ما الذي دفع تجار صيدا وصور إلى فتح أسواقهما ليلا؟

لبنان الكبير

دفعت حركة الركود الاقتصادي كلا من جمعية تجار صيدا وضواحيها وجمعية تجار صور الى فتح الاسواق التجارية في المدينتين بدءا من ليل الثلاثاء وحتى اول ايام عيد الفطر السعيد، وفيما اقتصر افتتاح اسواق صيدا على بعض الانشطة الرمضانية احتفل تجار صور بهذه المناسبة بحضور النائب عناية عز الدين ورئيس البلدية والتجار وفاعليات.

وذكرت جمعية تجار صيدا ان خطوتها هذه تأتي في ظل أوضاع اقتصادية وحياتية ومعيشية كارثية تعصف بالبلد وتضيف الى مآسي ومعاناة المواطنين فصولاً جديدة تطل كل يوم بوجه وشكل من أشكال الأزمات التي باتت تحاصر بتداعياتها المواطن والقطاعات الى أقصى درجات الإختناق، من استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار يقابله تلاشي القدرة الشرائية للفرد، الى ازمة كهرباء تضع المواطن تحت رحمة جشع واحتكار أصحاب المولدات وفواتيرها الشهرية التي خرقت كل السقوف، الى أزمة محروقات تتجدد كل فترة منذرة بارتفاع اضافي في أسعارها، الى أزمة طحين وما ينجم عنها من فقدان الرغيف في الأفران بين حين وآخر، الى أزمة دواء فقداناً لبعض أصنافه أو زيادة في أسعاره اضعافاً مضاعفة، الى كلفة استشفاء فوق قدرة المريض على تحملها مقابل انخفاض قيمة تغطية الجهات الضامنة مقارنة بها، الى غير ذلك مما يقضّ مضاجع المواطنين ويفقدهم القدرة على تأمين ابسط مقومات المعيشة.

قائمة تطول من الأزمات

واشارت الجمعية الى انه وفي ظل هذا الواقع السوداوي لأزمات مستحكمة تنعكس جموداً في حركة الأسواق، يواجه القطاع التجاري تحدي عدم القدرة على الاستمرارية ويفقد يوماً بعد يوم المزيد من مقومات الصمود وهو يتلقى الضربات تلو الضربات منذ 17 تشرين مرورا بتداعيات جائحة كورونا عليه واستمراراً بالإنهيار الاقتصادي الذي أطاح مؤسسات تجارية ويكمل على أخرى مع ما يستتبع ذلك من تسريح موظفين وعمال وارتفاع نسبة البطالة وهجرة استثمارات، ويستنزف ما تبقى من مؤسسات بضرائب ورسوم وارتفاع كلفة تشغيلية وحجز أموال او تبخر قيمتها لدى البنوك وبانكفاء كبير للزبائن عن التسوق الا للضروري والملحّ من الاحتياجات الأساسية.

واكدت النائب عناية عزالدين خلال احتفال جمعية تجار صور ان هذا الامر لم يأتِ من فراغ فنحن امام انهيار كبير جعل الفقراء في هذا البلد يزدادون فقرا لكن الشعوب التي تمر بمثل هذه الظروف تكون امام خيارين: اما الاستغراق في اليأس وهذا يعني المزيد من الانهيار والكارثة، واما الاصرار على الامل ولو بالحد الادنى وهكذا نكون امام احتمال الخروج من الازمة.

شارك المقال