رمضان سيتأثر بالأزمة الاقتصادية… والحرب الأوكرانية… والانتخابات

محمد شمس الدين

يدق شهر رمضان المبارك الأبواب قريبا، ويتميز هذا الشهر بالعمل الخيري بأنواعه المتعددة، إذ تنتشر خلاله التبرعات العينية والنقدية، تحديدا توزيع الخبز والحصص الغذائية ووجبات الإفطار. لكن رمضان يعاني منذ بدء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان، فقد خفت وهج العمل الخيري فيه، والطبقة الوسطى التي كانت المساهم الأول في العمل الخيري قد سُحقت، واليوم الاعتماد صار على المغتربين فقط، الذين يجمعون جنى عمرهم في الخارج ويرسلون بعض المساعدات إلى بعض الحملات المحلية لمساعدة أهلهم واخوتهم في الوطن في هذا الوقت العصيب.

يقول أحد مدراء التعاونيات الكبيرة لموقع “لبنان الكبير” أن الأسعار اليوم تتضاعف أكثر كل يوم، وليس فقط بسبب الحرب في أوكرانيا، ولا بسبب ارتفاع أسعار المحروقات فقط، بل إن السبب اليوم هو الانتخابات، إذ تتهافت الأحزاب والتيارات والمرشحون على شراء المواد الغذائية، وذلك لتوزيع الحصص من أجل الحملات الانتخابية، هذا التهافت أدى لنفاد بعض السلع ورفع أسعارها تلقائيا، والأمر سبّب معاناة لبعض المبادرات التي تنشط في هذا الوقت قبل رمضان، التي ينقصها بعض المواد الغذائية لتوزيعها كمساعدات.

أما عن فارق الأسعار بين هذه السنة والسنة الماضية، يؤكد المدير أن كل أسعار المواد التي عادة تستعمل في الحصص الغذائية زاد سعرها ضعفا أو أكثر، وهي بالسعر غير المدعوم تغيرت على الشكل التالي:

الزيت غالون 5 ليترات 120000 ل.ل. اليوم 390000 ل.ل.

السكر 5 كلغ 60000 ل.ل. اليوم 150000 ل.ل.

الارز 5 كلغ 40000 ل.ل. اليوم 95000 ل.ل.

الشعيرية 1 كلغ 9000 ل.ل. اليوم 20000 ل.ل.

عدس مجروش 1 كلغ 18000 ل.ل. اليوم 35000 ل.ل.

تمر نصف كلغ 20000 ل.ل. اليوم 32000 ل.ل.

فول 400 غرام 3500 ل.ل. اليوم 8000 ل.ل.

حمص 1 كلغ 22000 ل.ل. اليوم 32000 ل.ل.

صلصة 600 غرام 9000 ل.ل. اليوم 19000 ل.ل.

ذرة 340 غرام 10000 ل.ل. اليوم 23000 ل.ل.

فطر 170غرام 7500 ل.ل. 17500 ل.ل.

الملح 700 غرام 1000 ل.ل. اليوم 3500 ل.ل.

هذه الأرقام تعني أن الحصة الغذائية التي كانت تكلف السنة الماضية حوالي 200 ألف ليرة باتت كلفتها هذه السنة حوالي 600 ألف ليرة، وهذا رقم ضخم جدا سيضعف عمل المبادرات التي ضعفت أساسا منذ بداية الأزمة، ناهيك عن كلفة النقل وارتفاع أسعار المحروقات لتوزيع الحصص.

وأشار المدير إلى أن ما يفاقم المشكلة اليوم هو الهلع عند المواطنين، بالإضافة إلى جشع تجار الأزمات، الذين تهافتوا لشراء المواد الغذائية منذ بداية الحرب في أوكرانيا لتخزينها، إما للاستعمال الخاص للمواطن، وإما تاجر أزمة يخزّن من أجل البيع في السوق السوداء لاحقا، في ظل غياب أي خطة عمل من الدولة اللبنانية.

أما المبادرات التي توزع إفطارات يومية في شهر رمضان، فهي تعاني بشكل كبير أيضا، فصحن الفتوش للشخص الواحد هو بحدود 8 آلاف ليرة، بينما كاسة الشوربة كلفتها حوالي 6 آلاف ليرة، أما صحن الارز واللحم فيكلف 60 ألفا، أي أن وجبة إفطار الصائم تكلف اليوم 75 ألف ليرة بأرخص الأحوال، وبالتالي التكفل بإفطار شخص واحد يكلف حوالي 2250000 ليرة طوال شهر رمضان. فكيف ستتصرف المبادرات التي تتولى مئات الأشخاص؟ من الطبيعي أن لا تستطيع مساعدة أعداد السنة الماضية عينها، إلا إذا حصلت على تبرعات أكثر.

لطالما تميز رمضان بعمل الخير، ولكن في لبنان البلد الذي يشغل المركز الثاني بين أتعس دول العالم، يبدو أن الخير سيغادره هذه السنة، في ظل تبعات أزمته الاقتصادية، تليها الحرب في أوكرانيا، واليوم تضاف إليها الانتخابات، إذ تحاول الأحزاب التأثير بالناس عبر حصص غذائية بينما هي ترفع أسعار المواد الغذائية بسبب شرائها لها وتهافتها عليها.

شارك المقال