جامعة الوطن مهددة… هل اقتربت الحلحلة؟

آية المصري
آية المصري

“اعتصمات وتهديدات بالاضراب العام والشامل”، جملة اعتاد عليها طلاب الجامعة اللبنانية التي لا تنتهي أزماتها ومطالبها. وربما لم يعد باستطاعة الطاقم الجامعي بمختلف مستوياته تحمل المزيد من تلك الأعباء، وستبقى الادارة مكتوفة اليدين لأن ما باليد حيلة.

مشكلات بنيوية لم تكن في الحسبان، وملفات عدة مطروحة على الطاولة، وكل هذا سيؤدي الى التعثر المطلق وإنهيار جامعة الوطن فعلياً في حال عدم إيجاد الحلول المناسبة.

فما واقع الجامعة اللبنانية اليوم؟ ولماذا الاصرار على الاضراب؟ وماذا عن المطالب؟ وما رأي الجهات المعنية؟ وهل من بوادر حل بعد الاعتصام؟

في هذا السياق، نفذ أمس الطاقم الجامعي إعتصاماً ضم عمداء من الجامعة اللبنانية وأساتذة متفرغين ومتعاقدين، ورابطة الموظفين وعدداً من الطلاب، بهدف إيصال صوتهم الى الجهات المعنية عن قرب وبشكل مباشر.

وأكدت مصادر مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن “عدداً من الممثلين عن المعتصمين اجتمع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بحضور وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ووزير الاعلام الجديد زياد مكاري اضافة الى وزير الرياضة والشباب العميد السابق جورج كلاس. وتم التطرق الى الملفات المطروحة على الطاولة وتبين أن لا إشكالية في تلك الملفات، والأوضاع نحو الحلحلة لكن الملف المتعلق بالعمداء لم تنتهي بعد اللجنة المعينة من دراسته ولا يزال أمامها زهاء 48 ساعة للانتهاء منه”.

وفي ما خص اجتماع لجنة المال والموازنة الذي حضره رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، أشارت هذه المصادر الى أن “الأصداء بشكل عام جيدة والجميع كان متفهماً الى حد كبير، وكل الكتل النيابية أصبحت واعية لمشكلات الجامعة. كما من الواضح أنه خلال الاجتماع الأخير لهذه اللجنة سيتم البحث في موازنة الجامعة اللبنانية لتكون بشكل أفضل وهكذا كان الوعد ولكن لم يتم التحدث في التفاصيل والأرقام”.

وكان بدران أكد في وقت سابق أن “الجامعة تعيش حالة من التوقف القسري نتيجة عدد كبير من الاشكاليات والموازنة تعد جزءاً منها، إضافة الى الأساتذة المتعاقدين ومطالبتهم بالتفرغ، ولم تعد الجامعة تتحمل المزيد من التأخير في هذا الملف، ناهيك عن مشكلة المدربين وعقودهم”. ولفت الى أنه بعد استلامه رئاسة الجامعة أنهى أربعة ملفات (التفرغ، المدربون، الملاك، العمداء)، “والمطلوب من مجلس الوزراء إقرارها لأن وضع الجامعة ليس سليماً إضافة الى المشكلة الكبيرة المتعلقة بموازنة الجامعة والتي لم تعدل منذ العام 2019 ولا تزال حتى هذه اللحظة عبارة عن 364 ملياراً، فهذه الجامعة تحضن نصف الطلاب الجامعيين في لبنان، ويجب اعادة النظر في ملفاتها بأسرع وقت ممكن”.

حمادة: الواقع الاداري حالته صعبة جداً

وأكد رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة العاملين في الجامعة اللبنانية حبيب حمادة أن “الواقع الاداري في الجامعة اللبنانية أصبح في حالة صعبة جداً وهناك ترهل في الطاقم الاداري بسبب تقاعد معظم الموظفين الذين كانوا يتولون العديد من المهام، والقسم الأكبر من العاملين في الجامعة أصبحوا المدربين والذين يشكلون ما بين ٧٠ الى ٨٠٪ من العاملين. وهؤلاء دخلوا الى الجامعة بعقود مصالحة أي كل خمسة أشهر تقريباً يحصلون على راتب شهر واحد، وفي ظل هذه الأزمات المتعددة في البلد كيف سيتمكن هذا الموظف من تأمين معيشته ومصروفه ولا وجود لراتب شهري؟ اضافة الى أن الجامعة تريد منه أن يقصد مكان عمله يومياً من دون تأمين أي حوافز اضافية تساعده للوصول الى عمله”.

وأشار حمادة الى “أننا توجهنا الى إدارة الجامعة والمسؤولين بهدف أن يحصل المدرب على راتبه شهرياً وليس كل خمسة أشهر، ومن غير المنطق أن يستدين المدرب كي يصل الى عمله خاصة مع ارتفاع سعر المحروقات يومياً. وللأسف رئيس الجامعة البروفسور بسام بدران يعتبر أن لا امكانية لديه وهذا هو الموجود”، معرباً عن اعتقاده أن “هناك استهدافاً لهذه الجامعة لأن مجلس الوزراء قلص كثيراً من موازنتها ولا سيولة كي نستمر”.

وفي السياق، أكد عمداء الكليات والمعاهد في الجامعة اللبنانية في بيان، أنه “لا يمكن السكوت على بقاء ملفات الجامعة في خانة الاهمال والاطار الزمني المتمادي، وكان التحذير من واقع المسؤولية لأن وضع الجامعة في منتهى الخطورة في حال استمرار الاستخفاف والمماطلة والتسويف في تأمين حقوقها”، محذرين من أن “عدم المبادرة السريعة الى الحلّ سيؤدي الى اتخاذ خطوات ومواقف أكثر حزماً”.

كما شدد العمداء على أن “هذه المطالب ليست ترفاً للجامعة أو نيلاً للحقوق على حساب مؤسسات أخرى، انما يأتي هذا التحذير بهدف المحافظة على الجامعة وطلابها وضمان بقائها”.

وفي المقابل، أشار عدد كبير من المعتصمين الى أن “الهدف الرئيسي اليوم المحافظة على جامعة الوطن، وهذا الاعتصام يعد حركة من الحركات التي سنقوم بها خلال فترة التوقف القسري، خاصةً وأن المدة الزمنية لهذا التوقف غير محددة وسيبقى حتى إشعار آخر. لسنا بهواة إضراب لكن الجامعة عاجزة عن الاستمرار بالوتيرة عينها، وبانتظار ما ستؤول اليه الأوضاع”.

مستقبل الطلاب والجامعة بكل أركانها يبقى على المحك، وتستمر الأزمات في ملاحقتهم لا وبل تزداد كل عام. لكن ماذا لو خسرنا فعلاً جامعة الوطن؟ وماذا سيحل بكوادرها وطلابها؟

شارك المقال