كيف تحمي نفسك من السرقة؟

محمد شمس الدين

معدل الجريمة في لبنان اليوم في أعلى مستوياته منذ سنوات طويلة. أكبر نسبة في الجرائم هي السرقات والنشل والتشليح، التي تنتشر من شمال لبنان إلى جنوبه، اضافة الى عمليات الخطف التي درجت منذ مدة من أجل الحصول على فدية. ويبدو أن الأمور تتجه إلى الأسوأ يوما بعد يوم، فهل الأزمة الاقتصادية تدفع الناس إلى السرقة؟ وهل الأجهزة الأمنية عاجزة عن السيطرة على الوضع؟ وما الحل؟

مصدر أمني متقاعد أكد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الجيش اللبناني يستطيع خلال أيام الانتشار في الأراضي اللبنانية والإمساك بالأمن بشكل كامل، ولكن كم بالامكان أن يستمر ذلك؟ فهذا يعني الأحكام العرفية، وهي طبعا ليست من أسس الديموقراطية اللبنانية، بغض النظر عن الأزمة التي تضرب المؤسسة العسكرية أيضا، إن كان لجهة رواتب العسكريين أو الأمور اللوجيستية كالمحروقات. بشكل عام يستطيع الجيش الإمساك بزمام الأمور لدرجة خفض الجريمة الى درجة لا تذكر، ولكن هذا سيسبب نقمة كبيرة على المؤسسة العسكرية، ولن يكون حلا فعليا، بل حل لفترة وجيزة، والجيش أصلا ليست مهمته ضبط الأمن بهذه الطريقة، عدا عن أنه ليست هناك سجون تتسع لكل هؤلاء المجرمين. وفي هذه الحالة قد يتم استخدام بعض الأماكن كسجون مستحدثة، فالمشكلة اليوم ليست عصابة ارهابية تنتشر في مكان ما، ولا أن العدو الصهيوني أو عملاءه يحتلون نقطة ما، “المجرمون” اليوم، من عامة الشعب، وهم في كل مكان، بسببب الأزمة الاقتصادية والمالية. هناك من يسرق ليأكل، ومن يسرق ليحافظ على الـ life style الذي كان معتادا عليه، لذا فان هذه الجرائم ستزداد طالما لم تحل الأزمة الاقتصادية ولن يتمكن أحد من وقفها”.

ما الحل؟

أشار المصدر الى أن “لا حل فعليا للجرائم قبل النهوض الاقتصادي بالبلد من جديد، ولكن يمكن القيام ببعض الأمور للتخفيف من حدتها والوقاية منها، مثل: تفعيل دور البلديات، بحيث يمكن أن تنتشر دورياتها في الأحياء، وتحديدا ليلا، فالسارق عندما يرى دوريات منظمة تتجول سيخاف من تنفيذ جريمته. أجهزة المراقبة والكاميرات تخيف السارق من احتمالية التعرف عليه، وأجهزة الاستشعار التي تطلق إنذارا ستدفعه إلى الفرار هرولة. وهناك الخزنات المخفية، التي لا يتعرف عليها اللص في حال رأها، لأنها تشبه أدوات المنزل التقليدية، ويمكن تخبئة المال والذهب والأمور الثمينة فيها.

نظام Neighborhood watch، وهو عبارة عن اتفاق أهالي الحي على أن يقوم شبانه بدوريات منظمة، أو السهر في في نقطة من الشارع يستطيعون منها مراقبة الحي بأكمله، ويجعلون الأمر مداورة بينهم يوميا”.

أضاف: “أما من جهة الحماية الشخصية: هناك أجهزة الـGPS، أو التتبع وهي موجودة في السوق بكثرة، وأحجامها صغيرة جدا، بالامكان حتى زرعها تحت الجلد، ويمكنها المساعدة في عمليات الخطف. الـpepper spray، أي رذاذ الفلفل غير الشعبي في لبنان، ولكنه منتشر في أكبر دول العالم بشكل كبير، وبين الشبان والفتيات، ويساعد في عمليات التشليح بالسلاح الأبيض. الـTaser، أو جهاز الصعق الكهربائي، يمكنه أن يشكل رادعا كبيرا ضد اللصوص بل وقد يساهم في القبض عليهم، وهناك نوع من الصعق القريب واخر عن بعد كمسدس الصعق الكهربائي. المحفظة تحت الثياب، وعادة ما يستعملها السياح في دول غريبة عليهم، ويضعون فيها أموالهم وأوراقهم الثبوتية، ويمكن استعمالها بالطريقة نفسها للحماية من النشل والتشليح”.

وتابع: “الأهم انه يجب على الشخص أن يكون حذرا، ويتجنب الذهاب إلى أماكن معزولة وحده، وكذلك الأماكن التي أصبحت معروفة بالاشكالات التي تحصل فيها، والبقاء على تواصل دائم مع الأصدقاء أو العائلة إن كان لدى الشخص مشوار بعيد. وعدم المشي بالقرب من الطريق، فقد تمر دراجة نارية تنشله بسرعة خاطفة، وإن لم يكن هناك مجال الا السير قرب طريق، فينبغي وضع الهاتف والمحفظة من الجهة الاخرى، ودائما تجنب التجول ليلا من دون صديق أو أكثر، فالمجموعة تخيف اللصوص”.

تعاني الأجهزة الأمنية مثل بقية القطاعات في الدولة، فراتب العنصر لا يكفيه، والمحروقات ليست متوافرة بشكل كاف وإن وجدت فكلفتها عالية جدا، في زمن مطلوب فيه التقشف، ولن تحل الأمور فعليا قبل أن يبدأ النهوض، فالأمن بحاجة إلى مال أيضا.

شارك المقال