أمل اللبنانيين معلّق بعملات رقمية غير مشفرة

جنى غلاييني

شهد العالم مؤخراً موجة تطبيقات جديدة تتعلق بالعملات الرقمية التي لم تشفر بعد، ولأن تحميلها مجاني أصبحت متداولة على هواتف الكبار والصغار. ولربح هذه العملات كل ما على الشخص أن يفعله المشي أو الركض، إذ تشجع هذه التطبيقات الناس على الحفاظ على اللياقة البدنية، وربما يكون تسجيلهم فيها مقابل المشي دافعاً أكبر لممارسة الرياضة بانتظام.

وفي لبنان، البلد المنهار اقتصادياً والذي يعيش أسوأ أيامه، لجأ الكثير من اللبنانيين الى تحميل مثل هذه التطبيقات بحثاً عن الدولار! فهم يصدقون أنّ العملات الرقمية ستصبح مشفرة عمّا قريب وتتحوّل الى أموال نقدية.

جاد واحد من الذين أقبلوا على هذه التطبيقات، ولأنّه عاطل عن العمل، ومحاولاته في البحث لم تجد نفعاً، قرّر تحميل تطبيق Sweatcoin، وحسب تجربته قال لـ”لبنان الكبير”: “أسير أكثر من 6000 خطوة يومياً عند نزولي الى الشارع لأبحث عن عمل، وكلما زاد عدد خطواتي زادت معه العملات. وقبل أن أحمّل هذا التطبيق قرأت عنه كثيراً فربما يكون وسيلة احتيال أو مجرد خدعة، لكن وبحسب ما تأكدت فانّ عملة Sweatcoin ستشفّر هذا الصيف، وقد أستطيع تحويل الرقم الذي كسبته من المشي الى دولارات”.

أما آية التي اعتادت الذهاب الى العمل من منطقة مار الياس الى الحمراء سيراً على الأقدام، فرأت في تلك التطبيقات أملاً ولو 1%، لاعتقادها أنّها “ضربة حظ يا بتصيب يا بتخيب”. وعلى الرغم من عدم معرفتها الوافية بتلك التطبيقات، إلّا أنها قررت تحميل تطبيقين للفكرة نفسها في آن. وقالت: “أنا أستخدم تطبيق move to earn وSTEPN وعلّي أن أكسب عدداً كبيراً من العملات الرقمية، لكن صراحة أنا لا أصدق هذه الأمور وأن يصبح جني المال بهذه البساطة. ربما تكون عمليات نصب كبير واحتيال على الناس، أو أنها فعلاً تطبيقات تهدف الى جني المال من خلال المشي أو الركض، وفي كلا الحالتين أنا أستخدم هذه التطبيقات كوني لبنانية فقدت الأمل في استرجاع أموالي المحجوزة في البنك، ولأن راتبي ما عاد يكفيني حتى منتصف الشهر”.

يعيش اللبنانيون خيبة أمل تلو الأخرى، ما دفع كثيراً منهم الى استخدام هذه التطبيقات سعياً الى زيادة المدخول المادي لمواجهة الصعوبات المعيشية، ومنهم من كانت لديه الجرأة فاستثمر في العملات الرقمية و”أكل الضرب” بعدما انخفضت قيمتها ولا تزال حتى اليوم في انهيار مدو.

ونظراً الى الظروف التي يعيشها لبنان والوضع الذي وصلت اليه المصارف وتأزم الاقتصاد، تزعزعت ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها، ما جعله يصوّب وجهته نحو الاستثمار بالعملات الرقمية أو عن طريق كسبها عبر تطبيقات معينة، باتت هي الحل للحصول على المال، ولكن ما لا يعرفه عن العملات الرقمية أنّه لا يمكن التكهن بمستقبلها، اذ من الممكن أن يكون وجودها موقتاً أو دائماً، وهناك احتمال كبير أن تكون تلك التطبيقات التي تشجع على ممارسة الرياضة مجرد عمليات احتيال ونصب خصوصاً أنّ العملات التي يروّج لها عبرها غير مشفّرة بعد.

شارك المقال