البقاع: نعم للمياه الملوثة… ونكد في مرمى الهدف!

راما الجراح

برالياس تنتفض في وجه فاتورة الكهرباء، وثمن صهاريج المياه التي تقف في وجه لقمة عيش أبنائها. ليس سهلاً على أصحاب الدخل المحدود دفع رواتبهم مقابل فاتورة الكهرباء، فبعد أن تغنى البقاع الأوسط بشركة كهرباء زحلة كمنفذ وحيد لخلاصهم من أعطال كهرباء لبنان، وتقنينها القاسي في أيام “البحبوحة”، أصبحت اليوم لا تختلف عنها من حيث كلفتها العالية التي لا تحمل في طياتها أي رأفة بأحوال الناس.

لا شك أن هذه الشركة أمّنت للأهالي ما عجزت عنه الدولة ووزارة الطاقة، حتى أنهم اعتبروها الملاذ الآمن لهم بعيداً عن فساد القيّمين على الوزارة على مدى سنوات مقابل صفر نتيجة. ولكن من غير المعقول أن تنتظر شركة كهرباء زحلة في كل مرة احتجاج الأهالي ورفع الصوت حتى تتحرك لمساندتهم، لذلك احتج الأهالي مجدداً وطالبوا بإعادة النظر بالفواتير، واستخدام حلول بديلة بعيداً عن غلاء المازوت ووفرته، كالطاقة الشمسية.

أكد إمام بلدة برالياس الشيخ يحيى عراجي، لموقع “لبنان الكبير” أن “المشكلة الأساسية هي في المياه، بحيث ادّعى أحدهم أن مياه البئر في منطقة الجبيلي الموجودة ضمن نطاق برالياس، والتي تغذي من ٥٠٠ إلى ١٠٠٠ منزل ملوثة، وتم إغلاق البئر، ولكن بالنسبة الينا، نحن بحاجة الى هذه المياه ولو كانت ملوثة لاستخدامها في منازلنا للعمل والاغتسال، مقابل أن غالبية الناس أصبحت تعتمد على غالونات مياه الشرب، أي نريد المياه للاستخدام الجسدي وليس الصحي، ولا قدرة لدينا لتحمل أعباء نقلة المياه التي تجاوز سعرها الـ ٧٠٠ ألف ليرة لبنانية”.

من ناحية أخرى، قال عراجي: “الكهرباء غير متوافرة في محطة شمسين، والمفروض أنها من مسؤولية كهرباء لبنان، لأنها محطة مركزية تروي ١٣ قرية بقاعية، وبالتالي يمكن أن تتغذى محطة شمسين من خط كهرباء الليطاني الذي يعتبر الخط الأسرع لتغذية محطة مياه شمسين ٢٤/٢٤، وقد وجهنا دعوة الى المدير العام لمصلحة الليطاني سامي علوية لينظر الى هذه القرى التي أصبحت تحت مسؤوليته عند الانتهاء من صيانة الخط بين منطقة جب جنين ولالا، عندها يقوم بتغذية محطة شمسين من الفائض، أي لا يكلفهم الأمر كثيراً”.

وفي ما يخص مشكلة الكهرباء، اعتبر عراجي أن “وجود كهرباء زحلة في البقاع هو نعمة، على الرغم من أن الفواتير عالية لأن غالبية الناس تستهلك الكهرباء ضمن خط ١٥ أمبير، لذلك علينا أن نقلص الاشتراك إلى ١٠ أو ٥ أمبير لتفادي هذه المشكلة، حتى أن شركة زحلة أعلنت أنها مستعدة للذهاب إلى المنازل وتركيب أمبير أصغر مجاناً”.

أضاف: “على شركة كهرباء زحلة استبدال الكهرباء بالطاقة الشمسية، وإزالة عبء المازوت عن كتفها وأكتافنا، ولن يقف أحد في وجهها طالما نحن نسناندها في هذا، ونحن حريصون على ذلك ونطالب بتمديد الامتياز لها، ومنحها رخصة المُضي في الطريق البديل، إضافة إلى المطالبة بتركيب العدّاد الذكي الذي ركب في نطاق زحلة فقط من دون المساواة بين جميع القرى”.

أما الشيخ وليد اللويس، المهتم بشؤون أبناء بلدته والحريص دائماً على إيصال صوت الحق، فاعتبر أن “إغلاق البئر ليس حلاً، فيجب رفع التلوث عن الماء وليس منع الماء عن الناس، وصهريج المياه بلغ ثمنه نحو مليون ليرة وكل ثلاثة أيام تقريباً نحتاج إلى نقلة جديدة، وهذا يشكل عبئاً كبيراً على الناس لا يستطيعون تحمله بأي شكل، إضافة إلى أن هناك شبه إجماع لدى الناس على استعمال المياه الملوثة للاستخدامات المنزلية بقصد التوفير”.

وفي ملف الكهرباء، رأى “أننا سنكون أمام ثلاثة سيناريوهات لحجج كهرباء زحلة في ارتفاع فواتير الكهرباء، الأول هو أن الفاتورة يكون جزء منها عن شهر رمضان حيث لم يكن هناك تقنين قاس، والثاني أن الدولار كان حوالي ٣٣ ألفاً، أما الحجة الأخيرة فهي بالنسبة الى تقنين شركة كهرباء لبنان، اذ في الفواتير السابقة كانت نسبة استخدامنا لكهرباء لبنان حوالي ٤٦٪ ولكن في الفاتورة الأخيرة بلغت حوالي ٢٤٪، وعلى الرغم من ذلك، الفاتورة قاسية جداً، والمنزل الذي جاءت فاتورته مليوناً و٥٠٠ ألف ليرة في الشهر الماضي، بلغت هذا الشهر حوالي ٣ ملايين، لذلك نطالبها باللجوء إلى الطاقة الشمسية، ولو أنها مُكلفة في البداية، ولكنها ستعود بالربح الكبير عليها”.

وتساءل المحامي حمزة ميتا، إبن بلدة برالياس، والذي كان حاضراً في الوقفة الاحتحاجية: “لماذا وزارة الطاقة والمياه ستبقى حكراً على حزب معين منذ أكثر من ١٠ سنوات من دون الوصول إلى أي حل جذري؟ لا بد أن يكون السبب الأساس أنها وزارة دسمة يسرحون ويمرحون في السرقة والنهب داخلها على هواهم من دون حسيب ولا رقيب، ونحن نشد على يد محافظ البقاع وكل القيّمين على تفعيل الطاقة الشمسية في منطقة عنجر حتى نستفيد جميعنا ونتخلص من أزمة المياه”.

وتوجه إلى رئيس شركة كهرباء زحلة أسعد نكد بالقول: “منذ نحو سنة تقريباً، ذهبنا جميعنا إلى زحلة وتضامنا معك وطالبنا الدولة بأن تدعم شركتك بمادة المازوت حتى تستطيع تشغيل مولدات الكهرباء وأن تمدد لك الامتياز، ولكن اليوم وصلت بك الأمور إلى إرسال فواتير كهرباء بأرقام خيالية إلى منازل الناس وأنت أكثر الناس دراية برواتب الموظفين في البقاع تحديداً والتي لا تتخطى معظمها المليوني ليرة، وهذا الأمر لا يطاق وبلغ حد الاحتكار”.

أضاف: “أنت في موقع المسؤولية، والناس لديها حاجة عندك، إما أن تكون عند ثقة الناس، أو ستكون مرمى لهدفنا مثل أي فاسد في هذا البلد، ونطالبك بتركيب طاقة شمسية، وإعادة النظر في فواتير الكهرباء على أن تحسم نسبة ٥٠٪ منها، وإن كان لا بد من إيجاد حل آخر، فنفضل زيادة ساعات التقنين على الارتفاع الكبير في الفواتير، فمعظم الناس لن يستطيع الدفع في حال استمر الوضع على ما هو عليه اليوم والجوع كافر يا أسعد!”.

شارك المقال