البقاع: أول تطبيق في لبنان لطلب “توك توك” من المنزل

راما الجراح

كيفما التفت في البقاع، لا بد أن تصادف عربة “توك توك” تجول في شوارعه، وهذا المشهد أصبح مألوفاً جداً بعدما فرضته الأزمة الاقتصادية والمعيشية، والارتفاع الكبير في أسعار المحروقات. “التوك توك” صار وسيلة النقل الأهم ومصدراً معيشياً أساسياً خاصة في المناطق الريفية في لبنان مُتحدياً الظروف الصعبة، فإلى جانب اعتماده كوسيلة لنقل الركاب، يُستخدم في معظم الأحيان كمؤسسة تجارية متنقلة، من مطعم صغير أو “كشك” لبيع القهوة، لاسيما في الضواحي الفقيرة من العاصمة بيروت.

من هنا، جاءت الفكرة لعدد من الشبان في منطقة البقاع وتحديداً للعمل على تنظيم تطبيق شبيه بتطبيقات “Bolt” و”Uber”، ولكن يتمتع بخاصية جديدة وهي خيار طلب “توك توك” إضافة إلى التاكسي والدراجة النارية. وتُعتبر هذه الفكرة الأُولى من نوعها في لبنان، ورأى أصحابها أنها ضرورية لأن “التوك توك” أصبح وسيلة نقل أساسية ومُعتمدة خاصة في القرى اللبنانية.

ولمعرفة تفاصيل أكثر عن الفكرة، وعن كيفية تنزيل التطبيق واستعماله، تواصل “لبنان الكبير” مع أحد المسؤولين عنه، والذي تمنى عدم ذكر اسمه لأسباب خاصه به، وأوضح أن “فكرة التطبيق جاءت من خلال ملاحظتنا الضغط الكبير على طلب التوك توك في منطقة البقاع، والدراجات النارية في بيروت، بهدف التوصيل السريع من جهة، والهروب من أُجرة التاكسي من جهة أخرى، فبادرنا الى وضع خطة عمل لتنظيم التطبيق ووضع خيارات مناسبة للناس، حتى أصبح جاهزاً وبمتناول الجميع، ويستطيع أي شخص تنزيله على هاتفه”.

أضاف: “في المناطق الريفية، هناك عدد كبير من المنازل موقعه بعيد عن الطريق العام حيث تتواجد وسائل النقل، ويحتاج سكانها الى السير مسافات طويلة للوصول إلى نقطة وجود تاكسي أو توك توك، وأحياناً ينتظرون وقتاً إضافياً لإيجاد مَن يتمكن من إيصالهم الى المكان المقصود وبتكلفة غير متوقعة. من هنا جاء هذا التطبيق الذي يُمكن أي شخص من تحديد موقعه، والوُجهة التي سيقصدها من خلال الخريطة التي تظهر أمامه، وبعد تحديد المكان المقصود، يمكنه اختيار أقرب توك توك، الذي يُحدد له الوقت والمسافة التي سيستغرقها للوصول الى النقطة التي يتواجد فيها، إضافة إلى خيارات أخرى كتحديد عدد الرُكاب، والتكلفة، لأنه في حال استجاب لطلبه أكثر من توك توك سيُحددون التكلفة، وهنا يمكن للشخص أن يختار الأرخص، إضافة إلى وجود خاصية الشات أو المحادثة بين الزبون والسائق لتأكيد الموقع، والوقت، أو معرفة رقم اللوحة واللون”.

وأكد “أننا في هذه الحالة نستطيع أن نتفادى أي سمسرة أو استغلال في أُجرة المواصلات كما يحصل مع الغالبية، ومن جهة أخرى يستطيع الشخص التأكد من السائق وتفاصيل عن وسيلة النقل قبل الصعود اليها لتوفير الأمان والراحة له، لأننا وبكل أسف لا تكاد تمر ٢٤ ساعة من دون أن نسمع خبراً عن خطف أو سرقة داخل سيارات التاكسي مثلاً، ويتبين في النهاية أنه ليس سائق تاكسي بل دخيل على المهنة لغاية معينة”.

وأشار إلى أن “من الضروري أن يقوم أصحاب محال التوك توك والسائقون بتنزيل التطبيق، إضافة إلى المواطنين حتى يتم الاتصال في ما بينهم ويتمكنوا من تطبيق العملية بنجاح”، لافتاً الى أن “سائق التوك توك يُمكنه ضمان عدم عودته فارغاً من الركاب بعد توصيل أحدهم، بحيث هناك احتمال كبير أن يحصل على طلب فوري بعد ايصال الشخص الى وجهته، من دون الحاجة الى جولات عدة حتى يحصل على زبون، وبهذا تفادينا التعرض للخسارة والتعب الزائد من دون مقابل في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المحروقات”.

لتحميل التطبيق إضغط هنا

شارك المقال