رئيس بلدية بشري: طرابلس رئتنا و”يروحوا يخيطوا بغير هالمسلّة”!

إسراء ديب
إسراء ديب

إعتاد أهالي طرابلس والشمال زيارة أرز بشري سنوياً، بهدف التسلية بين الثلوج المتراكمة في هذه الغابة السياحية المعروفة باستقطابها لكلّ المواطنين المتوجهين إليها بالحافلات والسيارات يومياً، لكن ما حدث مع بعض المواطنين منذ ساعات قبل وصولهم إلى منطقة الأرز، أدخلهم في موجة من “الأخذ والرد”، إذ فوجئوا ببث مباشر من صفحات افتراضية طرابلسية تُشير إلى منع بعض الحافلات من التوجه إلى المنطقة إلّا بسيارات من البلدية لقاء 20 ألف ليرة لبنانية.

وبعد انتشار هذا الخبر، عبّر الكثير من الشماليين عن غضبهم من إجراءات رأوها “مجحفة” وتلتزم باعتبارات سياسية تمنع الطرابلسيين من الوصول إلى هذه المنطقة، فيما لام آخرون كلّ الذين اتجهوا إلى الأرز، معتبرين أنّه كان عليهم زيارة غابات عكّار ومناطقها الثلجية التي تُقدّم لهم هذه الطبيعة مجاناً وقد تكون أقرب إليهم لجعلها أولوية بدلاً من الاتجاه إلى أرز بشري، أمّا البعض الآخر فرأى أنّ ما يقوم به بعض القائمين على الصفحات الإعلامية ليس إلّا “فيلم هندي” للتهويل وإثارة المزيد من الجدل لأهداف عدّة.

وبعد هذا الجدل الكبير الذي دار بين الجهتين، أصدرت بلدية بشري بياناً نفت فيه ما رأت أنّه حملة “مبرمجة تقوم بها بعض وسائل الإعلام عن سابق تصوّر وتصميم، عبر محاولة التصوير أنّ البلدية تقطع الطريق أمام المتوجهين إلى منطقة الأرز”.

كما أوضحت أنّ “منع الباصات غير المجهزة من التوجه إلى الأرز قبل الساعة 11.30، تدبير درجت البلدية عليه منذ أكثر من 20 عاماً، منعاً لانزلاق الباصات وحفاظاً على السلامة العامّة والمرورية، وتسهيلاً لوصول جميع المواطنين من دون استثناء إلى منطقة الأرز بسلامة”.

وحسب المعطيات فإنّ هذه الإجراءات المرورية لم تُتخذ في بشري فحسب، بل هي موجودة في مناطق أخرى أيضاً مثل فاريا. ولمعرفة المزيد من التفاصيل بعد هذه الأجواء التي عكّرت صفو المواطنين من الجهتين، تواصل “لبنان الكبير” مع رئيس بلدية بشرّي فريدي كيروز لتوضيح هذه الحادثة.

نرحب بكلّ سائح

بعد بيان بلدية بشري، استمرّت التعليقات والإدانة لرؤية البث المباشر الذي نشرته هذه الصفحات، وهو ما اعتبره رئيس البلدية هجوماً غير منطقيّ ولا يتعدّى كونه مجرّد شائعات مغرضة، لا سيما وأنّ البلدية كانت تعتمد هذا الإجراء منذ أعوام مع الجميع من دون استثناء، متسائلاً عن السبب الذي يدفع بعض المواقع إلى فتح هذا الملف حالياً بخاصّة يوم الأحد المعروف باكتظاظ عدد السياح فيه.

وقال كيروز لـ “لبنان الكبير”: “أصدرت هذه التعاميم منذ أعوام ونشرت عبر صفحتنا وهي تُشير إلى أنّه عندما يكون الجليد موجوداً نمنع صعود السيارات أو الحافلات غير المجهزة بسلاسل حديدية إلّا بعد الساعة 11.30 تقريباً، وذلك حفاظاً على سلامة المرور وسلامتهم، ويُمكن لمن منع وصوله إلى الأرز التوجه بباصات أو سيارات مجهزة وهي إجراءات تتخذ بالتنسيق مع القوى الأمنية، إذ نضع ثلاثة حواجز لمنع الفوضى عموماً: الحاجز الأوّل في أوّل الأرز، الحاجز الثاني في آخر الأرز، والثالث في شارع ببشري حيث تقف هذه الحافلات، أمّا ابتداء من شهر آذار تقريباً حيث لا جليد فنسمح لهم بالمرور كالعادة”. وأكد أنّه منذ الساعة 11:15 قبل الظهر فتحت الطريق أمام الحافلات للاتجاه إلى المنطقة.

وإذ نفى طلب البلدية مبلغ 20 ألف ليرة لإيصالهم، لفت إلى احتمال طلب أيّ شركة خاصّة لهذا العرض، لكن لا علاقة للبلدية بهذا الأمر الذي لا تتدخل فيه.

أضاف: “استغربت من أحد المقاطع المصوّرة التي ادّعى فيها مراسل أنّها من الضيعة وهي ليست كذلك، ويقول انّ شرطة البلدية قد تعرّضت لهم، والمشكلة أنّ أياً منهم لم يتواصل معها، ولم يُكلّف أيّ مراسل منهم نفسه ليتواصل معي وأنا موجود في مكتبي في شارع جبران ما دفعنا إلى إصدار بيان توضيحي مصغر”. واعتبر أنّ “السبق الصحافي الذي يُحرّك الغرائز المناطقية غير مفيد على الإطلاق، فأهالي طرابلس وبشري أخوة ونحن نعتمد في سياحتنا عليهم والزيارات بيننا مشتركة ومستمرّة، وبالتالي إنّ من يدّعي أنّنا منعنا أهالي الفيحاء من المرور لاعتبارات عدّة، لا دقة في حديثه لأنّنا أساساً لا نعرف من يتجه إلينا ومن أيّ منطقة جاء ومن أيّ طرف سياسي ولا تمييز لدينا في هذا الموضوع، لكنّ الحقيقة أنّ طرابلس هي رئة بشري وهم (ملّاكون) في منطقتنا، وفي زيارات دائمة إلينا، ويدفعون أموالهم ليسهروا ويفرحوا في المنطقة، فكيف سنمنعهم ونحن بأمس الحاجة إلى تطوير السياحة؟”.

وختم قائلًا: “أهالي الشمال قلب واحد، فلا السياسة تفصلنا ولا الانتخابات تفرّقنا، وإذا كانت طرابلس أم الفقير، فبشري هي أم الغريب أيضاً، وإلى من يُوجهوا سهامهم إلينا هذه المرّة، لن ينجح مسعاهم فعلياً ويروحوا يخيطوا بغير هالمسلّة!”.

شارك المقال