تكاليف تعجيزية وشروط جديدة خفّضت عدد حجاج لبنان

تالا الحريري

“شو بدو يحكي الواحد… الحالة بتبكي”، هكذا عبّر صاحب إحدى حملات الحج عند سؤاله عن الموسم هذا العام.

يصادف موسم الحج في الثامن من شهر ذي الحجة 1443 هجري، ومن 7 إلى 12 تموز 2022 ميلادي. ويعود بعد إنقطاع سنتين تماماً عن زيارة البيت الحرام (يسمّى ببيت الله الحرام لأنّ الله حرّم القتل فيه) بسبب إنتشار جائحة كورونا. وبعد هذا الانقطاع، عاد موسم الحج مليئاً بشوق الناس الى هذه الفريضة المباركة والطواف حول الكعبة المشرفة والسجود على هذه الأرض المقدسة وزيارة الحرم النبوي الشريف وأداء كل المناسك، لكنه عاد كذلك بأسعار أعلى وشروط جديدة، وهنا يمكن القول ان الحج بات لمن إستطاع إليه سبيلاً.

وتواصلاً مع حملة “سنابل الخير” للحج والعمرة والسياحة والسفر، أوضح صاحبها لـ”لبنان الكبير” أنّ “وزارة الخارجية السعودية هي التي تحدد المصاريف عبر السفارة السعودية، أمّا نحن فيتم عبرنا تحديد مصاريف الخدمات وبطاقة الطائرة وحجز الأوتيل والنقل بين المشاعر المقدسة، أي المفروض علينا فقط هو التكاليف والمصاريف التي ندفعها هناك. ويعود الحجز إلى صاحب العلاقة وما إذا كان يريد فندق 3 نجوم أو 5”.

وعن التكاليف، أشار الى أن “المصاريف وحدها كانت سابقاً ما بين 600 و700$ واليوم وصلت إلى 1800-1850$. هذا يشمل المصاريف فقط وليس الرحلة كاملة. الغلاء العالمي وتغير سعر النفط وغيرها زادت من سعر بطاقة الطائرة التي وصلت إلى 720$، هذا إلى جانب الضرائب (TVA). مع العلم أنّه لم يكن هناك (TVA) سابقاً في السعودية، وهذا الانعكاس كله أثّر في كلفة الحج”.

وبالنسبة الى الشروط الجديدة وخاصة الشرط المتعلق بالعمر الذي لا يسمح للشخص فوق الـ65 سنة بتأدية الحج، وشرط اللقاح، قال: “شرط العمر فرض هذه السنة من أجل خفض أعداد الحجّاج، في الأساس كان يذهب من لبنان 4000 حاج، وهذه السنة سمحوا بـ2000 لكننا لم نجمع 1800 حتى. أمّا اللقاح فهو مهم جدّاّ وحماية صحية لمنع الفيروسات لأنّ التجمع كبير”.
وعن الصعوبات التي يواجهها الناس وكثافة الاقبال، لفت إلى أنّ “أكثر ما يواجهه الناس هو الصعوبات المالية لأنّ كل التكاليف بالفريش دولار، وبالنسبة الى الإقبال فلم يصل إلى 10%”.

 صاحب حملة أخرى، شرح لـ”لبنان الكبير” التكاليف بالتفصيل:
– تذكرة الطائرة تتراوح بين 700 – 725$.
– الفيزا إلى السعودية 300$.
– فترة الاقامة كاملة تعود إلى الأوتيل ومكان تواجده، فمعدل الأوتيل في مكة يكون حوالي 350$، وفي المدينة المنورة حوالي 100 – 150$، أمّا مقابل الحرم مباشرةً فحوالي 500$.
– إلى جانب كلفة المواصلات والأضحية وكل الخدمات.

والجدير ذكره أن الأسعار قد تتفاوت بعض الشيء حسب كل حملة وتقديراتها وحساباتها، لكن الحد الأدنى لكلفة الحج هذه السنة لا يقل عن 6000 دولار.

وبالنسبة الى متوسط كلفة الحج في الدول العربية: قطر 10971، الامارات العربية المتحدة 10821، تونس 9884، لبنان 9000، المغرب 7698، الكويت 7578، مصر 6910، الجزائر 5853، السعودية 3198، الأردن 2961، وسلطنة عمان 1797… اما ليبيا ف 0 تكاليف لأن السلطات قررت أن تتحمل خزينة الدولة مصاريف الحجاج كلّهم (المصدر: الجزيرة، وكالات الأنباء الرسمية، حسابات وزارات الاوقاف، هيئات الحج الحكومية، حملات الحج والصحافة العربية).

وأعلنت هيئة رعاية شؤون الحج والعمرة (هيئة مكلفة من رئاسة الحكومة اللبنانية بتنظيم وإدارة شؤون الحج والعمرة وتعمل تحت إشراف الأمانة العامة لمجلس الوزراء، وهي المرجع الصالح والوحيد للتعاطي بجميع أعمال الحج والعمرة والتنسيق مع الجهات المختصة كل حسب اختصاصها)، أنه “تعقيباً على ما تم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي وتوضيحاً من هيئة رعاية شؤون الحج والعمرة في الجمهورية اللبنانية بشأن الزيادة الملحوظة في كلفة برنامج الحج لهذا العام 1443 هـ الموافق ۲۰۲۲ م، تؤكد هيئة رعاية شؤون الحج والعمرة للعموم:
أولاً: إن الزيادة التي حصلت في أسعار برنامج الحج لهذا العام من قبل شركات الحج اللبنانية وفي المملكة وذلك شأن خاص بها.
ثانياً، توضح الهيئة للمستفيدين كافة من تلك البرامج أن لا علاقة لهيئة رعاية شؤون الحج والعمرة أو سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت بالمتطلبات المالية أو كلفة برنامج الحج وأن اختصاص الهيئة تنظيمي فقط”.

في المحصلة إلى جانب الظروف العالمية، أساس هذا الارتفاع يعود إلى التضخم العالمي في الأسعار وهو ما يؤثر في مختلف المجالات ولاسيما الإيواء والغذاء في السعودية، ارتفاع أسعار الخدمات الإلزامية (خدمات المشاعر والطوافة والنقل…)، إضافة إلى خدمات إلزامية جديدة (الطوارئ والتأمين الصحي ورسوم التأشيرة)، ارتفاع نسبة ضريبة القيمة المضافة في السعودية من 5% إلى 15%، ارتفاع أسعار تذاكر الطيران في جميع الشركات في المنطقة والعالم (المرجع: لجنة الحج العليا في سوريا).

شارك المقال