مراكز جرف الثلوج والبلديات تواجه “ياسمين”!

آية المصري
آية المصري

في ظل كل الأزمات المهيمنة على المواطن، أتت العاصفة الثلجية “ياسمين” لتزيح الهموم وتنشر الأمل في نفوس الجميع. لن تتوقف الأزمات في القريب العاجل كما يحكى لكن هذه العاصفة تريح القلب والنظر مما يساهم في تخفيف وطأة المشاكل، لكن يبقى الوضع الأصعب لدى المحتاج العاجز عن تأمين المستلزمات الضرورية للتدفئة والتغذية.

وأمام هذه العاصفة الغريبة من نوعها نتيجة قوتها وإنتشارها في كافة أرجاء المناطق اللبنانية، والتي وصفها أغلبية الشعب والمعنيين بأحوال الطقس أنها من أصعب العواصف التي مر بها لبنان بعد طول غياب، إذ شاهدنا في اليومين السابقين الثلوج تتساقط في المناطق الساحلية حيث لامست منطقة جونية وجبيل.

فما حال الطرقات في ظل هذا المنخفض الجوي؟ وهل تستطيع مراكز الجرف القيام بعملها؟ وهل الإمكانية متوافرة كالسابق؟ خاصة بعدما شهدنا إقفال طرقات عديدة نتيجة “ياسمين” ومن بينها اوتوستراد رياق وضهر البيدر والمناطق الكسروانية. وماذا عن المواد الأولية المستخدمة لتذويب الثلوج؟ 

كل الآليات والجرافات تقوم بعملها اللازم

أشارت مصادر مطلعة من وزارة الأشغال العامة والنقل لموقع “لبنان الكبير” الى ان “كل الجرافات والآليات على كامل الأراضي اللبنانية تقوم بعملها لترفع الثلوج وتفتح الطرقات مجددا. لكن في الوقت عينه نناشد المواطنين عدم التنقل بين القرى الجبلية الا للضرورة القصوى كي لا يتم عرقلة عمل الجرافات، ونناشد الآليات التابعة للبلديات بإنجاز عملها ضمن نطاق صلاحيتها مع الآليات التابعة لوزارة الأشغال العامة والنقل. التكامل ضروري كي تمر هذه العاصفة بأقل أضرار ممكنة”.

وشددت هذه المصادر على انه “من الضروري عدم تنقل المواطنين والذهاب من الطرقات البديلة، والذي يحدث انه عند اغلاق لطريق ضهر البيدر بسبب تراكم الثلوج مثلا يتوجهون الى الطرقات الأخرى ومن بينها (البقاع الغربي) وعندما يصلون الى منتصف الطريق يستنتجون ايضا انها مغلقة مما يساهم في خلق العديد من الأضرار، فمن جهة الفرق المتواجدة مهمتها فتح الطريق ومن جهة اخرى إنقاذ العالقين على الطرقات”.

وتابعت هذه المصادر: “كل المواد الأولية كالملح تم تأمينها لكل المراكز وهناك سلف جديدة من الملح المخصص لتذويب الثلوج ستوزع مجددا بين كافة المناطق اللبنانية، والأمور كلها تحت السيطرة لغاية هذه اللحظة”.

الجاهزية ليست تامة لكن العمل متواصل!

ولفتت مصادر خاصة من بلدية دورس البقاعية الى ان “هذه العاصفة تُعد من أقوى العواصف التي شهدناها خلال السنوات السابقة، تم التحذير كثيرا منها لكن لم نكن نتخيله أنها ستكون بهذه الشدة والقساوة. طبعا منذ الصباح الباكر شهد أهالي منطقة دورس تواجد الجرافات التي تمكنت من إعادة فتح جميع الطرقات والأحياء خاصة. مع العلم أن أغلبية أهالي هذه المناطق يملكون سيارات مجهزة وليست صغيرة لكن مع كل هذا العاصفة أغلقت جميع الطرقات، لسنا بحاجة الى رشّ الملح على الطرقات صباحا وسنكتفي برشه بعد ظهر اليوم كي لا يتأثر الأهالي كثيرا. أما عن الجاهزية فليست سيئة هذا العام لكنها ليست الأفضل، لكن نشكر الله أننا قادرون على القيام بواجباتنا”.

أما بالنسبة لأوضاع المناطق الكسروانية، فأكد رئيس مركز جرف الثلوج في فاريا طوني زغيب ان “الجاهزية مقبولة الى حد ما ليست كالسنوات السابقة طبعا بسبب الأوضاع والأزمات، والدولة والجهات المعنية تعمل قدر إستطاعتها لتأمين كل المستلزمات الضرورية والأولية. اما الجرافات فهي تحتاج الى المازوت والملح وهناك مبادرات شخصية وفردية تقدم من عدّة جهات، كنواب المنطقة او أشخاص مقتدرين يؤمنون للمركز المازوت اللازم وكل هذا يساعدنا على الاستمرار بالعمل”.

وختم زغيب: “على أمل إنحسار هذه العاصفة قريبا وعدم إستمرارها كثيرا، لان السكان لن يتحملوا هذه الأوضاع أكثر خاصة مع الكمية الهائلة من الثلوج المتساقطة. والمطلوب من المواطنين توخي الحذر والإنتباه، والذي لا يملك شيئا في المناطق الجبلية الافضل ألا يتجه صوبها لانه هذا ليس وقتا للعب على الثلج وليس لتجربة السيارات، فلتمر هذه العاصفة بسلام وبعد مرور ثلاثة ايام أهلا وسهلا بالجميع”.

يبدو ان العاصفة “ياسمين” لم ترعب الشعب كثيرا مثل “هبة” لكنها أتت أقوى بكثير، ويبدو أنها قليلة الكلام وكثيرة الفعل على عكس دولتنا الكريمة. اما بالنسبة للمواطن فليلتزم منزله أثناء العواصف الثلجية لان البلديات والجهات المعنية لم تعد تحتمل المزيد من الضغوط. وعن الصور الثلجية فيمكنكم أخذها أمام منازلكم وشرفاتكم مباشرة ولا تعرضوا حياتكم وحياة الآخرين للخطر مجددا.

شارك المقال