تطور عالم الفيروسات… اللقاح يخفف حدتها ويقلل الوفيات

تالا الحريري

التطورات في عالم الفيروسات لا تنتهي، فمع كل دقيقة تمر قد يتحور فيروس أو يظهر آخر. فيروس كورونا الذي فتك بالعالم لثلاث سنوات متتالية لا يبدو أنّه سينتهي في وقت قريب، ولا ننسى أنّ هناك الكثير من الفيروسات الذي إستمر ما بين 5 الى 10 سنوات ومنها لا يزال موجوداً حتى اليوم كإنفلونزا الطيور والخنازير والجدري الذي تطور بعد وقت طويل وظهر مجدداً. لكن بعد الوصول إلى ذروة الاصابات بأي فيروس يصبح التعايش معه شيئاً طبيعياً، ويبقى أخذ الحيطة والحذر ضرورياً في الدرجة الأولى.

عراجي: التغيرات أنتجت متحوراً جديداً

وعلى الرغم من تسجيل لبنان والعالم عموماً إصابات قليلة بفيروس كورونا لم يسبق أن شهدها منذ بداية الجائحة، تعود الاصابات اليوم لترتفع في لبنان لكن يبدو أنّ الأمر هذه المرّة ليس بسبب الوافدين من الخارج، حسب رئيس لجنة الصحة النيابية السابق الدكتور عاصم عراجي، الذي قال لـ”لبنان الكبير”: “السبب الرئيس هو المتحور المتفرع من أوميكرون. فالتغيرات التي طرأت على أوميكرون أنتجت متحوراً جديداً سريع الانتشار والعدوى، إضافةً إلى تخفيف الاجراءات في جميع دول العالم. لكن الجانب الإيجابي في الموضوع هو قلة دخول المصابين إلى غرف العناية”.

أضاف: “يمكن القول انّنا أمام مناعة مجتمعية، يعني أنّ حدة الفيروس على الناس قد خفّت، كما أنّ اللقاح ساعد أيضاً في تخفيف هذه الحدّة. فالملقح بالجرعات الثلاث نسبة دخوله إلى المستشفى ضئيلة جدّاً إلّا في حال كان يعاني من نقص مناعة أو أمراض سرطانية”.

وأوضح أن “عدد المرضى جراء الفيروس في الغرف العادية في المستشفيات يبلغ حوالي 50 مريضاً أمّا في غرف العناية فلا يتجاوز عددهم الـ20 في كل لبنان، لكن هذا لا يعطينا حجة لعدم الالتزام بالإجراءات فنحن شهدنا 861 إصابة وحالة وفاة بالأمس”.

وعن الجرعة الرابعة، أشار عراجي إلى أنّه “لم يتم إطلاقها في أميركا بعد، لكن في لبنان هناك البعض ممن تلقى الجرعة الرابعة وهي تعتبر كجرعة تنشيطية للأشخاص الذين مرت عليهم 6 أشهر أو أكثر على تلقي آخر جرعة (الجرعة الثالثة)، ونحن بإنتظار قرار منظمة الصحة العالمية أو مركز الأوبئة للتحكم بالأمراض في أميركا حول الجرعة الرابعة”.

أمّا بالنسبة الى جدري القرود الذي باتت أيضاً تنتشر الأقاويل عن تفشيه في لبنان، فأكد عراجي أنّ “انتشار جدري القرود في لبنان قليل جداً، فقد تم تشخيص حالة واحدة فقط والأخرى مشتبه بها. ويمكننا التحكم بإنتشار هذا الفيروس من خلال عدم الاحتكاك بالمصاب أو إستعمال أغراضه، كما أنّ لقاح الجدري يحمي بنسبة 85% من الاصابة. وبات متوافراً في لبنان فحص جدري القرود الموجود في المختبرات في الجامعة الأميركية وبعض المستشفيات كمستشفى رفيق الحريري الحكومي”.

وتأكيداً على تشديد عراجي على ضرورة تلقي اللقاح، كشفت دراسة علمية جديدة أن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا حالت دون وفاة ما يقارب 20 مليون شخص خلال عام واحد .فقد ساعد اللقاح في الحماية المباشرة لـ80% من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح.

ووجد الباحثون أن اللقاحات تقلل عدد الوفيات المحتملة في جميع أنحاء العالم إلى النصف، إذ أوضحت الدراسة أنه كان بالإمكان تجنب ما يقرب من 600 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا في حال تحقق هدف منظمة الصحة العالمية بتطعيم 40% من سكان العالم بحلول نهاية 2021. وأكد الباحثون أن التطعيم ضد فيروس كورونا أدى إلى تغيير مسار الوباء بصورة كبيرة، مما ساهم في إنقاذ عشرات الملايين من الأرواح على مستوى العالم.

شارك المقال