فرحة العيد ناقصة في البقاع!

راما الجراح

هذا العيد ليس كغيره في لبنان، فالأوضاع المعيشية والظروف الاقتصادية الصعبة فرضت على المواطنين نمط حياة لم يعتادوا عليه من قبل، أطفال لن يحصلوا على أبسط حقوقهم، وأهالي غير قادرين على إدخال الفرح إلى منزلهم بسبب الغلاء الفاحش، حتى وصل الحال بالعائلات الى أن تقتصر تحضيراتها على حلوى العيد من صنع ربّة المنزل بالامكانات المتوافرة لديها.

مظاهر الاحتفال بعيد الفطر هذا العام ستغيب عن غالبية الأسر اللبنانية، وعلى الرغم من المبادرات التي يحاول فاعلو الخير القيام بها لإدخال الفرح إلى قلوب الناس كـ”عيدية” لهم وهي غير كافية، فان أعداد العائلات التي أصبحت حالتها الاجتماعية تحت خط الفقر تجاوزت تقريباً الـ ٥٠٪، ولا قدرة للجمعيات والمبادرات على تغطية هذه النسبة الكبيرة لشراء الهدايا والزينة والثياب والحلوى.

ديما.ج، ربة منزل، وأم لولدين، تعتبر أن الفرحة هذا العام غائبة عن منزلها، فزوجها يعمل في السلك العسكري، وراتبه لم يكفهم قوتهم في رمضان، ما اضطره الى الاستدانة من أحد جيرانه ليستطيعوا تأمين إفطارهم طوال الشهر.

وتقول لـ “لبنان الكبير”: “حالتنا ليست استثنائية، فالعديد من العائلات  يعاني من سوء الحالة المعيشية نفسها، وللأسف أجبرني هذا الظرف الصعب على شراء ثياب لأولادي من البالة وغسلها وتنظيفها جيداً لكي يقتنعوا بها لأنهم لا يزالون أطفالاً”.

وإذا كانت ديما تستطيع شراء ثياب لأولادها من البالة، فهناك أعداد كبيرة من العائلات التي وقف الوضع المعيشي في طريقها حتى على سوق البالة المستعملة، والذي يعتبر اليوم أرخص بأضعاف المرات من محال الألبسة الجديدة.

وفي حديث لـ “لبنان الكبير” مع الاستشارية الأسرية غادة. ه، ترى أنه “ليست غريبة أبداً الطرقات الخالية من الناس ومن زحمة عيد الفطر، ولكن من السنن المحببة إدخال السرور الى قلوب الأطفال في العيد، وأنصح الأهالي بعدم التغافل عن إشعار أولادهم بأهمية العيد ولو من خلال هدية صغيرة مهما كانت الظروف المحيطة بهم”.

وتضيف: “تعظيم الشعائر من أفضل الطرق التي يمكن للأهل القيام بها لتحفيز أولادهم على الطاقة الايجابية التي يجب أن تنبت داخلهم، إضافة إلى الإبتعاد قدر المستطاع عن التذمر من المصاريف والظروف الصعبة أمام الأطفال في هذه الأيام ليبقى العيد في أذهانهم”.

شارك المقال