توب شيف “السعودي” بطله “لبناني”!

آية المصري
آية المصري

تحديات ومغامرات حماسية ومنافسات إستثنائية نشهدها ضمن فقرات برنامج “توب شيف العالم العربي”، الذي يشارك فيه الطهاة الأكثر مهارة من مختلف البلدان العربية يتنافسون فيما بينهم ليتوّج المشترك الأقوى بلقب “توب شيف العالم العربي”، وكل هذه المراحل والصعوبات أمام لجنة تحكيم مؤلفة من أهم وأشهر الطهاة.

ومن البديهي في كل موسم مشاركة شيف لبناني الجنسية مرشح دائما لبلوغ مرحلة النهائيات حسب براعته في الطهي، لكن الملفت هذا العام وصول المشاركيْن باتريك مرعب وشربل حايك الى النهائيات. وهذه المرة الأولى في تاريخ البرنامج يتنافس لبنانيان فيما بينهما، والأجمل هذا العام كان فوز الشيف شربل حايك بهذا اللقب على الرغم من كل الأزمات والإنهيارت التي يعيشها لبنان وشعبه يوميا.

ويبقى الملفت في برنامج توب شيف عدم التمييز والتفرقة بين جنسيات المتسابقين، فالأجدر يفوز باللقب، وكل هذا تم برهنته عندما فاز حايك بلقب هذا العام في ظل تردي الأوضاع والعلاقة المتوترة مع دول الخليج وخصوصا المملكة العربية السعودية.

فما رأي الطهاة بهذه التجربة؟ وماذا عن التحديات التي خاضوها؟ والى من يهدى هذا الفوز؟ وماذا عن مشاريعهم وخططهم المستقبلية؟

حايك: إستطعت تحقيق حلم الطفولة

وقال الفائز ضمن برنامج “Top Chef العالم العربي” بموسمه الخامس الشيف شربل حايك لموقع “لبنان الكبير”: “خبرة توب شيف من أفضل وأجمل الخبرات التي خضتها في حياتي وهذه الفرصة تأتي مرة واحدة في الحياة والحمد لله إستطعت الإستفادة منها جيّدا. هذا النوع من البرامج هو حلم تحقق بالنسبة لي منذ الطفولة، كنت أحلم بالمشاركة واستطعت تحقيق هذا الحلم وفزت حتى باللقب. بالنسبة لهذا الموسم فكان مليئا بالمغامرات والتحديات الصعبة كالطبخ في الصحراء بفضلات الطعام وغيرها…”.

وأضاف حايك: “مشوار مميز خضته هذا العام وكنت في أكثر التحديات الأفضل. أما المتنافسين في البرنامج فكانوا في غاية القوة وهذا العام يعد من أقوى المواسم، وإستطعنا الشيف باتريك مرعب وأنا اللبنانيي الجنسية الوصول الى النهائيات وهذا الحدث لم يحصل في تاريخ توب شيف، وللمرة الأولى لبنانيان يصلان الى هذه المرحلة. كنا نشعر انا والشيف مرعب بأن واحدا منا سيربح هذه الجائزة وسيرفع إسم لبنان عالياً”.

وختم حايك: “بطبيعة الأمر أهدي هذا الفوز لبلدي الحبيب لبنان، خاصة في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يمر بها، صحيح انني خارج البلد لكن عائلتي موجودة في لبنان وأعلم جيدا الأوجاع والإنهيارات التي يعيشها اي مواطن. وكان من الضروري فوز لبناني بهذه الجائزة كي يُفرح قلوب اللبنانيين قليلا والحمد لله على هذه النعمة”.

الشيف شربل حايك
الشيف شربل حايك قبل النتيجة وبعد فوزه في توب شيف

مرعب: رسالتنا إهداء الفوز لوطننا الحبيب

اللبناني الآخر الذي وصل الى المرحلة النهائية الشيف باتريك مرعب اعتبر ان “هذا الموسم الأول الذي يشهد تأهل لبنانيين الى النهائي، وهذه التجربة تُعد الأجمل والأصعب خلال مسيرتي كلها، وكان إثبات النفس سيّد الموقف، خاصة في ظل تواجد العديد من المتنافسين الذين يملكون أهم الخبرات في سوق العمل”. وأضاف: “كنا انا والشيف شربل حايك من أصغر المتسابقين عمرا، ورسالتنا كانت تحقيق فوز نهديه للبنان وشعبه في ظل كل ما نشهده من إنهيارات وتوتر وقلق يسيطر على الشباب. كما حاولنا إثبات أننا نملك الخبرات الكافية التي تؤهلنا للربح وإظهار مدى براعة لبنان وموهبة شبابه”.

وختم مرعب: “جميل جداً المنافسة بيني وبين الشيف حايك وكنا ندعم ونستشير بعضنا بإستمرار لان الهدف المرجو وصول وفوز أي شخص منا. خضنا تجربة عبارة عن ثلاثة أشهر بلا تواصل مع ذوينا، لم نكن نملك اي مادة تسمح لنا بالتواصل مع العالم الخارجي، والضغط كان مهيمنا علينا بشكل متواصل. لا أعتبر نفسي خاسرا لأنني ربحت كثيرا بوصولي الى النهائيات وأهدي هذا الفوز لباتريك نفسه ولكل شاب وفتاة غير متفائلين ويعتبران ان الطريق مغلق أمامهما. وحالياً سأساعد اي شخص يملك هدفا ومشروعا يعمل عليه وقمت بتأسيس شركة في لبنان تعنى بالمأكولات والمشروبات وسنكون متواجدين على مستوى الدول العربية”.

الشيف باتريك مرعب

من الواضح قوة وبراعة شبابنا فليست المرة الأولى يثبتون مهاراتهم خارج بلادهم، لكن المحزن عدم تقدير هذه الفئة وعدم إعطائها حقها وعدم تسليط الضوء عليها. فبدلا من شتيمة المملكة العربية السعودية يرجى منكم تقديرها لأنها تهتم بطموحات شبابنا أكثر من السلطة الفاسدة التي تحكمنا، فليتوقف محور الممانعة وتابعوه عن تدمير العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة.

شارك المقال