مبادرات لتأمين الدواء… وبديل وطني “على الطريق!”

راما الجراح

بعدما أصبحت حياة المواطن اللبناني في صراع يومي من أجل البقاء على قيد الحياة، وذلك بعد رفع الدعم عن الأدوية من جهة، وانقطاعها من السوق من جهة أخرى، وخاصة الأدوية المزمنة التي لا يستطيع المريض تأجيلها أو الاستغناء عنها حتى لا تتدهور صحته، نلمس اليوم تضامنا جدّيا من المواطنين عبر مبادرات انسانية تقوم على تأمين أدوية للناس، ونلمس أن الدولة بدأت إيجاد حلول بديلة كأدوية وطنية بديلة تحتوي على التركيبة عينها َلكن بسعر أقل بكثير من المستوردة.

وفي حديث مع الصيدلاني ريان غطمي، قال لـ”لبنان الكبير” أنه “تم رفع الدعم عن الأدوية المزمنة التي توفّر لها بديل لبناني، كأدوية السكري، الضغط، الدهنيات، وغيرها، إذ أن سعر البديل اللبناني سيكون أرخص بكثير من سعر الأدوية التي اعتادها المواطن، وهي ذات التركيبة، الفارق أنها صناعة لبنانية فقط، لكن مَن لا يقتنع بها ويريد شراء الدواء القديم سيكون سعره أغلى من قبل بكثير”.

وأضاف: “منطقي وطبيعي أن يكون سعر البديل اللبناني أرخص من الدواء المستورد من الخارج، فلا داعي للخوف والذعر، وأنصح بشرائه للتوفير من جهة، وبالمبدأ لن يُفتقد من السوق من جهة أخرى، واليوم نحن بانتظار المضي في هذا القرار، وفي الوقت عينه تم جدولة أسعار جديدة للأدوية المستوردة من الخارج ويوجد منها “جينيريك” وطني، على سبيل المثال أدوية السكرية نوع “Trajenta” أصبح سعرها ٨٨٠ ألف ليرة،”Januvia” بسعر ٩١٢ ألف ليرة، و”Janumet 50/1000″ مليون و٩٩ ألفاً، ومن هنا أطمئن الناس الى تركيبة الدواء الوطني وأنصحهم بشرائه، وأدعو الجمعيات وأصحاب المبادرات الإنسانية الى التعاون على حث المواطنين على شراء الدواء الوطني”.

وعن تفاصيل المبادرات الإنسانية المختصة بتأمين أدوية الناس مجاناً، أشار خالد السيد، صاحب إحدى المبادرات المعنية بهذا الشأن: “بدأت المبادرة منذ ٦ أشهر، وانطلقت من فكرة بسيطة جداً عندما أرسلت لي إحدى الصديقات “مغلفين” من الدواء للسكري والضغط لم تعد بحاجة إليها بعد طلب الطبيب تغيير هذا الدواء الذي يعود لوالديها، وذلك ليستفيد منها غيرهما، وفي تلك اللحظة قمت بتصوير الدواء وعرضه على مجموعات الواتساب لأنه كما هو معلوم هناك حالات عديدة وكثيرة من المواطنين المصابين بأمراض مزمنة وفي أغلب الأحيان لا يتواجد الدواء الأساسي ولا بديله وطبعا هذه مشكلة كبيرة”.

تابع: “بعد نشر الدواء على المجموعة، أصبح كل شخص لم يعد بحاجة لنوع معين من الدواء يقوم بنشره على الواتساب أو عبر منشور على فيسبوك، وبعدما انتشر الموضوع بهذه الطريقة قمت بإنشاء مجموعة كبيرة على الواتساب، وهناك أعداد كبيرة من الناس يستفيدون من هذه المبادرة بشكل لم يتصوروه من قبل، ونحن نعمل على نطاق واسع حيث تشمل مبادرتنا التي انطلقت من بلدة المرج عدة بلدات من البقاع الغربي والاوسط”.

وأكد السيد: “فتحت هذه المبادرة لنا باب التبرع بمبالغ من المال لشراء دواء لمن لا يملك ثمنه في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة وقد بلغت حوالي ٣٥٠ مليون ليرة لبنانية، وهناك إقبال كبير من الناس على الانضمام لهذه المبادرة، وقريبا ستصبح هذه المبادرة عملا إنسانيا منظما ومسجلا في الدولة حتى نستطيع خدمة أكبر عدد من الناس”.

أما السيدة جيلنار من زحلة فقد وضعت أمامنا أدويتها، وقالت: “أحتاج راتبي ورواتب زوجي وولديّ حتى استطيع دفع فاتورة الأدوية التي أحتاجها بشكل شهري وللأسف اذا لم يشمل البديل الوطني بعضاً من ادويتي سأضطر للتوقف عن شرائها جميعها”.

شارك المقال