كارثة بيئية واقتصادية تضرب قطاع النحل في لبنان!

آية المصري
آية المصري

أزمات تلو الأخرى باتت تهدد المزارع وقوته اليومي بشكل دائم، ولا يكاد ينتهي من أزمة حتى تطرق بابه أخرى. لا نعلم متى سيستيقظ المواطن في هذا البلد على خبر جيد، فالسوداوية تحيط به من كل حدب وصوب.

العسل الذي كان يتواجد في معظم المنازل بات اليوم للمقتدرين وأصحاب الدخل المرتفع، وتحول من سلعة ضرورية الى كماليات، ما أدى الى صعوبة تصريفه نتيجة سعره المرتفع الذي يحتسب حصراً على الدولار الاميركي. ويعتمد عدد كبير من مربّي النحل على هذا الانتاج كدخل أساس، والمواطن لا يمكنه تجاهل أهمية العسل وفوائده العلاجية التي لا تُعد ولا تُحصى.

أزمة جديدة واجهت النحالين خصوصاً بعد ما تمت إبادة 300 خلية نحل في منطقة سرجبال – الشوف، ما نتج عنها خسائر بيئية ومادية واقتصادية وزراعية عديدة. فما الذي حدث في منطقة الشوف؟ وما رأي وزارة الزراعة ونقيب النحالين بهذه الكارثة؟ وهل التحقيقات ونتيجة التحاليل باتت جاهزة؟

وأكدت مصادر مطلعة في وزارة الزراعة لموقع “لبنان الكبير” أن المجزرة التي حصلت في الشوف وإبادة خلايا النحل “بمثابة كارثة بيئية وإقتصادية كبيرة خصوصاً في جوار المنطقة التي شهدت تلك الحادثة. ونحن كوزارة زراعة نهتم دائما بموضوع النحل ونقدم مساعدات عديدة للنحالين، كما نعمل مع البنك الدولي ونقدم مشروعاً لتزويد النحالين بمساعدات جديدة بقيمة 300 دولار بهدف شراء الدواء والمستلزمات الضرورية”.

وأشارت المصادر الى أن “أحداً لا يستطيع الجزم حتى هذه اللحظة بأن ما حدث مُفتعل، والنتيجة أن هناك 300 خلية نحل خسرها هذا النحال، الذي كانت الوزارة صلّة وصل بينه وبين المختبرات كي يتمكن من أخذ عينات الخلايا بالطريقة الصحيحة لأن التوصل الى النتيجة الدقيقة يستوجب أن تكون العينات التي ستخضع للتحاليل مأخوذة من الخشب، الشمع، النحل والعسل… وبطريقة صحيحة ودقيقة جداً ونحن بإنتظار النتائج”.

وفي موضوع التحقيقات، لفتت المصادر الى أن “هناك قضاء مختصاً يتابع الملف لا سيما بعدما تقدم هذا النحال ببلاغ في المخفر، والأدلة الجنائية أتت ورفعت البصمات وغير ذلك. اما بخصوص التعويضات فهذا يحوّل بشكل شبه دائم الى الهيئة العليا للإغاثة، ويقتصر دور الوزارة على الشكل الفني وسنتابع هذا الملف حتى التوصل الى النتيجة العادلة للجميع”.

وكان نقيب النحالين جورج حنا أشار في وقت سابق الى أن “في لبنان قرابة 6000 مربي نحل وهذا عدد أكثر من كاف للتوازن البيئي والأمن الغذائي. لكن الأزمة أثرت بشكل مباشر على تربية النحل نتيجة المسلتزمات التي تدفع بالدولار الاميركي، مما انعكس على أسعار العسل بحيث شهدنا انخفاضاً كبيراً في سعر المرطبان فبعدما كان سعره 35 دولاراً بات اليوم 15 دولاراً، وصار من الصعب الاعتماد على السوق المحلية لبيع العسل نظراً الى اعتباره سلعة كمالية وليست أساسية، وفي الوقت نفسه هناك صعوبة في تصدير العسل”.

يبدو أن الأزمات تلاحق جميع القطاعات الانتاجية، فهل سيواجه النحالون أزمة أخرى مماثلة؟ وهل هذا سيعرض النحل الى الانقراض؟

شارك المقال