“صفارة الانذار” تهدد الدفاع المدني

آية المصري
آية المصري

أزمات متتالية تعصف بالمواطن يومياً، وتلقي بتداعياتها على مختلف القطاعات وتهدد بقاءها وإستمراريتها، ومن بينها الدفاع المدني الذي يعاني مشكلة يصعب وصفها، فالأزمة الأساسية في ظل فشل المناقصة التي جرت وفق الأصول القانونية المتبعة في إدارة المناقصات وغياب التثبيت لدى المتطوعين دفعتهم إلى إعلان الإضراب العام، لكن هذا القطاع الإنساني من الصعب أن يغيب عن الساحة، لا سيما مع بدء فصل الصيف بحيث باتت الخطورة تزداد مع امكان اندلاع الحرائق خاصة أن لبنان غني بثرواته الطبيعية ومساحاته الخضراء.

والدفاع المدني لم يتوان لحظة عن القيام بواجباته الإنسانية مع العلم أن العدد الأكبر من عناصره ما زالوا متطوعين، كما أنهم لم يبخلوا حتى بتقديم أرواحهم تجاه نداءات الاغاثة والواجب لا سيما في إنفجار مرفأ بيروت حيث استشهد عدد منهم. فهل يعقل أن نكافأهم بإبقائهم غارقين في أزماتهم التي تزداد يوماً بعد يوم؟ وماذا عن المشكلات التي يعانونها وما هي مطالبهم؟ وهل فعلاً لم يلبوا نداء الحريق في سهل الفرزل؟ والى متى سيستمر الإضراب وماذا عن خطواتهم التصعيدية؟

في حديث لموقع “لبنان الكبير” أكد المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطّار أن “الأزمة الأساسية التي تعاني منها المديرية العامة للدفاع المدني في الوقت الراهن تكمن في عدم وجود تأمين للمتطوعين وللآليات وذلك اثر فشل المناقصة التي جرت وفقاً للأصول القانونية المتبعة في إدارة المناقصات فلم تتقدم أي شركة للدخول في هذه المناقصة نظراً الى اشتراط شركات التأمين استيفاء الرسوم بالفريش دولار، وهذا ما أوقعنا في مأزق كبير بسبب ما قد يتعرض له العناصر والمواطنون من مخاطر”.

وأشار خطّار الى أن “هناك مشكلات أخرى متعددة لم تعد خافية على أحد وأبرزها أن غالبية عناصر الدفاع المدني من المتطوعين، الى جانب النقص في العتاد والتجهيزات، ناهيك عن أن الآليات في معظمها باتت قديمة العهد وتحتاج إلى صيانة دائمة، بحيث بات مطلبنا الأساسي اليوم إيجاد حل لمسألة التأمين على العناصر والآليات لتجنيبهم مواجهة أية ظروف قاهرة وحرصاً على حمايتهم وحماية المواطنين وحفاظاً على حقوق الطرفين”.

ورداً على سؤال عن عدم تلبيتهم نداء الحريق الذي حدث في سهل الفرزل في البقاع، أجاب: “الحريق اندلع عند الساعة السادسة من صباح يوم الجمعة داخل مخيم للنازحين السوريين في سهل زحلة – المعلقة، أما أسبابه فيتم الكشف عنها إثر إخبار تتقدم به النيابة العامة لتكليف خبير من الدفاع المدني لكشف الملابسات. ولا شك أن العناصر والمتطوعين لم يتوانوا عن تلبية النداء وإخماد الحريق كونه كاد يهدد أمن وسلامة القاطنين في المخيم، وتجاه مخاطر كهذه تسقط كل الاعتبارات الأخرى مهما كانت الظروف”.

اما بالنسبة الى المتطوع زياد الأشقر الذي لا يزال موقوفاً نتيجة حادث السير على ضهر البيدر، فأوضح خطّار أن “حادثة ضهر البيدر وقعت يوم الأحد الماضي حين كانت آلية إطفاء تابعة لمركز حمانا متجهة الى إخماد حريق على طريق ضهر البيدر ففوجئت بفان لنقل الركاب يلتف من أمامها بسرعة قصوى فوقع الحادث وأسفر عن سقوط قتيلين، وأوقف على أثرها سائق آلية الاطفاء أحد المتطوعين – من عديد مركز حمانا – في مخفر حمانا رهن التحقيق ولا يزال موقوفاً حتى الساعة”.

وعن الخطوات التصعيدية في حال إستمرارهم بالإضراب المعلن، قال: “بالنسبة إلى الخطوات التصعيدية فقد اتخذها المتطوعون بسبب إصرارهم الشديد على العمل وسط ظروف آمنة وكي لا يعرّضوا أنفسهم أو المواطنين للخطر، علماً أن قرار التوقف عن تنفيذ المهمات لم يكن سهلاً عليهم نظراً الى ما لديهم من حماسة لتأدية رسالة الدفاع المدني الانسانية والوطنية وحرصهم على تأمين السلامة العامة”.

وأكد خطّار أن “المهمات تنفذ حالياً وفقاً لمدى قرب المركز جغرافياً من موقع الحريق ما يضمن امكان وصول العناصر والآليات من دون الكثير من المجازفة. العمل يتم بحذر شديد بسب غياب التأمين ونسعى الى تلبية النداءات الحرجة مع مراعاة مسألة عدم تعريض العناصر للخطر”.

مع تفاقم الأوضاع يومياً، يبقى الضمير الانساني يحرك عناصر الدفاع المدني على الرغم من كل السلبيات المهيمنة على حياتهم، فما مصير القطاعات الانسانية اليوم؟ وهل سنصل الى مرحلة يستنزف هذا القطاع ويصعب عليه النهوض من جديد ليلبي النداءات؟

شارك المقال