يوم التمريض العالمي: قطاع منهك في لبنان والهجرة بالآلاف

تالا الحريري

يصادف اليوم، اليوم العالمي للممرضين، في ضوء النقص الحاد في أعدادهم في لبنان بسبب الهجرة الكبيرة في القطاع التمريضي المنهك نتيجة عوامل عدة أولها وأهمها إنهيار الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وجائحة كورونا التي وضعت الطاقم الطبي والتمريضي تحت ضغط المواجهة والمحاربة من دون مقابل مادي أو معنوي يلبّي حاجاته.

في المعركة ضد فيروس كورونا وقف الممرضون والممرضات كالجنود في وجهه، لم ينموا لأيام ولم يعودوا إلى بيوتهم في أيام أخرى. عملوا تحت الضغط النفسي، وتعرضوا للانتهاكات والتعدي والشتائم من أهالي المرضى. إضافةً إلى ذلك، إنهار القطاع الصحي ولم تعد هناك أدوية أو مستلزمات طبية، مما زاد العبء عليهم وحمّلهم المسؤولية تجاه حياة المرضى، فأصبح هناك ممرض واحد لكل 15 مريضاً، ومع ذلك لم يكونوا يحصلوا على رواتب كافية مقابل جهودهم ومعاناتهم.

أبو شرف: قطاع التمريض مظلوم

ورأى نقيب الأطباء شرف أبو شرف في حديث لـ”لبنان الكبير” أنّ “القطاع التمريضي في لبنان مظلوم من كل النواحي، إجتماعياً وإقتصادياً، وقانونياً.

اذ كان من المفترض أن يأخذ الممرضون والممرضات حقوقهم ويتم تقديرهم، لكن مع الأسف لم نر ذلك ولم يكن هناك الا كلام وتصفيق”.

وقال: “الوضع مأساوي بالنسبة اليهم كما هو بالنسبة الى غيرهم، ولكنهم أولوية كقطاع صحي. وإذا لم يعطوا لفتة خاصة لتحفيزهم على العمل والبقاء، فبالطبع سيرحلون وهذا الأمر ستكون له تداعيات سلبية على القطاع الصحي. فالطبيب لا يستطيع العمل من دونهم كما أنّ المستشفى لا يمكنه الاستمرار كذلك”.

وعن تأثير هجرة الممرضين والممرضات على عمل المستشفيات، أوضح أبو شرف أن “هناك هجرة كبيرة ما يؤثر على بعض الأقسام، فمثلاً في القسم الذي أعمل فيه هناك عدد من الممرضين والممرضات هاجر الى بلدان أوروبية وعربية تعرف قيمتهم وكفاءاتهم وتقدرهم”.

وعن رواتب الممرضين والممرضات، تساءل: “الممرض الذي يتلقى بين 60 الى 160دولاراً شهرياً، كيف سيعيش؟”، محذراً من أنه “إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فالوضع سيكون كارثياً”. وطلب من الدولة “أن تساهم في تحفيز الممرضين على البقاء في بلدهم أو رفع رواتبهم وربطها بمؤشر غلاء المعيشة إضافةً إلى بعض التحفيزات الاجتماعية التي تساعدهم على إكمال حياتهم في لبنان بشكل لائق وكريم”.

وشدد على وجوب “أن يجازى قانونياً كل من يعتدي على ممرض أو طبيب أو طاقم صحي. فليس هناك بلد في العالم لا يحمي طاقمه الصحي، لأنّ هذا الطاقم يقوم بأي شيء لانقاذ حياة المرضى والحفاظ عليها”.

قازان: نعمل لرفع الحد الأدنى للأجور

بدورها، أكدت نقيبة الممرضين والممرضات في لبنان ريما ساسين قازان أنّ “القطاع التمريضي لا يستهان به ويمثل نسبة مئوية كبيرة داخل المستشفيات التي لا تستطيع الاستمرار من دونه”.

وأشارت إلى أنّ 2500 ممرض وممرضة من أصحاب الكفاءة والاختصاص هاجروا الى الخارج إلى جانب الهجرة الداخلية، لافتة الى “أننا نعمل على دراسة لرفع الحد الأدنى للأجور بما يتناسب مع التضخم الحاصل، كما نسعى الى رفع سعر السرير وتحويل قسم من هذا المبلغ إلى هذا القطاع”.

هارون: أزمة غير مسبوقة

أما نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة سليمان هارون فقال: “نمرّ بأزمة غير مسبوقة، لدينا نقص في الممرضين والممرضات في أقسام الطوارئ وأيضاً عدم القدرة على فتح أقسام عناية فائقة لهذا السبب، وعلى الدولة أن تكون لديها سياسة للحد من هجرتهم”.

شارك المقال