“لبنان الكبير” خلق حالة استثنائية… بحصول الطالب مريدن على “باسبور”

راما الجراح

أن تسعى الى تحقيق هدف أحد ما، وتكون السبب وراء حصوله على طلبه ليس بالأمر السهل أبداً، فكيف إذا كان الهدف هو التفوق في بلاد الخارج ورفع اسم لبنان عالياً، والطلب هو تأمين جواز سفر حتى يكتمل الحُلم؟ في الحقيقة هذا الطلب ليس تعجيزياً لو كنا في أي بلد في العالم، ولكن في لبنان أوصلتنا الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية إلى اعتبار “الباسبور” صعب المنال، ولا أحد يستطيع الحصول عليه في الوقت الذي يناسب دراسته أو عمله إلا في حالة أن يكون “أبو زيد خاله”، أي الاستحالة، إلا بقرار عام وشامل مثل فتح منصة التسجيل أبوابها و”هيهات” أن تصدُر جوازات السفر قبل شهور!.

“لبنان الكبير” خرق هذه الحالة، وخلق حالة استثنائية أدّت إلى نيل الطالب محمد مريدن، إبن بلدة القرعون – البقاع الغربي، استثناء خاص من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بإصدار جواز سفر فوري له حتى يستطيع السفر إلى قطر لاستكمال دراسته هناك ضمن منحة كاملة فاز بها من الجامعة الأميركية في بيروت باعتباره من المتفوقين الذين يستحقون ذلك.

الأمر أشبه بالمعجزة، عندما تحدثتُ الأسبوع الماضي الى مريدن، وروى لي تفاصيل معاناته (المقالة نشرت في الموقع بتاريخ ٤ حزيران)، كان مُحبطاً جداً، وقال إنه حاول بشتى الوسائل الحصول على جواز سفر، حتى أنه استغل الجو الانتخابي علّه يأتيه بشيء ولكن فشلت كل محاولاته… تحدث معنا وبصيص الأمل داخله خافت، على اعتبار أن تلك المقالة يمكن أن تضاف الى قائمة الوسائل الفاشلة، ولكن كانت المفاجأة أن صدى صوتنا أتى بالخير، ومن خلال موقع “لبنان الكبير” لن يُحرم محمد من السفر إلى قطر والاستمتاع بدراسته وانجازاته وتحقيق طموحاته ورفع اسم لبنان الكبير عالياً.

يقول مريدن وبحّة السرور تُدندن مخارج حروفه: “لولا موقع لبنان الكبير وجهود الصحافية راما الجراح لما استطعت إيصال صوتي والحصول على الباسبور، وشجعتني على مناشدة اللواء ابراهيم شخصياً لأنه ساعد عدداً من الطلاب أمثالي كي لا يخسروا الفرص التي تأتي مرّة في الحياة. متابعتكم لقصتي ونشرها على أوسع نطاق كان نقطة التحول في حياتي”.

ويضيف: “الملفت في الموضوع أن للإعلام والصحافة دوراً كبيراً في التأثير على أي قضية مُحقة في حال أرادا تسليط الضوء عليها. لم أكن أتوقع أن أنال شرف الاستثناء وأحصل بهذه السرعة على جواز السفر لأننا اعتدنا في لبنان على الإهمال والاستهتار بحقوقنا، ولكن تبين أن هناك وسائل إعلام ومواقع إلكترونية أمثال موقع لبنان الكبير لا تزال صادقة في محتواها وتسعى الى حصول الناس على حقوقهم، وألاحظ أن هناك مواضيع إجتماعية – انسانية تطرح بشكل دائم في هذا الموقع، وهذا يعني مدى الحرص على إيصال صوت الناس أولاً”.

وفي التفاصيل، يشرح مريدن أنه “منذ خمسة أيام وصلتني رسائل بأن الأمن العام سيساعدني، مرفقة برقم هاتف من صفحة على فايسبوك بإسم شعبة الاتصال والتواصل في الأمن العام، عندها قمت بالتأكد من هذه الصفحة من خلال التواصل مع الأمن العام عبر صفحته الرسمية، وبعدها اتصلت بالرقم وأعطيتهم بعض التفاصيل. وفي اليوم الثاني اتصل بي عميد في الأمن العام وطلب مني تحضير كتاب للواء عباس إبراهيم وإرساله عبر الايميل، وهذا ما حصل، وفي اليوم التالي وصلتني رسالة عبر الايميل أيضاً بأنني حصلت على استثناء من اللواء ابراهيم وسيتم إصدار جواز سفر لي لمدة عشر سنوات يوم الاثنين ١٣ حزيران ٢٠٢٢ (امس)”.

شارك المقال