أصحاب أفران يرفعون الصوت: ذاهبون الى الاقفال

راما الجراح

سلطة تلعب بعداد موت شعبها، وتُجار أقل ما يقال عنهم استغلاليون لكل حبة قمح وسكر ونقطة زيت في السوق، و”العترة” على المواطن الذي يكدح ويجهد لتأمين لقمة عيش عائلته والتي أصبحت من أصعب الأهداف بالنسبة له بسبب سوء الأحوال المعيشية مقابل تراجع قدرته الشرائية على تأمين متطلبات بيته.

وكأنه لم يعد ينقص اللبناني سوى ارتدادات الحرب الروسية – الأوكرانية وتأثيراتها على مقومات العيش الأساسية في لبنان تحديداً، ويأتي الطحين في مقدمها. فأصحاب الأفران يرفعون الصوت ازاء الكارثة التي حلّت فوق رؤوسهم بحسب تعبيرهم، وتهدد باحتمال الاتجاه الى إقفال الأفران في حال اشتداد الأزمة. وحاول “لبنان الكبير” التواصل مع وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام مرات عدة لكنه لم يجب على الاتصالات، وفي المحاولة الأخيرة أغلق هاتفه.

وكان رئيس تجمع المطاحن في لبنان أحمد حطيط أكد أن “فرع المعلومات أبلغنا أنّه ممنوع علينا أن نسلم طحين المناقيش والخبز الافرنجي قبل أن يستحصل على قسيمة من وزارة الاقتصاد”، مشيراً إلى أنّ “كل الافران اليوم (امس) لم تستلم طحين المناقيش والخبز الافرنجي”. وأوضح أنّ “المخزون الذي لدينا يكفينا لشهر ونصف الشهر، ولا داعي للهلع فلا وجود لأي أزمة حالياً”.

وقال الحاج عقل عقل صاحب فرن عقل لـ “لبنان الكبير”: “للأسف نفتقد آلية السيطرة على السوق، بمعنى أنه لا وزارة ولا جهة أساسية يمكننا اللجوء اليها لحمايتنا وحفظ حقوقنا. وأنا أقوم بشكل شبه يومي بجولة على أماكن عدة لايجاد كمية من الطحين والسكر والزيت تكفي لطلبات الفرن اليومية، ولكن في غالب الأحيان لا أجد كميات كافية، الأمر الذي يجبرني على عدم تلبية طلبات الناس عند نفاد الكمية”.

أضاف: “سعر كيلو الزيت (الفلت)، أي غير المعلّب أو الأوكراني يساوي ٦٥ ألف ليرة، وكيس الطحين ٣٥٠ ألف ليرة، يعني هذه كارثة حقيقية، وفي حال تأزم الوضع أكثر قد أقفل الفرن اذا لم نجد بضاعة بكميات في الأسواق وبأسعار مقبولة لأنه تكفينا بهدلة”!.

وأكد أن “كل هذه الأمور ستؤثر على أسعار الطلبات، من المناقيش إلى اللحم بعجين والمعجنات عموماً، ولا سيما أننا مقبلون على شهر رمضان، ولن يعود بامكان المواطن شراء معجنات للافطار”، مشيراً الى أن “قدرة الناس الشرائية ستتراجع أكثر، وبالتالي عملنا في الفرن سيتراجع أيضاً وسنتكبد خسائر”. وتمنى “أن تكون هناك دراسة قريبة لحالتنا الصعبة هذه حتى نستطيع الصمود وإلّا فسيناريو المجاعة ليس بعيداً عنّا”!.

من جهته، لفت صاحب فرن نصير الى أن “كل المواد الأساسية من السكر والطحين والزيت أصبحت تُباع في السوق السوداء، واليوم ليست لدي كمية كافية من الطحين، وسأقوم بجولة على المستودعات والمحال التجارية المعروفة لأشتري منها كمية تكفي حاجات الناس، والسعر سيكون مرتفعاً جداً، لأننا منذ يومين اشترينا كمية من الطحين وكانت الفاتورة مرتفعة أي ثلاثة أضعاف السعر القديم”.

وتابع: “قمنا بتنزيل جدول أسعار جديد في الفرن منذ الاثنين الماضي، ويقال بأنهم لن يسلموا الطحين للتجار بل للأفران فقط، وهذا ما سيفتح السوق السوداء أكثر، وبرأيي هذه كارثة، وسنعاني كثيراً في هذه الحالة حتى الأسعار ستصبح خيالية. وفي حال استمر الوضع هكذا فلن نستطيع رفع الأسعار بشكل كبير على المواطن، فمنقوشة الزعتر اليوم بـ ١٥ ألف ليرة ويمكن أن تصل إلى ٢٥ ألفاً في هذا الوضع، فكيف سيتحمل المواطن هذا الغلاء وكيف سيمكننا نحن كأصحاب أفران السيطرة على هذا العبء الكبير وتحمله؟ لا شك في أننا ذاهبون الى الاقفال اذا لم تكن هناك حلول قريبة”.

شارك المقال