في يوم واحد”.

ويضيف: “روّاد النادي من مختلف الطبقات الاجتماعية فعلى الرغم من الازمة الاقتصادية الا انهم يفضّلون ارتياد النادي نظرا لوجود مدرب يتابع عملهم ويرشدهم إلى كيفية تطبيق الحركات الرياضية واستعمال الآلات، كما انه يستبعد ان يستبدل الناس النادي بتطبيقات الهاتف”.

في السياق عينه، تقول مايا لـ”لبنان الكبير”: “لجأت الى الطبيعة حيث امارس رياضة المشي والركض والهايكينغ التي تنعش الروح والجسد في آن واحد. وباتت ممارسة الرياضة في الطبيعة روتينا يوميا يريحها من زحمة السير والضجيج وصخب الحياة وتعلّق الانسان بأرضه وطبيعة بلده”.

الاندية تمنح روادها الصحة والرشاقة والقدرة على استعادة الصفاء الذهني والوصول لأقصى درجات اللياقة والصحة. كما أنها تلعب دورا هاما في استرخاء عضلات الجسم من خلال توفير مجموعة من الخدمات والأنشطة، وهناك اندية عديدة تتلاءم مع ميزانية كل شخص منا وهناك اندية اشتراكاتها تفوق الخيال وفي النهاية بإمكان كل شخص اختيار ما يناسبه.

العقل السليم في الجسم السليم ستبقى هذه العبارة صالحة بشكل دائم، لذلك يجب تطبيقها والاستفادة من هذه الفرصة ومن هذا القطاع قبل ان يتأثّر كليّا بالأزمة وتصبح الرياضة في النادي من المستحيلات.

شارك المقال