الثلوج أنهكت المزارع وحطمت رزقه… فهل من تعويض؟ّ!

آية المصري
آية المصري

لا تنتهي الأزمات لدى القطاعات الإنتاجية اليومية، وما يكاد المزراع ينتهي من أزمة حتى تبدأ الأخرى. من الواضح تراجع القطاع الزراعي في الآونة الأخيرة نتيجة سوء العلاقات مع دول الخليج من ناحية، ونتيجة الغلاء المستشري والأوضاع المهيمنة في البلد من ناحية أخرى.

وفي ظل المنخفض الجوي الأخير الذي شهدناه وفي ظل تدنّي درجات الحرارة في مختلف المناطق اللبنانية، لم يعد المزارع يرغب بالمزيد من العواصف الثلجية على الرغم من إيجابياتها وخيرها للأرض والزراعة. ومن الواضح ان العاصفة “ياسمين” أربكت كثيرا المزارعين وألحقت بهم الكثير من الاضرار، وكان لمزارعي البقاع صرخة فريدة من نوعها نتيجة الكوارث والأذى في منتجاتهم الزراعية وتحطم الخيم البلاستيكية.

من هنا جملة من التساؤلات تطرح: كم بلغت نسبة وحجم الأضرار لدى المزارعين؟ وهل خسر المزارع موسمه وكل ما يملك؟ ماذا عن الإجراءات المتبعة من الجهات المعنية؟ وهل وزارة الزراعة تتحرك في هذا الصدد؟

بإنتظار قرار مجلس الوزراء!

أكدت مصادر مطلعة في وزارة الزراعة لموقع “لبنان الكبير” ان “الوزير عباس الحاج حسن يتابع الأضرار التي لحقت بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية في جميع المحافظات ولا سيما في الخيم البلاستيكية التي تضررت جراء العاصفة الثلجية التي شهدها لبنان. كما تواصل الوزير الحاج حسن مع رئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير وهو بصدد إصدار قرار من مجلس الوزراء لتكليف الهيئة متابعة الملف والكشف على الأضرار وتعويض المتضررين الزراعيين. 

شومان: المزراع عاجز عن تحمل الأعباء

وأشار الأمين العام للعلاقات العامة لإتحاد النقابات الزراعية علي شومان الى ان “المزارع عاجز عن تحمل المزيد من الأعباء، وهذه الخيم البلاستيكية نملكها عندما كان سعر صرف الدولار 1500 ليرة واليوم في ظل الأوضاع الكارثية لا قدرة لدينا على إعادة الشراء والتركيب من جديد للخيم. إضافة الى الغلاء المستشري وما نتج عنه من ارتفاع أسعار الأسمدة والبذور والمحروقات… وفي الوقت عينه ما زال الشعب يتساءل عن إرتفاع أسعار الخضار والفاكهة، وكل هذه الأوضاع التي وصلنا إليها اليوم كنت قد حذرت منها قبل عدّة أشهر”.

وأضاف شومان: “في حال عدم دعم القطاع الزراعي نحن ذاهبون لفقدان العديد والعديد من أصناف الخضار والفاكهة، والأضرار الناتجة جراء العاصفة الأخيرة في البقاع تقدر بحوالي مليون دولار. اما وزارة الزراعة فنحن جزء أساسي ورئيسي منها ولا نريد تحميلها المزيد من الأعباء لانها لا تملك القدرة على الوقوف الى جانب المزارعين من الناحية المادية، لذا أناشد المنظمات الدولية واخواننا العرب مساعدتنا والوقوف معنا لتخطي هذه الأزمات”.

الترشيشي: أسعار بعض المنتجات سترتفع

وشدد رئيس تجمع الفلاحين في البقاع إبراهيم الترشيشي على ان “الخيم البلاستكية تضررت نتيجة البرد القارس، اما على الساحل فمن المؤكد ان هناك خيما بلاستكية “احترقت” من الصقيع وتدنّي درجات الحرارة، مما ساهم في القضاء على قسم كبير من الإنتاج الزراعي، إضافة الى الأشجار المعمرة والتي لحقها الكثير من الأضرار وهذا أمر طبيعي. اما حجم ونسبة الأضرار فلا يمكننا تحديدهما حاليا بانتظار الإنتهاء بشكل نهائي من العاصفة لاننا ما زلنا معرضين لدرجات حرارة متدنية جدا مما يزيد الطين بلة. وبالتأكيد كل هذا يؤدي الى انخفاض الانتاج والعرض في الأسواق وسيرتفع الطلب والأسعار على بعض المنتجات كالخيار والكوسى والبندورة لان قطفها يومي”.

ولفت الترشيشي الى ان “العواصف كلها ينتج عنها العديد من الأضرار لكن في الوقت عينه لا يمكننا تناسي الجزء الإيجابي منها، وكما يقول المثل “كانون فحل الشتاء” اي العاصفة لا تتعدى علينا وتأتي بوقتها المناسب. مما يؤثر إيجابيا على عدّة صعد من ناحية معدلات الأمطار السنوية، وكثافة الثلوج التي تقضي على فأر الحقول المنتشر في السنوات الأخيرة بشكل كبير والذي يقضي على قسم كبير من المزروعات، ولا يجب ان نراه في الحقول مجددا قبل ثلاث او اربع سنوات. كما ان الصقيع يقضي على الكثير من الأمراض الفطرية ويسمح للأشجار المثمرة بان تمر بفترة من الركود الطبيعي والاستراحة في هذا الفصل”.

يبدو ان قدر المزارع تحمل أزمات وإنهيارات هذا البلد، والأوضاع تزداد سوءا في ظل ما نعيشه يوميا، فيما مجلس الوزراء منهمك في إنجاز العديد من المقررات بعدما تعطل لعدة أشهر. فهل من جرعة أمل للمزارع في القريب العاجل؟!

شارك المقال