تهافت على شراء الأدوات الكهربائية في بعلبك

آية المصري
آية المصري

لبنان بلد المُفاجآت، بحيث لا يمكنك أن تعلم متى تبدأ أزمة جديدة في قطاع معين ومتى تنتهي. وكثيرة هي القطاعات التي كانت تعاني الأمريّن وسرعان ما تجاوزت المسألة، وفي الوقت نفسه كثيرة تلك التي لا تزال في عز الأزمة نتيجة الأوضاع المهمينة التي تساهم في إرتفاع الأسعار بشكل مستمر.

أخبار متنوعة وعديدة يتم تداولها عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وبين الناس، وهذه الأخبار نفسها كفيلة بإزدهار قطاع على حساب آخر. وآخر ما شهده المواطن البعلبكي إقباله الكثيف خلال الشهرين الماضيين على محال الأدوات الكهربائية المنزلية. فما سبب هذا الاقبال خصوصاً مع بقاء الأسعار بالدولار الأميركي؟ هل من عروض وحسومات جديدة جذبت البعلبكي؟ وكيف يصف أصحاب هذه المحال الحركة التجارية؟.

أصحاب المحال: المبيعات إرتفعت

أوضح أحمد وهو صاحب محل لبيع الأدوات الكهربائية والالكترونية في منطقة بعلبك، أن “المبيعات كانت خجولة هذا العام مقارنة بالسنوات السابقة وذلك نتيجة الغلاء المستشري في البلد، وصعوبة تسعير الأدوات بالليرة اللبنانية لأن 90% منها مستوردة من الخارج، وبالتالي من الخسارة تسعيرها بغير الدولار الأميركي، وهذا ما أجبر البعلبكي على طلب الأدوات الأوروبية المستعملة وخصوصاً العرسان الجدد خلال تجهيز منازلهم، صحيح أن الأسعار بالدولار ولكن هناك فرق كبير اذ تباع بنصف السعر”.

وأكد أن “الأوضاع المعيشية في بعلبك لا تزال أفضل من المناطق الأخرى، وخلال شهر التخفيضات كانت الحركة خجولة أيضاً مما جعلنا نفاجأ لأن الأسعار كانت مماثلة للأدوات الأوروبية المستعملة. الا أن الأوضاع إختلفت هذا الشهر ولاحظنا إقبالاً من نوع جديد على الأدوات الكهربائية، كما بات الزبائن يقصدون المحال بهدف حجز البضاعة وقبل نفاد الكمية المتواجدة لدينا مما جعلنا نتساءل عن هذه الحركة. وتبيّن أن القلق لديهم مرده الخوف من إقرار رفع الدولار الجمركي، وهذا لا يضرنا نحن، بل على العكس يفيدنا لأن البضاعة المتواجدة لدينا منذ عام تطلب وعلى وشك النفاد”.

وقال صاحب محل آخر: “هذا شهر البركة، وكل هذه الحركة التجارية التي نشهدها رزقة قبل شهر رمضان الكريم. كنا نبيع في الشهر الواحد قطعتين كهربائيتين لا أكثر ولكن مع نهاية شهر كانون الثاني بدأنا نشهد إقبالاً جديداً من نوعه، بحيث أصحبت ربة المنزل ترغب في تجديد معظم أدواتها الكهربائية الأساسية، ما يجعل مداخيلنا في ارتفاع مستمر، وهذا أمر جيد نظراً الى المصاريف الكثيرة المتوجبة علينا وإيجارات المحال”.

وعن الدفع بواسطة الشيك المصرفي، أكد “أننا لا نوافق عليه لأنه بات خسارة بالنسبة الينا، ولتصريف هذا الشيك بحسب المبلغ المالي يتوجب علينا التخلي عما يقارب المليوني ليرة لا سيما اذا أردنا تصريفه من خارج البنك. ونطلب من الزبائن اما الدفع كاش أو على دفعتين متتالتين، عند إختيار الأدوات الكهربائية دفعة وعند الاستلام الدفعة الثانية. في السابق كان الوضع مختلفاً والزبون يدفع المبلغ بالتقسيط على عدة دفعات شهرياً، ولكن اليوم لم تعد هذه الامكانية متوافرة نظراً الى الغلاء المهيمن على القطاعات كافة، إضافة الى أن الأسعار لا تسعر بالليرة اللبنانية والدفع حصراً بالدولار الأميركي”.

الزبائن: الخوف من رفع الأسعار

ولفتت سارة وهي ربة منزل، الى “أننا سمعنا العديد من الأخبار عن رفع الأسعار أكثر خلال الأشهر المقبلة نتيجة إحتمال رفع الدولار الجمركي، مما جعلنا نشتري سيارة جديدة من جهة، وتغيير معظم الأدوات الكهربائية في المنزل قبل أن يصيبها أي ضرر ونعجز عن الشراء من جهة أخرى”.

وقالت: “في لبنان يجب تدارك الأزمة قبل حصولها للأسف، من الممكن أن تكون كل هذه الأخبار خاطئة، وربما ترتفع الأسعار ولكن ليس بحسب ما نسمع، الا أننا في زمن الاحتكار وحب المال وطالما بإمكاني شراء الجديد خلال هذه الفترة فلم لا؟ لن أبقى مكتوفة اليدين بإنتظار الأزمات الجديدة التي ستلاحقنا”.

اما يحيى فعزا ما يحصل الى “الخوف من ارتفاع الأسعار بشكل هستيري مع العلم أن سعر صرف الدولار لا يزال يحافظ على 20 ألفاً”. وقال: “أنا أريد الانتهاء من تجهيز منزلي قبل حدوث أي أزمة جديدة تعوق عملنا، فنحن نعيش في بلد يمتاز بانهياراته ولا يمكننا الانتظار أكثر، كنا نفكر خطيبتي وأنا بالأدوات الأوروبية المستعملة نظراً الى الفارق الكبير في الأسعار، لكننا نسعى أيضاً الى الجودة والنوعية ولهذا السبب نشتري القطعة الأغلى والماركة المعروفة ونحافظ على الأموال مرة واحدة”.

يبدو أن المواطن بات يُفضّل صرف كل ما في الجيب ولا ينتظر ما في الغيب، وكل هذا نتيجة الأزمات المتلاحقة والقطاعات التي تعلن إما عن رفع أسعارها بشكل خيالي أو إفلاسها.

شارك المقال